سيرة ذاتية تستعيد مسارا بين الإعلام والسياسة أصدر الإعلامي عبد المجيد الحمداوي كتابا تحت عنوان" ولد حبيبتي.. إعلامي بالصدفة... حظ يعقوبي". ويستعرض الكاتب رحلة ابن حي يعقوب المنصور بالرباط التي انطلقت من مرحلة الطفولة الشقية الطائشة وصولا إلى مرحلة تقاعد غير مريح، مرورا من مطبات شقاء الحياة الجامعية بداية الثمانينات، وتداعياتها على مسيرته المهنية والأسرية. في دروب هذا الكتاب المختلفة وبأحداثها ووقائعها المتنوعة، رقصت أنامل الكاتب في محطات عابرة وغابرة على حبل الحظ والفرصة لكي يقدم رسالة "الإعلامي السياسي" ضمن من تكبدوا في زمن خنوع الحريات، للتخفيف عمن كان ضحية التضحيات. كتاب "ولد حبيبتي"، يجمع بين الامتنان والعرفان للأم المغربية التي تحملت مشقة التربية وضحت رغم تقلبات الزمن من أجل إسعاد الأبناء، وبين صفات أشباح الظلام المقززة لمشاعر كل طالب وإعلامي ورب أسرة. كتاب بأسلوب كاتبه، يعكس تمرد أبناء الأحياء الشعبية على الجهل والأمية والفقر والفساد، بالنضال أو بالعلم أو هما معا، ويشخص مرحلة الانتقال من مكاتب الجريدة الرتيبة إلى الاشتغال في دواوين وزراء، للقطع مع ارتياب الرفاق وشكوك النفاق السياسي والمهني، وآثار بعضها لازالت بيننا حتى اليوم. هذا الكتاب الذي يعتبر أول إصدارات عبد المجيد الحمداوي بعبارات صريحة أدبية - صحافية تمزج بين جيلين من الإعلاميين، وعلى بساط الحظ والصدفة، يقدم رسالات الفضيلة والصبر، بشهادة نساء ورجال السياسة والإعلام والمجتمع المدني، مرتكزا على الذاكرة لاختزال مسار طويل في فصول متدحرجة، استقامت فيها طفولة من أدغال يعقوب المنصور بالرباط، انعطفت في سن الرشد بمراوغات شيطانية ثم انزلقت في معمعة حركة طلابية، كادت أن تحول صاحبها إلى كعكة في فم أشباح الظلام. عزيز المجدوب