سطو مسلح على الذهب بالبيضاء

جرائم عابرة للقارات 2 مسارات بحث معقدة والمتهم نهج أسلوب التضليل فكت مصالح الشرطة القضائية المغربية ألغاز العديد من الجرائم التي تحمل طابعا تنظيميا ويحمل أفرادها جنسيات أجنبية، ورغم التخطيط الجيد للجناة وتفننهم في ابتكار أساليب التخفي ومحو الآثار أثناء التنفيذ المادي للجريمة، فإن تعاون مصالح «ديستي» مع الشرطة القضائية، أفلح في حل لغز أغلب الجرائم المنفذة على التراب الوطني، ليسقط الجناة في الفخاخ ويدركوا أن حيلهم التي نجحت في أوربا وغيرها من القارات، لم تنطل على المصالح الأمنية المغربية. المصطفى صفر بعد إلقاء القبض على المتهم الرئيسي وحل لغز الجريمة، تبين أن المتهمين تورطوا في جريمتين أخريين كانتا عبارة عن محاولتين فاشلتين للسطو على محلين لبيع المجوهرات، الأول ببرشيد والثاني بالبيضاء. أما طريقة الإعداد والأعمال التحضيرية التي سبقت التنفيذ فقد انطلقت بعد عودة زعيم العصابة من بلجيكا. زعيم العصابة لم يكن إلا رجل أعمال فاشلا، صاحب شركات استفاد بواسطتها من قروض بنكية ثم حولها إلى شركات وهمية، وعاشق الفتيات الموسرات بهدف الانقضاض على ممتلكاتهن، فقد تزوج فتاتين، وكان يستعد لعقد قرانه على الثالثة. كان أيضا عاشقا للمال ومولعا بركوب الدراجات النارية كبيرة الحجم والسيارات الفارهة، ما جعل الديون تتراكم عليه، وأصبح مدينا بمبالغ مالية كبيرة، فعجز بسبب إفلاسه عن مواصلة الظهور في المطاعم الفخمة والكباريهات، فاختار أقصر السبل إلى المال وهو تنفيذ عمليات سطو، معتقدا أن ذكاءه الذي لم ينفعه في مجال الأعمال سيعوضه في عمليات السطو المسلح بما يحتاجه من مال. استغلال الدراجة للوصول إلى المنفذين كان واحدا من المسارات المهمة في البحث، إذ اتضح أن العجلتين جديدتان، فكانت وجهة المحققين بائعي العجلات من النوع نفسه، ومن حسن الصدف، أن شخصا وحيدا بالبيضاء، متخصص في بيع عجلات الدراجات من النوع المستعمل في الجريمة، ويوجد محله التجاري بحي بنجدية. بعد التوصل إليه صرح صاحب المحل أنه خلال شهر كامل، لم يبع إلا عجلتين، مرشدا عن شركة أخرى قامت بتركيبهما، لينتهي الأمر بتعرف العاملين بالشركة على طالب العجلتين، وهو شخص سبق أن غير عجلات سيارة أخرى بالمحل نفسه، وأدى بواسطة شيك، لشركة وهمية أسسها من قبل متخصصة في تجارة الخشب. استجمعت معلومات كثيرة حول صاحب الشيك، كما تم الاهتداء إلى الشخص الذي باع الدراجة للمشتبه فيه، والذي لا يحتفظ إلا برقم هاتفي تبين أنه استغل مرة واحدة أثناء اقتناء الدراجة وتوقف عن العمل، لتهتدي الشرطة إلى تحديد هوية شخص كثير التنقل، إذ أن بيانات سكنه تشير إلى أنه في فترة وجيزة تنقل بين أحياء بوركون والمعاريف ووسط المدينة، ما انتهى إلى وضع مراقبة أسفرت عن إيقافه. نهج المتهم أسلوب التضليل، نافيا صلته بالجريمة، وبعد معاينة شقة يقطنها، تم حجز مبالغ مالية بالعملة الصعبة فاقت 30 ألف أورو. لم تنفع محاولات نفيه، لتهتدي الشرطة إلى سيارة كان يركنها قرب محطة القطار بحي بلفيدير، فعثر على مسدس من عيار 7،65 ملمترات وآخر أوتوماتيكي من عيار 9 ملمترات ومسدس تقليدي، بالإضافة إلى 96 طلقة نارية من حجم 9 ملمترات و6 من حجم 7 ملمترات و2 خرطوشات من فئة 7 ملمترات و11 عيارا ناريا خاصا بالمسدسات الأوتوماتيكية وقنينة كبيرة للغاز المسيل للدموع ومدية كبيرة الحجم وأربعة أقنعة ومبلغ مالي آخر من العملتين الوطنية والأوربية. وكشفت المحجوزات بما لا يدع مجالا للشك أن المتهم هو نفسه منفذ الجريمة المروعة. وتم إيقاف شركاء المتهم، فالأول ساعده في عملية برشيد ويبلغ من العمر 24 سنة، والثاني حارس أمن خاص يبلغ من العمر 35 سنة باعه المسدس التقليدي بدرب غلف، أما الثالث ويبلغ 22 سنة فهو شريكه في السطو على 10 كيلوغرامات من الذهب. تخطيط للجريمة اتضح للمحققين أن المتهمين سبق أن نفذوا جريمة أخرى ببرشيد، خصوصا أن أبحاث المختبر الوطني للشرطة التقنية بالرباط أكدت أن السلاح الناري من فئة 7،65 ملمترات هو نفسه المحجوز لدى المتهم. أما دوافع الجريمة المروعة، فجاءت تفاصيلها بعد الاستماع إلى المتهمين، وكانت المفاجأة أن زعيم العصابة وصديقا له مقيم بأوربا خططا لكل شيء بعد أن شاهدا برنامج 45 دقيقة على القناة الأولى، الذي عرض روبورتاج عن مراحل صياغة الذهب ومساراته إلى أن يصل إلى تجار القيساريات، فأسالت الكمية التي يحملها مستخدمو الشركة إلى الجمارك وسط مدينة البيضاء، لعابهما خصوصا أن صديق زعيم العصابة المقيم ببلجيكا يتاجر في المجوهرات، فأغراه بمبلغ مالي كبير إن استطاع الحصول على الكمية المعلن عن حملها إلى الجمارك في البرنامج التلفزيوني من قبل المستخدم.

سطو مسلح على الذهب بالبيضاء

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

احتجاز قاصر واغتصابها 17 يوما

لعب من بقايا الخشب والبلاستيك

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات