الداخلية: مدونة التعمير لن ترى النور أبدا

حسم نور الدين بوطيب، الوالي الكاتب العام لوزارة الداخلية، النقاش حول مشروع مدونة التعمير، التي تنتظر المصادقة عليها منذ 2005، مؤكدا أن المدونة بهذا الشكل لن ترى النور أبدا. وقال بوطيب، خلال الجلسة الأولى للمناظرة الدولية المنظمة، أول أمس (الأربعاء)، احتفاء بالذكرى المائوية لإقرار أول قانون تعمير بالمغرب، أن مدونة التعمير ليست بالقانون الكبير والمهم في سياق إصلاح البنيات التشريعية والقانونية المتعلقة بالمجال، موضحا أنه من المستحيل أن يصادق البرلمان على قانون ضخم يتضمن أكثر من 400 فصل ومادة، في وقت كان من المطلوب الاشتغال على قوانين جزئية وقطاعية على نحو تدرجي في أفق تجميع ذلك في مدونة شاملة للتعمير.واستعان بوطيب ببعض الأقوال الدارجة لتأكيد فكرته، وقال «ملي كنبغيو نديرو كلشي وما كنديرو والو في النهاية».الموقف الحاسم نفسه، عبر عنه محمد عامر، الكاتب العام الأسبق بوزارة التعمير وإعداد التراب الوطني والسكنى والبيئة التي كان يشرف على حقيبتها الاتحادي محمد اليازغي، حين قال إن مشروع مدونة التعمير لن يصادق عليه أبدا من قبل البرلمان، وبلغة دارجة «هاد المدونة ما عمرها غادي تخرج».وقال عامر، الذي ترأس الجلسة الأولى للمناظرة في موضوع «التعمير والتماسك الاجتماعي»، إن الإصلاح مسألة بيداغوجية وتربوية قبل كل شيء، موضحا أنه لا يكفي أن نقول هذا إصلاح مهم، وهذا قانون أساسي، بل ينبغي احترام نوع من التراتبية والتدرج في إقرار الإصلاح والقانون.وأعطى عامر عددا من الأمثلة حول صعوبة الإصلاح في قطاع التعمير لتعقد مجالاته ووجود مجموعة مقاومات، دون ذكرها بالاسم والجهات التي تقف وراءها، ومن هذه الأمثلة إصلاح الأنظمة العقارية وإخضاعها لمخططات التعمير، مؤكدا أنه أعد مشروعا لوكالة وطنية للعقارات حين كان كاتبا عاما لوزارة اليازغي، ووضعه فوق مكتب عبد الرحمان اليوسفي، الوزير الأول الأسبق في حكومة التناوب، دون أن يرى النور.وأثار مشروع مدونة التعمير أو مشروع «كات كات»، الذي سهرت على وضعه حكومة إدريس جطو ووزارة التعمير والسكنى في عهد توفيق احجيرة، جدلا واسعا منذ أكثر من عشر سنوات، إذ ترتفع مجموعة من الأصوات داخل أوساط المهنيين والمنعشين العقاريين ومسؤولي الإدارات الترابية مطالبة مجلس النواب بالإسراع بالمصادقة عليه باعتباره مفتاحا لحل عدد من المشاكل المتراكمة في القطاع.إلى ذلك، لم ترد ضمن التوصيات العشر للمناظرة الدولية، الصادرة نهاية أشغالها، أي إشارة لمشروع مدونة التعمير، بل اكتفى المنظمون بالتنصيص على بلورة وتفعيل سياسات مجالية مندمجة عبر مقاربات متجددة وإستراتيجيات للتنمية الترابية، ودعم اقتصاد منتج ومستدام قادر على جلب الاستثمارات وترسيخ التماسك الاجتماعي وتفعيل برامج لتقوية قدرات المجالات في مواجهة التحديات واستغلال واستعمال عقلاني للموارد وتحقيق التمفصل بين السياسات الحضرية والتنقلات لتكريس استدامة المجالات وتوسيع دائرة التبادل والنشر.يوسف الساكت

الداخلية: مدونة التعمير لن ترى النور أبدا

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الداخلية تبدأ تجديد أعضاء مجلس المستشارين

التحقيق مع محامين حول ملفات مشبوهة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات