دليل لدعم المشاركة المجتمعية وتعزيز القيم الإنسانية لتطبيقات الذكاء الاصطناعي في التعليم يمر التعليم بالمغرب من أزمات كثيرة تدفع المسؤولين إلى التحرك، في كل مرة، ومحاولة إيجاد حلول لها، لكن مع ظهور ما يعرف بالذكاء الاصطناعي، تفرض مجموعة من الأسئلة نفسها، منها هل المغرب قادر على مواكبة هذا التطور؟ وهل يمكن الاعتماد عليه للوصول إلى معالجة اختلالات المنظومة التعليمية؟ وكيف يمكن تحقيق ذلك؟ ففي ظل المشاكل التي يعرفها التعليم بالمغرب، هل يمكن أن نحلم يوما أن يكون الذكاء الاصطناعي جزءا من منظومتنا التعليمية وداخل مدارسنا؟ أم أن ذلك سيكون من الخيال الذي يصعب تحقيقه، سيما أن المدارس مازالت تعاني الاكتظاظ ومازال الهدر المدرسي أكبر هواجس المسؤولين. وفي هذا الصدد، قامت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم بتشكيل لجنة تتكون من خمسة خبراء عرب، لإعداد دليل تربوي خاص بتدريس تكنولوجيات الذكاء الاصطناعي في المدارس الابتدائية والثانوية بالوطن العربي، يهدف إلى تعزيز فرص المعلمين في التعلم وتطوير إمكانياتهم الفردية في مجال الذكاء الاصطناعي وتدريس التلاميذ في المدارس الابتدائية والثانوية هذا المجال. ويهدف هذا الدليل، كذلك، إلى تقييم الجاهزية وتهيئة بيئة مجتمعية داعمة للذكاء الاصطناعي في التعليم، ويشمل فحص الإمكانيات المادية والبشرية والمالية المتاحة التي تركز على تطبيقات الذكاء الاصطناعي في التعليم، بالإضافة إلى دراسة جدوى للتكلفة الفعلية لتنفيذ سياسات وبرامج الذكاء الاصطناعي في التعليم، إلى جانب تحديد الأهداف والسياسات على مستوى المنظومة التعليمية وتقييم قيمة التكلفة. وتسعى "الألكسو"، من خلال الدليل التربوي، إلى دعم المشاركة المجتمعية وتعزيز القيم الإنسانية لتطبيقات الذكاء الاصطناعي في التعليم وذلك بصياغة سياسات ووضع أطر تنظيمية وطنية، لضمان استخدام الذكاء الاصطناعي بالنفع على المجتمع، محوره الإنسان ومبني على قاعدة أخلاقية راسخة، لن تحمي حقوق الإنسان والكرامة الإنسانية فحسب، وإنما ستعززها أيضا. ويأتي هذا المفهوم للعملية التعليمية لتعزيز قدرات الطلاب والمعلمين ولتصميم تطبيقات الذكاء الاصطناعي بطريقة أخلاقية وغير عنصرية ومنصفة وشفافة نابعة من أخلاقيات المجتمع العربي. من جانبها، تعتبر منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو)، أن الدمج المنهجي للذكاء الاصطناعي في التعليم، يعطي القدرة على مواجهة بعض أكبر التحديات في التعليم اليوم، وابتكار ممارسات التعليم والتعلم، وتسريع التقدم نحو تحقيق الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة. وقالت إنها تتطلب بطبيعتها اتباع نهج محوره الإنسان في مجال التعليم بالأجهزة المحمولة، ويهدف إلى تحويل التفكير ليشمل دور الذكاء الاصطناعي في معالجة أوجه عدم المساواة الحالية في ما يتعلق بالحصول على المعرفة والبحث وتنوع أشكال التعبير الثقافي وضمان عدم قيام الذكاء الاصطناعي بتوسيع الفجوات التكنولوجية داخل البلدان وفي ما بينها. وتؤكد "يونسكو"، من خلال مشاريعها، أن نشر تكنولوجيات الذكاء الاصطناعي في التعليم، يجب أن يهدف إلى تعزيز القدرات البشرية وحماية حقوق الإنسان من أجل التعاون الفعال بين الإنسان والآلة في الحياة والتعلم والعمل، وللتنمية المستدامة. إيمان رضيف