اعترفت بسيادة المغرب على أراضي صحرائه وتلتزم بفتح قنصلية لها بالداخلة أغلق بنيامين نتنياهو، الوزير الأول الإسرائيلي، قوس التردد في الاعتراف بالصحراء المغربية، وكشفت رسالة موجهة إلى الملك أن بلاده تعترف بسيادة المملكة على صحرائها وتلتزم بفتح قنصلية بالداخلة، وإتمام ما تعهدت به في الاتفاق الثلاثي المبرم مع المغرب والولايات المحتدة الأمريكية، وهو المستجد الذي ينتظر أن يعيد رسم خارطة موازين القوى في المنطقة بحكم أن التفاهم السياسي رافقه تعاون أمني واستخباراتي وعسكري، جسده تعيين ملحق عسكري إسرائيلي بالرباط ليلة الاعتراف بمغربية الصحراء. نتنياهو يقطع الشك باليقين تذكير فلسطيني بأن المغرب ملتزم بدعم القضية وإشادة النخب الصحراوية بالقرار توصل الملك برسالة من بنيامين نتنياهو، الوزير الأول لدولة إسرائيل، ترفع إلى علم جلالته قرار دولة إسرائيل الاعتراف بسيادة المغرب على أراضي صحرائه. وكشف بلاغ للديوان الملكي أن الوزير الأول الإسرائيلي أكد لجلالته أن موقف بلاده هذا سيتجسد في كافة أعمال ووثائق الحكومة الإسرائيلية ذات الصلة، مشددا على أنه سيتم " إخبار الأمم المتحدة، والمنظمات الإقليمية والدولية التي تعتبر إسرائيل عضوا فيها، وكذا جميع البلدان التي تربطها بإسرائيل علاقات دبلوماسية" بهذا القرار . وأفاد نتنياهو في رسالته إلى جلالة الملك بأن إسرائيل تدرس، إيجابيا، " فتح قنصلية لها بمدينة الداخلة"، وذلك في إطار تكريس قرار الدولة هذا. ووصف الكنيست الإسرائيلي، المخول له صلاحية الاعتراف والمصادقة على الاتفاقيات السيادية، زيارة رئيسه الأخيرة للمغرب بأنها حدث تاريخي والأول في تاريخ المؤسسة التشريعية الإسرائيلية، معتبرا أن الأمر يتعلق بلقاء "مهم ورائد"، لأنها أول دعوة رسمية لزيارة ثنائية على الإطلاق، يتم توجيهها إلى رئيس الكنيست الإسرائيلي، من قبل رئيس برلمان في دولة مسلمة بشكل عام، ورئيس البرلمان المغربي بشكل خاص. وشملت أجندة الزيارة لقاء رئيس مجلس النواب عضو الكنيست أوحنا، بنظيره المغربي رشيد الطالبي العلمي ورئيس مجموعة الصداقة البرلمانية المغربية الإسرائيلية، فضلا عن نواب مغاربة بالغرفة الأولى، ثم إصدار بيان مشترك بعد التوقيع على مذكرة تفاهم رسمية لتطوير التعاون البرلماني، بهدف تعزيز العلاقة بين تل أبيب والرباط. ومن جهته أوضح نظير مجلي، الخبير الفلسطيني في الشأن الإسرائيلي، أن المغرب دولة ذات سيادة، لها على غرار كل بلدان العالم، حسابات ومصالح، وتقيم علاقات بناء على هذه المصالح، مشددا على أن المملكة المغربية ظلت ملتزمة تاريخيا بدعم القضية الفلسطينية وأبدت تعاطفا واضحا لها، تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس رئيس لجنة القدس، مذكرا بالدعم الموصول الذي يقدمه المغرب لصمود المقدسيين في القدس والحفاظ على هوية المدينة ومعالمها التاريخية والدينية. وشدد الخبير الفلسطيني على أن اعتراف الحكومة الإسرائيلية بمغربية الصحراء، هو تكريس لمواقف دولية داعمة لوحدة المغرب الترابية، تبلورت بقوة منذ اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بأن الصحراء جزء لا يتجزأ من المملكة المغربية، مذكرا بأن قرار الحكومة الإسرائيلية هو أيضا جزء من حوار قائم بين إسرائيل والمغرب، مبني على تعاون وتفاهمات على عدد من القضايا الجوهرية التي تهم الطرفين. لا جدال ولا مساومة أشادت نخب سياسية في الأقاليم الجنوبية، بالقرار الإسرائيلي القاضي بالاعتراف الكامل بالسيادة المغربية على الصحراء المغربية. وفي هذا الصدد، قال حمدي ولد الرشيد، رئيس بلدية العيون، إن الاعتراف هو انتصار كبير للدبلوماسية المغربية التي يقودها جلالة الملك، وانتصار، أيضا، للحكومة المغربية ولكل الشعب المغربي من طنجة إلى لكويرة. وأضاف مولاي حمدي ولد الرشيد، في تصريح لوسائل إعلام،أن موضوع الوحدة الترابية للمملكة أمر لا جدال ولا مساومة فيه، كما أكد على ذلك جلالة ملك البلاد في العديد من الخطب الملكية، مبرزا في الآن ذاته بأن هذا الملف الذي طال أمده يجب طيه نهائيا. وأشار ولد الرشيد إلى أن الاعتراف الإسرائيلي بمغربية الصحراء هو القرار الصائب والتوجه العام الذي ينتظره الشعب المغربي من جميع الدول المماثلة "لأن الصحراء المغربية هي جزء لا يتجزأ من تراب وطننا الحبيب". من جانبه، أكد سيدي حمدي ولد الرشيد، رئيس مجلس جهة العيون- الساقية الحمراء، أن الاعتراف الإسرائيلي بمغربية الصحراء يعد "مكسبا في إطار انتصارات تحققت بفضل تأني وحكمة وتبصر جلالة الملك محمد السادس". وأوضح ولد الرشيد أن هذا الاعتراف ذا الشكل القانوني والكلمات القوية، ينضاف إلى المكتسبات الدبلوماسية الكبرى التي يقودها الملك. وقال إن "سكان الأقاليم الجنوبية، يثمنون جميع خطوات الملك في كل التصورات التي تمت ترجمتها إلى مكتسبات نجني ثمارها اليوم كأمة مغربية". زخم دعم دولي تفاعل ينجا الخطاط، رئيس مجلس جهة الداخلة وادي الذهب، مع التطورات الجديدة، مؤكدا أن قرار إسرائيل الاعتراف بسيادة المغرب على صحرائه يعد "انتصارا دبلوماسيا مهما"، وذا أبعاد سياسية كبيرة وآثار اقتصادية على مجموع الأقاليم الجنوبية للمملكة. وقال ينجا إن الاعتراف الإسرائيلي يعد بمثابة "حدث ذي أهمية قصوى وله أبعاد سياسية كبيرة وآثار اقتصادية مهمة"، مشيرا إلى أنه يندرج في إطار زخم الدعم الذي تقدمه مختلف دول العالم للجهود التي يبذلها المغرب من أجل إيجاد حل نهائي لقضية الصحراء. وأكدت امباركة بوعيدة، رئيسة جمعية جهات المغرب، ورئيسة مجلس جهة كلميم واد نون، أن اعتراف دولة إسرائيل بسيادة المغرب على صحرائه يعد قرارا "صائبا وتاريخيا" يأتي لدعم "عدالة القضية الوطنية". وقالت بوعيدة إن هذا القرار يأتي لينضاف إلى مجموع الاعترافات التي تمكن المغرب من تحصيلها خلال السنوات الأخيرة بفضل توجيهات جلالة الملك محمد السادس. كما اعتبرت بوعيدة أنه سيكون لهذا الاعتراف الإسرائيلي وقع إيجابي جدا على الساحة الدولية، على اعتبار أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو أكد أن موقف بلاده هذا سيتجسد في كافة أعمال ووثائق الحكومة الإسرائيلية ذات الصلة، وسيتم إخبار الأمم المتحدة، والمنظمات الإقليمية والدولية التي تعتبر إسرائيل عضوا فيها به. ياسين قطيب