طقس يقاوم الاندثار

3 أسئلة إلى علي الشعباني* ما هي الخصوصية السوسيولوجية للحمام الشعبي؟ > إن المجتمع المغربي قديما كان قرويا، فلم تكن هناك حياة حضرية. وبالتالي كانت طقوس النظافة قليلة جدا لمن يعيشون في البادية باعتبار أن الشخص يقضي يومه دائما وسط الطبيعة تحت أشعة الشمس لمزاولة نشاطه الفلاحي والاعتناء بالماشية، الأمر الذي لم يكن يتيح له فرصة الاعتناء بلباسه وجسده بشكل كامل. وحتى في ما يتعلق بأماكن العيش لم تكن البيوت تتوفر على مراحيض أو مغاسل أو فضاء للاستحمام. ولهذا لم يظهر الحمام الشعبي إلا متأخرا جدا في الحياة الحضرية المغربية، وكان ضمن قائمة ثلاثة مرافق مهمة في كل واحد من الأحياء الشعبية وهي الفران العمومي والمسجد. وبما أن المعمار القديم لم يكن يوفر حمامات خاصة في منازل الأسر، فإن الحمام الشعبي احتل مكانة مهمة بالنسبة إلى المغاربة وبات طقسا لا محيد عنه. ومن جهة أخرى، كان ارتياد الحمام الشعبي في فترات سابقة يتم وفق مجموعة من الضوابط أبرزها أنه لاعتبارات أخلاقية واجتماعية لا يمكن لشخص ما الذهاب إليه كل صباح أو كل مساء، بذلك يتم تخصيص يوم في الأسبوع تفاديا للأقاويل والتأويلات "الخبيثة" للفضوليين. كيف تنظر إلى علاقة المغاربة بالحمام الشعبي في الوقت الراهن؟ > تغيرت علاقة المغاربة بالحمام الشعبي، ولم تعد كما كانت في السابق. ويلاحظ أن هناك علاقة شبه قطيعة بين الشباب والحمام الشعبي، سيما في ظل التطور. ولم يعد الحمام الشعبي بمثابة طقس مهم في حياة المغاربة، بل يتم استحضاره فقط حين يتعلق الأمر بإحياء مناسبات الزفاف. ومن جهة أخرى، نجحت الحمامات العصرية في استقطاب شريحة واسعة من المغاربة، خاصة في ظل توفير خدمات "الماساج" و"الصونا"، ما يجعل الحمام القديم طقسا في طريق الاندثار. هل ساهمت التطورات في فقدان الحمام خصوصيته؟ > أصبح لدى فئة كبيرة من المغاربة تخوف بسبب التطور الذي عرفته التكنولوجيا ومنها الهواتف المحمولة التي باتت تتيح الإمكانية للبعض لالتقاط صور أو تصوير فيديوهات داخل الحمام الشعبي. وبدافع الخوف من أن يتحول نشر الصور والفيديوهات إلى فضائح اجتماعية أصبحت فئة تتجنب ارتياد الحمام الشعبي. وهذا لا يعني أن محاولة اكتشاف ما يوجد داخل الحمام الشعبي مرتبط فقط بالوسائل التكنولوجية، إذ حتى في غيابها كان في القدم يتم ذلك من قبل البعض، كما تحكي إحدى الروايات الشعبية أن شخصا يدعى "بوزرواطة" وضع ثقبا في جدار الحمام المحاذي لمنزله وكان يراقب مرتاداته، كما يأمر العاملين عنده بإحضار الفتيات الجميلات اللواتي يتلصص عليهن. أجرت الحوار: أمينة كندي * باحث في علم الاجتماع

طقس يقاوم الاندثار

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

تغييرات في الطاقم التقني لـ "ستارلايت"

أسئلة الأطفال المحرجة... فضول منطقي

مقالات ذات صلة