تثليث الطريق السيار… سرعة السلحفاة

أربع سنوات لإنجاز الأشغال في مقطع البيضاء برشيد لا يتجاوز طوله 11 كيلومترا ضاق مستعملو مقطع الطريق السيار الرابط بين البيضاء ومطار محمد الخامس ذرعا بأشغال تثليث ممري الذهاب والإياب، خاصة أن وتيرة الأشغال تسير ببطء كبير وتتوقف من حين لآخر، قبل أن تستأنف مرة ثانية دون تحديد أجل لانتهائها. وأصبح المرور عبر هذا المقطع يمثل جحيما بالنسبة إلى الوافدين ومغادري العاصمة الاقتصادية، ويتطلب قطع كيلومتر واحد أزيد من ساعة من الزمن في وقت الذروة، كما أن التغييرات التي طرأت على هذا المقطع تسببت في عدد من الأضرار لمستعمليه. ويعتبر هذا المقطع واجهة المغرب، باعتبار أنه يربط مطار محمد الخامس بالعاصمة الاقتصادية البيضاء، ويكون الوافدون على المغرب مضطرين إلى استعماله للوصول إلى إقامتهم. إنجاز: عبد الواحد كنفاوي - تصوير(عبد اللطيف مفيق) سئم مستعملو المقطع الرابط بين برشيد والبيضاء من مشروع تثليث الطريق السيار، بسبب التباطؤ الذي تعرفه وتيرة الإنجاز وطريقة التنفيذ، إذ يبدو أن الأشغال تتم في غياب تام للمراقبة وللمواكبة من قبل المشرفين على هذه الأوراش، ما أثار سخط أصحاب السيارات، خاصة الذين يضطرون إلى التنقل يوميا عبر هذا "المسلك" الطرقي، بعدما تم ردم الأرصفة التي توجد أمامها، وأصبح من الصعب الولوج إليها، كما أن التماطل في إنجاز الأشغال جعل مستعملي الطريق يملون من وجود آليات الحفر أمامهم، مع ما تسببه لهم من إزعاج، إذ أصبح التنقل من إقاماتهم إلى مقرات عملهم مهمة صعبة تتطلب صبر أيوب، ما زاد في سخط السكان على المشرفين على هذه الأعمال. ويرى مستعملو الطريق أنه من المفروض أن كل شركة مكلفة بإنجاز مشروع عليها أن تنصب لوحات تتضمن تصميما لما سيصبح عليه الوضع بعد إتمام الأشغال، إضافة إلى معلومات تقنية لتمكين مستعملي الطريق من الاطلاع على طبيعة المشروع وشكله النهائي، ما سيضمن انخراط السكان في مثل هذه الأوراش المهيكلة وسيساعد على تفهم الإزعاج الذي تتسبب فيه أعمال التهيئة، لكن في حالة المقطع الرابط بين برشيد والبيضاء لم تقف "الصباح" على طول الطريق، باستثناء العلامة المكتوب عليها صاحب المشروع والشركات المكلفة بالإنجاز، على إشارات من هذا القبيل، إذ أن الجرافات تحفر يمينا وشمالا، متسببة في عرقلة حركة السير، كما أن عمليات الحفر توحي بأن العاملين في الورش لا يتوفرون بدورهم على بوصلة، إذ يعملون في مقطع معين لبضعة أيام، قبل أن ينتقلوا إلى مقطع آخر، تاركين الأول مفتوحا ولم يكتمل، وتستمر الأشغال في المقطع الثاني، قبل توقف الأعمال به، والانتقال إلى منطقة أخرى. حوادث متكررة يسود انطباع لدى أصحاب المركبات أن الأشغال تتم بشكل عشوائي في غياب علامات التشوير والإضاءة المطلوبة ليلا في مثل هذه الأوراش، علما أن العشوائية التي ميزت الأشغال في هذا المقطع الطرقي تسببت في عدد من حوادث السير كاد بعضها أن يكون مميتا. وصرح عدد من مستعملي الطريق لـ "الصباح" معاينتهم لبعض الحوادث الخطيرة التي تسبب أضرارا مادية كبيرة لبعض المركبات المستعملة لهذا المقطع الطرقي، خاصة خلال الليل وفي غياب التشوير. وأدى تكرار الأخطاء وما ينجم عنها من أضرار إلى سخط كبير في صفوف مستعملي هذا المقطع الطرقي، الذين يضطرون إلى التنقل عبره، لأنهم يعملون بالبيضاء ويقطنون ببرشيد أو مناطق أخرى لا يمكن الوصول إليها إلا باستعمال هذا المقطع. وأكد عدد من مستعملي المقطع الطرقي أنه يصعب، خلال السياقة بالليل، تحديد حافة الطريق بدقة، ما يدفع بعض السائقين إلى الخروج عن المسار قبل أن يلجؤوا إلى التوقف بشكل مفاجئ يتسبب في اصطدامات متتالية بين المركبات التي تسير في الخلف. لقد أصبح التنقل عبر هذا المقطع، سواء بالنسبة إلى أصحاب السيارات أو مستعملي وسائل النقل العمومي مصدر قلق وتوتر، غالبا ما يتسبب في سوء تفاهم بين مستعملي الطريق، قد يتحول في بعض الأحيان إلى سبب لحوادث سير خطيرة. نقطة تحول تغيرت وتيرة الأشغال في الأسبوعين الأخيرين وبادرت الجهة المكلفة بإنجاز مشروع التثليث إلى نصب عدد من علامات التشوير، التي جاءت متأخرة، كما لوحظ ارتفاع وتيرة الأشغال. وأفادت مصادر أن الأمور تغيرت بعد تعيين محمد مهيدية، واليا على جهة الدار البيضاء سطات، إذ طالب بضرورة الانتهاء من هذه الأشغال في أقرب الآجال مع التقيد بالضوابط المطلوبة في مثل هذه الأوراش، خاصة ما يتعلق بالتشوير، الذي تسبب غيابه في عدد من حوادث السير في هذا المقطع، الذي عمر طويلا، بشهادة مغاربة مقيمين بالخارج اعتادوا أن يستعملوا هذا الطريق خلال زيارتهم للمغرب عبر الطائرة. وعاينت "الصباح"، خلال جولة عبر هذا المقطع، أنه بالفعل تم نصب عدد من علامات التشوير، التي تبدو جديدة، ما يؤكد أنه تم وضعها أخيرا، كما سجل رفع وتيرة الإنجاز والأشغال، لكن رغم ذلك، فإن الانتهاء من الأشغال نهائيا بهذا المقطع سيتطلب وقتا إضافيا. وتتواصل معاناة مستعملي هذا المقطع من الطريق السيار الرابط بين الدار البيضاء ومراكش، والذي يعرف حركية كبيرة، خاصة في المقطع الواقع بين مخرج مطار محمد الخامس والدار البيضاء. سنوات من الأشغال يدخل هذا المقطع في إطار المرحلة الثانية من مشروع توسعة الطريق السيار الرابط بين الدار البيضاء برشيد بتثليث المسارات في الاتجاهين، ويأتي بعد الانتهاء من المرحلة الأولى، التي امتد إنجازها ما بين 2016 و2019، لتنطلق المرحلة الثانية مع نهاية 2019، وما تزال الأشغال متواصلة حتى الآن، بعد مضي أربع سنوات عن بداية الأشغال في هذا المقطع الذي يمتد على مسافة 11 كيلومترا. يشار إلى أن المشروع برمته يهم مقطعا يمتد من مخرج المحمدية إلى النقطة الطرقية المؤدية إلى برشيد مرورا بمخرج ليساسفة، على طول 60 كيلومترا، بكلفة إجمالية في حدود ملياري درهم (200 مليار سنتيم). ويهدف المشروع إلى تسهيل حركة المرور عبر هذا المقطع الذي يمتد على مسافة 11 كيلومترا ويعرف حركة مرور مكثفة، بالنظر إلى أنه يربط بين مناطق صناعية متعددة والعاصمة الاقتصادية البيضاء، ما يعكس الأهمية القصوى لهذا المقطع، ويفرض وتيرة إنجاز سريعة لعدم التسبب في عرقلة حركة السير والتأثير على الحركة الاقتصادية. ولا يجادل أي أحد في أهمية المشروع، لكن التماطل المسجل في سير الأشغال، جعل أغلب مستعملي الطريق ينقمون على الجهات التي تتولى الإنجاز، وكان من المفترض أن يسهر صاحب المشروع، المتمثل في شركة الطرق السيارة، على أن تسير الأشغال بسرعة أكبر، خاصة أن هذا المقطع يعرف إقبالا كبيرا.

تثليث الطريق السيار… سرعة السلحفاة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الإطاحة بمروج مخدرات بالجديدة

"أنتربول" تعتقل مغربيا يبيض الأموال في "بيتكوين"

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات