وشم على ذاكرة الفقيه بنصالح

وشم على الذاكرة" سيرة ذاتية كتبها مصطفى الريحاني، مفتش التعليم المتقاعد، جمعت صورا فنية مزجت بين السرد الأدبي والتاريخي، من خلال أسلوب يرقى بالمتلقي ليضعه أمام مشاهد حقيقية لفترات من الزمن، داخل فضاء اسمه مدينة الفقيه بنصالح. يتنقل المتلقي بين حقول السياسة والطبيعة والعمران، من خلال حياة رجل عاصر فترة من الاستعمار وعايش ثلاثة ملوك، ونقل بحواسه ووجدانه تغيرات المدينة ورجالاتها، كما فطن قبل 13 سنة، عندما أنهى كتابة سيره الذاتية وأصدرها، بما ينتظر الوزير عمدة المدينة... المصطفى صفر ( الحلقة الأخيرة) نهاية أحلام قررت العزوف عن السياسة والانتخابات بعد أن اختلط الحابل بالنابل لا يستطيع أحد أن يتجاهل الإنجازات الكبيرة لممحمد مبديع في ما يتعلق بالبنية التحتية للمدينة، من تعبيد للطرق ورصف للأزقة ومد لقنوات الصرف الصحي وتعميم للكهرباء ومياه الشرب في أغلب أحياء المدينة، وتجميل للشوارع وتزيينها بالنافورات وهيكلة للحدائق، ولكن يبقى السؤال: كم من الأموال صرفت مقابل هذه الإصلاحات؟ وهل تمت كل الصفقات وفق الضوابط القانونية وفي إطار النزاهة والشفافية المطلوبة ؟ لقد أضاع الرجل فرصة ذهبية حينما لم يتمكن، وهو في عز شعبيته، من الاختيار المناسب لفريق لائحته، حتى يضم صفوة مختارة من الكفاءات النزيهة، التي تضع مصلحة المدينة فوق مصالحها، وهذا ما أفقده تعاطف الكثيرين وجلب عليه سخط من شعروا بالظلم والإهانة وهم يبعدون عن اللائحة لأسباب غير موضوعية. يتوق الناس دوما إلى التغيير، يجعلون من زعمائهم أصناما يعبدونها، ثم يعمدون إلى تحطيمها ويستبدلون التصفيق والهتاف بحياتهم إلى الصفير، وصيحات الاستهجان، والمطالبة برؤوسهم، ولا يغفرون لمن رفعوه إلى كرسي المسؤولية بأصواتهم أن ينساق وراء نزواته أو يسعى إلى الاغتناء. غير أن التداول على تقلد مسؤولية التسيير، وهو ليس تقليدا متبعا عند طبقتنا السياسية أضمن طريق لنجاح التجربة الديموقراطية وتحسين أساليب ممارستها مع حفز الأغلبية الصامتة على المشاركة الإيجابية فيها. مع تقدمي في السن أصبحت أكثر عزوفا عن المشاركة في هذه الصراعات، التي لا تحركها الغيرة الوطنية بقدر ما يحركها الطمع في تحقيق المآرب الشخصية، وفقدت البوصلة والقدرة على التمييز، فقد اختلط اليمين باليسار، وضاعت الحقيقة بين الشعارات الجوفاء، وفتحت الأبواب لكل من هب ودب وأصبحنا في سوق كبير يخضع لمنطق العرض والطلب وسيفــوز بالبضاعة من يدفع أكثر. قاعة الانتظار كنت أنظر بإشفاق ورثاء إلى لوائح أحزاب عريقة في الوطنية والنضال وقد تصدرها – على رأس اللائحة – رجال بدون رصيد وطني أو نضالي ولا خلفية ثقافية، بينما تراجع المناضلون والأبناء الشرعيون للحزب إلى الرتب الخلفية وركنوا أو أركنوا إلى قاعة الانتظار، الغاية تبرر الوسيلة كما يقول "مكيافيلي"، وقدرة وكيل اللائحة على تمويل الحملة وشراء الأصوات من أجل ظفر الحزب بأكبر عدد من المقاعد.

وشم على ذاكرة الفقيه بنصالح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

بندامو... نجم منتخب الأشبال

الغرق الجاف يسبب الوفاة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات