جثـث تحـت الأنقـاض

وعورة المسالك عطلت وصول الجرافات والأهالي ينتظرون الفرج بجماعة "تيزي نتاست" بتارودانت إنجاز: المصطفى صفر-تصوير عبد اللطيف مفيق (موفدا الصباح إلى تارودانت) مازالت جثث تحت الأنقاض بجماعة "تيزي نتاست" بتارودانت الشمالية، لعدة أيام، لأسباب متعلقة بصعوبة وصول الآليات الخاصة بالحفر. فالتضاريس الوعرة، التي تميز مسالك الوصول إلى دواوير أكادير وأدبدي وتيزيرت وتامسولت وألكو وتجمعات أخرى عالقة في جبال الأطلس الكبير، إذ رغم وصول السلطة المحلية ومعاينتها للواقع المرعب، إلا أن آليات الحفر لم تصل، ما عقد عمليات انتشال الضحايا أحياء، وأصبح في علم اليقين بعد مرور كل هذه المدة أنهم لقوا حتفهم تحت الأنقاض. رجال الدرك يرابطون بدوار تالبورين، ثاني دواوير جماعة تيزي نتاست، عند الولوج من الطريق الوطنية عبر أولاد برحيل، بينما الدوار المحاذي له، ويطلق عليه أكادير، مازالت جثة واحدة فيه تحت الأنقاض، إلى حدود أول أمس (الاثنين)، في انتظار وصول الجرافات والآليات. عدد الضحايا الذين هلكوا من دوار تالبورين 33 من الموتى، فالدمار تسبب في هلاك أكثر من فرد داخل الأسرة، بل تعداه إلى سبعة أفراد من أسرة واحدة. وانتشال الجثث استمر إلى مساء الأحد الماضي حوالي الواحدة زوالا، بانتشال جثة لامرأة ظلت تحت الأنقاض أزيد من 48 ساعة. أما في دوار أكادير المحاذي الذي مازال الأهالي ينتظرون، إلى حدود ظهر أول أمس (الاثنين)، وصول الآليات لانشال آخر جثة، فقد أفلحت سواعد أبناء الدوار في استخراج 34 جثة، تم دفنها في مقابر جماعية. جرحى الدوارين تم نقلهم على متن سيارات الإسعاف، وساعد وجود طريق معبد بالدوار في إسراع نقلهم إلى المستشفى، وبعضهم حالته خطيرة ومازال تحت العناية الطبية بمستشفى تارودانت وبعضهم نقل إلى المستشفى الإقليمي بأكادير. دواوير أخرى وعرة الوصول تنتظر بدورها وصول عناصر الوقاية والجرافات للتمكن من إكرام شهدائها بدفنهم، بينما روائح الجثث تخيم على تلك الدواوير، التي تعمل السلطة جاهدة لاستكمال انتشالها من تحت الأنقاض. جماعة "تيزي نتاست"، التابعة لتارودانت الشمالية، والتي تضم 37 دوارا، مستها جميعا الهزة الأرضية، وبعضها لم يتوصل بعد بالخيام لإيواء الضحايا الذين دمرت منازلهم عن آخرها. وعزا ناشط جمعوي التأخر إلى أولويات وضعتها السلطة بترتيب الدواوير حسب الأكثر تضررا، لكن واقع الحال، وما عاينته "الصباح" يشير إلى أن نساء الدواوير ورجالها، اتخذوا أمكنة منبسطة وغطوها بأقمشة، واتخذوها ملاذا إلى حين. وصرح نائب رئيس جمعية الأمل تالبورين، أن المساعدات وصلت بوفرة وأن السلطات تعمل ما في وسعها، من أجل تطويق الأزمة، كما أشار إلى أن محسنين حجوا من مدن مختلفة لمؤازرة الضحايا، ومدهم بالأغطية والمساعدات الغذائية. وركز المتحدث نفسه، أن السكان يطالبون بالإسراع بإعادة الإعمار، وأن الأهالي يريدون استيطان دواويرهم، والمكوث بها، لأنها منطقة تزخر بموارد مائية وفلاحية مهمة، تساعد الأهالي على مواجهة تكاليف الحياة، كما أنها أرض الأجداد التي لا يمكن تغييرها. وأفاد المتحدث نفسه أن الشباب متمسكون كذلك بالبقاء في التجمعات السكنية، والعمل على تسريع إعادة البناء، وفق مواصفات تقي من الزلازل، لأن أراضيهم الفلاحية منتشرة في هذه الجبال. جماعة "تيزي نتاست"، أصبحت منكوبة، فالدواوير السبعة وثلاثون، جل منازلها دمرت، والأحزان تخيم على سكانها، إن بفقدان أحباء أو بدمار منزل يقي من البرد والحر ويؤوي أفراد الأسرة بأمان، كما أن التيار الكهربائي والماء الصالح للشرب انقطعا ببعضها، فالأهالي توزعوا على الطريق المحاذية لدواويرهم ينتظرون إطلالة المساعدات وأخبارا عن المصابين، وكذا قرارات للسلطة قصد التخفيف من المحنة والمصاب الجلل.

جثـث تحـت الأنقـاض

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصنهاجي: الحكومة تتفرج

تأجيل طواف المغرب للدراجات ... الجامعة توضح

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات