اللحـوم الحمـراء… الاستيـراد لسـد الخصـاص

الشطبي: الحكومة اتخذت إجراءات لخفض الأسعار ودعم المربين تكتسي سلسلة اللحوم الحمراء أهمية قصوى في تحريك عجلة التنمية بجهة بني ملال خنيفرة، نظرا لدورها الاقتصادي والاجتماعي الذي أصبح لا يخفى على أحد، سيما أنها تساهم بنسبة 14 في المائة في الإنتاج الوطني بإنتاج سنوي يناهز 86 ألف طن، علما أن الجهة كانت قبل حلول أزمة اللحوم تساهم بثروة حيوانية مهمة تقدر بـ 4.1 ملايين رأس، منها 2.7 مليون رأس من الأغنام، و960 ألف رأس من الماعز، و360 ألف رأس من الأبقار. واتسم الوضع الحالي بعد انسداد الآفاق، واشتداد الأزمة الاقتصادية، التي تحكمت فيها عوامل داخلية وخارجية ساهمت في ارتفاع نسبة التضخم إلى حدود قصوى، اتسم بالقلق وتوتر المهنيين ومعهم المستهلك المحلي، الذي وقف عاجزا عن مسايرة إيقاع ارتفاع الأسعار، التي أنهكت الأسر، ولم تجد تفسيرا لما يقع في قطاع اللحوم الحمراء التي تراجع إنتاجها جراء توالي سنوات الجفاف وارتفاع أثمان الأعلاف، ما أثر سلبا على قطاع اللحوم الذي فقد بريقه، وخلف تداعيات اقتصادية خطيرة، أضرت بالفلاحين والمستهلكين معا. واعتبر عبد الرحيم الشطبي، المدير العام للشركة المستوردة، أن عملية استيراد اللحوم الحمراء تندرج في إطار الجهود الرامية إلى الحد من ارتفاع الأسعار الذي يشهده المغرب، مؤكدا عزم شركته على استيراد، عجول من أجل تزويد سوق بني ملال والأقاليم الأخرى بالكميات المطلوبة، مبرزا أنه يمكن الرفع من هذا العدد، حسب الطلب لضمان أسعار معقولة في متناول المستهلكين. وأضاف أن الحكومة اتخذت إجراءات هامة لخفض أسعار اللحوم الحمراء، بما في ذلك إلغاء الرسوم الجمركية والضريبة على القيمة المضافة، فضلا عن تشجيع إجراءات استيراد الأبقار الموجهة للذبح من أوربا وأمريكا اللاتينية. ونظرا للتنامي المطرد لأسعار اللحوم، التي تجاوزت أحيانا 100 درهم للكيلو غرام الواحد، بادرت الوزارة المختصة إلى استيراد العجول من دول أخرى لسد الخصاص في قطاع اللحوم الحمراء التي أصبحت عملة نادرة، وحصل إقليم بني ملال على الدفعة الأولى من الأبقار المستوردة من أروبا في انتظار التوصل بدفعات أخرى من أمريكا اللاتينية والموجهة للذبح الفوري، في إطار إجراءات تروم الحد من ارتفاع أسعار اللحوم. وأكد جزار مهني، أنه تم ذبح الدفعة الأولى من العجول في مسلخ بني ملال، باحترام تام الإجراءات المتخذة من قبل الحكومة لفائدة مستوردي الأبقار الموجهة للذبح، ما ساهم في انخفاض طفيف لأسعار اللحوم، في انتظار عودتها إلى وضعها الطبيعي خلال الأيام المقبلة. ولم يخف مهنيون آخرون قلقهم من ارتفاع أسعار اللحوم، رغم استيراد أعداد كبيرة من رؤوس الأبقار مخصصة للذبح، إذ تعرض عليهم بثمن يتجاوز 72 درهما للكيلوغرام الواحد، ما يقلص هامش الربح لديهم بعد عرضها على الزبناء، سيما أن عوامل "الكسور" تتحكم في عملية البيع، والتالي تعترض المهنيين مشاكل تساهم في إثارة متاعب للجزارين الذين كانوا يأملون ألا تتجاوز الأثمنة 50 درهما أو 55 للعجول المستوردة، ما يبقي هامش الربح وافرا مع تقليص الثمن إلى 70 درهما، ليكون في متناول زبناء الفئات الهشة. ولم تحفز مهنيي اللحوم الحمراء ببني ملال أعداد العجول المستوردة لعدم تراجع الأسعار إلى سابق عهدها رغم المحاولات العديدة لضبط موازين القوى، بل يسود تخوف كبير من ارتفاع الأسعار من جديد، لأن البدائل المقترحة لم تكن كافية لكبح جماح المضاربين في أسعار اللحوم الحمراء التي أصبحت تتحكم فيها عوامل خارجية لن تستطيع المبادرات المقترحة إيجاد حلول لها. سعيد فالق (بني ملال)

اللحـوم الحمـراء… الاستيـراد لسـد الخصـاص

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

النصب على أمريكية باسم الزواج

عقود مشبوهة للسطو على أراضي الدولة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات