نقابات بدون تمثيلية

تواصل الإضراب وضياع حقوق التلاميذ أكدا عجز النقابة عن التأطير والتأثير في القرارات عرت أزمة إضرابات الأساتذة احتجاجا على قانون النظام الأساسي والمطالبة بالزيادات في الأجور، والتسبب في شلل المؤسسات التعليمية في تحد صارخ للوزارة المعنية والحكومة، (عرت) حقيقة ضعف النقابات وضعف مواكبة تحولات الطبقة العاملة، بعدما أضحت غير مؤثرة في قرارات المضربين. وفي الوقت الذي كانت تعتقد فيه الحكومة أن النقابات هي الممثل الشرعي والوحيد للأساتذة المحتجين، باعتبار النقابة تشتغل وفق إطار قانوني، وظلت تعقد معها حوارات مطولة لوقف الإضراب، أظهر الواقع أن النقابات التعليمية لم تعد مؤثرة بعدما فشلت في إلزام المضربين بالعودة إلى القسم لأداء واجبهم. ورغم محاولات الترويج لمسألة أن الإضرابات غير مؤثرة باعتبار من يخوضها فئة قليلة ولا تمثل إلا نفسها، وإصرار وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة على دعوة النقابات التعليمية الأكثر تمثيلية، لحضور اجتماعات مارتونية لأجل الحسم في النقاط الخلافية بين التنظيمات النقابية واللجنة الوزارية الثلاثية التي كلفها رئيس الحكومة بمتابعة الموضوع، إلا أن تواصل مظاهر الشلل الذي أصاب المؤسسات التعليمية، دفع عددا من التنسيقيات إلى الإصرار على الاحتجاج وإعلان أن النقابات المشاركة في الحوار مع الوزارة لا تمثل سوى نفسها. وأدى تمسك الوزارة بالحوار مع النقابات التعليمية باعتبارها تدخل ضمن إطار قانوني، عكس التنسيقيات التي لا تملك أي صبغة قانونية رغم تأثيرها الواضح واحتضانها لآلاف المضربين، (أدى) إلى لجوء التنسيقيات إلى لعبة شد الحبل وممارسة سياسة "إنا عكسنا" لفرض سياسة الأمر الواقع وإظهار أن التنسيقية لا يمكن إقصاؤها أو التنقيص من قيمتها التي تتمثل في تأثيرها الواضح في قرارات الأساتذة المضربين عن العمل. وفي الوقت الذي بادرت فيه الوزارة إلى حل يتمثل في إمكانية مشاركة التنسيقيات في الحوار بطريقة غير مباشرة عن طريق تقديم مقترحات لتعديل قانون النظام الأساسي المثير للجدل، وتسليمها للنقابات للإدلاء بها في جلسات الحوار التي تجرى مع اللجنة الوزارية الثلاثية، قوبل المقترح بالرفض. وتسبب تمسك الوزارة بالحوار مع النقابات ورفض الاعتراف بالتنسيقيات حتى لا يتم إضعاف النقابات التي تشتغل في إطار قانوني، في شل قطاع التعليم وهدر الزمن المدرسي إلى درجة إعلان الآباء تخوفهم من سنة بيضاء وضياع حقوق التلاميذ، بعد أن فاقت التنسيقيات من حيث التأطير والتعبئة قدرات النقابات التي ظهرت عاجزة عن إقناع الأساتذة بوقف الإضراب واستئناف العمل. ومن خلال الأزمة التي شهدها قطاع التعليم وأربكت الحكومة، ظهر منطق جديد في الاحتجاج عن طريق "التنسيقيات» عوض القنوات التقيليدية المتمثلة في النقابات التي يتهمها المحتجون بالسباحة خارج التيار، خاصة أن معظمها لم تدع إلى الإضراب، بل دعت مناضليها إلى وقفه والعودة إلى الأقسام. وعزت التنسيقيات إصرارها على مطالب التحاور معها بشكل مباشر عوض وساطة النقابات إلى أن الأساتذة المتضررين هم من يجب أن يناقشوا أوضاعهم، لا أطر نقابية أظهرت عجزها عن فرض شروطها على الوزارة والحكومة وفشلت في الترافع عن المطالب الحقيقية للشغيلة التعليمية. محمد بها

نقابات بدون تمثيلية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الكوكب يعود إلى واجهة "الميركاتو"

لا بديل عن النقابة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات