ارتفع تصنيفه في المؤشر العالمي وخطوات لاستعماله في مجالات حيوية كشف تقرير «مؤشر الذكاء الاصطناعي ل 2023» أن المغرب شرع في تطوير إستراتيجية الذكاء الاصطناعي، بدءا من 2021، كما هو الشأن لدول البحرين وإيسلندا ونيوزيلاندا وعمان والبحرين وأرمينيا. ورغم تباين تصنيف المغرب في مؤشر الذكاء، حسب الجهة المنظمة للاستطلاع، إلا أن التقارير الدولية تشير إلى أن المغرب قطع أشواطا في المجال نفسه، خاصة بعد افتتاح جامعة للهندسة الرقمية والذكاء الاصطناعي في فاس، التي تقدم دروسا ودورات في علم الحواسيب والتعاون بين الإنسان والآلة والذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني وتقنيات «الويب» والهاتف والبيانات الضخمة. أما جامعة «ستانفورد» الأمريكية، فأشارت إلى أن إستراتيجية الذكاء الاصطناعي بالمغرب قيد البحث والتطوير في المغرب، فرغم استمرار هيمنة الولايات المتحدة والصين على البحث والتطوير في مجال الذكاء الاصطناعي، إلا أن جهود البحث أصبحت مشتتة جغرافيا بشكل متزايد. ويُحتسب مؤشر الذكاء، أكثر من 143 مقياسا لمستوى الاستثمار والابتكار وتنفيذ تقنيات الذكاء الاصطناعي، عبر عدة معايير قوة البنية التحتية والبيئة التشغيلية والأبحاث والتطوير وغيرها. وتشير تصريحات المسؤولين المغاربة إلى أن البحث في مجال الذكاء الاصطناعي يحرز تقدما مشجعا، فهناك أكثر من 2877 منشورا تمت فهرستها في « Scopus» خلال السنوات الخمس الماضية (2017 – 2022) في مجال الذكاء الاصطناعي. ويمثل عدد المنشورات في 2022 ما يقرب من ضعفين ونصف عن 2017. ومن المؤشرات الأخرى ذات الصلة، النشر المشترك في مجال الذكاء الاصطناعي، والذي يصل إلى 22.5٪ من إجمالي الإنتاج العلمي الوطني. وأطلق المغرب برنامج «الخوارزمي» في 2019 لدعم البحث في مجال الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته، ويتم تنفيذه بالشراكة بين عدة قطاعات ومنذ تنفيذه، إذ تم تمويل 45 مشروعا بميزانية تقارب 50 مليون درهم، علما أن المغرب كان من البلدان الأوائل التي حضرت ضمن 193 دولة عضو خلال اعتماد التوصية المتعلقة بأخلاقيات الذكاء الاصطناعي، وأصبح من بين أولى البلدان التي نفذت هذه التوصية والعمليات التي تسمح بالاستفادة منها بالكامل. وسعى المغرب لاستخدام الذكاء الصناعي في التعليم والطب وتطويرهما للخروج بأفضل نتائج، إذ أنشأت منصة (Mathscan) لتعليم الرياضيات في المدارس، ويعد هذا التطبيق الأول في الوطن العربي. وتم استخدام تقنيات الذكاء الصناعي في الطب للكشف عن فيروس كورونا (Covid-19) عن طريق تحليل خلايا الدم للتعرّف على الخلايا المصابة، كما استخدمت الذكاء الصناعي لتطوير اللقاح الخاص بهذا المرض. كما أبدعت في المغرب الباحثة المغربية هاجر المصنف، التي صُنفت الأولى عالميا ضمن فئة «الذكاء الصناعي الشامل المندمج»، ضمن جوائز «ويمن تيك» التي تكافئ النساء اللواتي يحققن إنجازات دولية وبراءة اختراع في مجال التكنولوجيا المتقدمة. وجاء هذا الإنجاز عن طريق براءة اختراع خاص بتحليل ومعالجة البيانات التي يحتوي عليها الهاتف المحمول، هذا الاختراع يمنح الهاتف القدرة على التعرف على مشاعرنا والتفاعل معها بواسطة رسائل شخصية، اعتمادا على وضعنا النفسي. خالد العطاوي