لا بديل عن النقابة

3 أسئلة إلى * عبد الله غميمط وقع لبس لدى آباء التلاميذ بين النقابة والتنسيقية، نريد توضيح في هذه المسألة؟ > التنسقيات هي تعبيرات جاءت في إطار أزمة العمل النقابي، لها قدرة على التعبئة داخل الفئة التي تمثلها، وبالتالي فهي تعبيرات فئوية، على نقيض النقابات، باعتبارها تنظيمات تعبر عن مطالب قطاع التعليم كاملا بجميع موظفيه وأطره والعاملين فيه، ولها تصور شمولي لمشاكله، ويبقى قطاع التعليم المجال الذي تحضر فيه النقابات بقوة، سواء على المستوى المحلي أو الجهوي أو الوطني. صحيح أن العمل النقابي يعرف أزمة ناتجة عن عوامل داخلية وخارجية، لكن رغم ذلك، تبقى الحركة النقابية ضرورية في أي قطاع، سواء ضم موظفين أوعمالا أو مشغلين، فالنقابة هي التي تمثل هؤلاء في حال حدثت اختلالات وتجاوزات. في مرحلة ما بعد 2010، وقعت النقابات مع الحكومة اتفاقات، للأسف لم تتحقق مضامينها أو لم تكن منصفة لجميع الفئات، وهنا بدأت التنسيقيات بالظهور، سواء من قبل فئة شعرت بالغبن لعدم تحقق مطالبها، ولم تجد نفسها داخل النقابة فقررت الدفاع بنفسها مصالحها، أو نتيجة إحساس أن نقابات لا تسمح لها بالتعبير عن آرائها. إلا أن الملاحظ أن التنسيقيات نجحت في كسب معارك نضالية في بعض الملفات، لكن بتنسيق وتكامل مع النقابات، إذ أن التنسيقيات تدخل في أشكال نضالية وتضع ملفاتها المطلبية لدى نقابات، فتتفاوض الأخيرة مع الحكومة أو وزارة المعنية، فيتم الوصول إلى حل، تستفيد منه الفئة المعنية والنقابة وحتى الدولة. قدمت بعض التنسيقيات نفسها بديلا لنقابات التعليم متهمة إياها بالتقصير، ما قولك؟ > كما قلت، ينشط المناضلون في النقابات داخل التنسيقيات على أساس أن النضال داخلها هو استمرار وتكملة لدور النقابة، لكن ما لوحظ أخيرا، أن البعض حاول تقديمها أنها بديل للنقابات، وتمت مهاجمة النقابات وتبخيس عملها، وهذا لا يخدم مصلحة رجال التعليم والمدرسة العمومية بصفة عامة، لأن العمل النقابي ضرورة في القطاع، وبالتالي يجب الإنخراط في العمل النقابي وتصحيح الاختلالات التي تشهدها هذه الإطارات، مثل غياب الديمقراطية والفئوية على مستوى القيادة، لا الابتعاد عنها وانتظار تحقق المطالب. فالنقابة لا تتبنى شعار "النضال من أجل النضال"، بل بناء على ملف مطلبي، تكون بدايته تفاوض مع الحكومة أو الوزارة المعنية، وينجز محضر، قد تتحقق فيه مطالب دون أخرى، لأنه لا يمكن الحديث عن عمل نقابي، قادر على تحقيق جميع المطالب. فاتفاق 10 دجنبر الماضي، المخصص للجانب المالي و26 من الشهر نفسه، المخصص للجانب التربوي، الذي وقعته النقابات الأكثر تمثيلية مع اللجنة الثلاثية الوزارية، تحققت فيهما العديد من المكتسبات، منها الزيادة في الأجور والتعويضات، لكن ظلت ملفات أخرى عالقة، أبرزها ملف المقصيين من خارج السلم 11، والذي بررته الحكومة بغياب الإمكانيات المادية. في نظرك ما الحل لتجاوز هذا التضارب بين النقابات والتنسيقيات؟ > الحكومة في حاجة إلى نقابات قوية ومستقلة، لأن الوضع الحالي جعل الإدارة والنقابة في ورطة حقيقية، لهذا يجب على الحكومة القطع مع التعامل مع النقابات الموالية لها، ورفض أي تعبير نقابي مخالف لها أو ينتقد مخططاتها وسياستها، وإدخاله في خانة "المغضوب عليهم"، لأن ذلك يكرس نقابات تجيد فقط التماهى مع الوزارة خوفا من غضبها. فوجود نقابات قوية هو في صالح الوزارة، وإلا سنكون أمام فراغ، بحكم أننا أمام تعبيرات هلامية، أي التنسيقيات، التي ليس لها إطار قانوني وحدود التزاماتها مع الشغيلة ليس هو حدود النقابة، باعتبارها إطارا مسؤولا له هياكل وأدبيات ومقررات والتزامات تجاه الشغيلة، التي قد تعاقبها في الانتخابات المهنية، في حين أن التنسيقيات لها كامل الحرية في قول أو فعل أي شيء. أجرى الحوار: مصطفى لطفي * كاتب عام وطني للجامعة الوطنية للتعليم

لا بديل عن النقابة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

نقابات بدون تمثيلية

نفايات طبية بـ"أفران الموت" بالجديدة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات