الصناعة الغذائية حققت نتائج إيجابية ووفرت آلاف مناصب الشغل يندرج مشروع "أكروبوليس" بمكناس، الذي ترأس الملك محمد السادس في 2008 حفل التوقيع على اتفاقية إنشائه بالجماعة القروية سيدي سليمان مول الكيفان ضواحي مكناس، في إطار رؤية ملكية مندمجة ومتكاملة من أجل جعل العاصمة الإسماعيلية قطبا حقيقيا للصناعات الغذائية. ويساهم باعتباره أول قطب تنافسي للصناعات الفلاحية والغذائية على الصعيد الوطني، في تعزيز مكانة جهة فاس- مكناس، أرضية جاذبة للاستثمار، وجعل الملتقى الدولي للفلاحة بمكناس محطة لتسويق هذا المشروع، واستقطاب شركات عالمية ووطنية كبرى للاستثمار في هذه المنطقة الصناعية، وإيجاد فرص للعمل لأبناء الحاضرة الإسماعيلية. ومن المتوقع أن يشهد قطاع الصناعات الغذائية بمشروع "اكروبوليس" ضواحي مكناس هذه السنة، انتعاشا مهما، ما سيفتح فرصا كبيرة للاستثمار في المقومات الزراعية الواسعة لبناء قطاع صناعي على أسس مستدامة على حد تعبير العديد من المهتمين بالصناعة الغذائية. وأكد خبراء أن قطاع الصناعات الغذائية بفضاء "أكروبوليس" يتجه إلى انتعاش غير مسبوق بفضل العديد من العوامل الطبيعية التي ساعدته من أجل النهوض، ما سيفسح المجال لتعزيز الاستثمار في المستقبل القريب. وتشير إحصائيات حديثة لوزارة المالية، أن صادرات قطاع الزراعة والصناعات الغذائية بمشروع "أكروبوليس"، انتعشت بشكل ملفت في الأشهر الأولى من العام الجاري، بفضل الزيادة اللافتة في صادرات الضيعات الزراعية نحو القارتين الأوربية والإفريقية وكذا بعض دول أمريكا الشمالية وآسيا. ويلعب قطاع الصناعة الغذائية المرتبط، دورا مهما من الناحية الاقتصادية والاجتماعية، سواء تعلق الأمر بالتشغيل، أو المستثمرين أو القيمة المضافة. وأكد مهنيون أن الصناعة الغذائية تؤمن دخلا مهما لأصحاب المشاريع الزراعية، لأنها تجمع بين الصناعة والبحث العلمي الزراعي والتمويلات الاستثمارية والمؤسسات المالية والبنوك. كما تتوفر التعاونيات الزراعية العاملة في قطاع الخضر والحوامض بجهة فاس - مكناس على إمكانات مهمة للنمو، فيما تبقى هذه الإمكانات محدودة في قطاعات أخرى تهم إنتاج الحليب والزيتون واللحوم والعسل وغرس الأشجار المثمرة..، ما يستوجب ضرورة دعم الإمكانات المادية والتقنية للتعاونيات الزراعية من أجل تحقيق أهداف الصناعة الغذائية بالجهة، مادام تطوير الصناعة الغذائية مرتبطا بالاهتمام بإنشاء تعاونيات محلية وجذب المستثمرين. وتشكل منتجات الصناعة الغذائية بالمنطقة، كالحوامض والفواكه والخضر المحولة، وزيت الزيتون والحليب ومختلف أصناف اللحوم، فضلا عن العجائن والكسكس، قطاعا مهما في الاقتصاد المحلي، لأنها ترتبط عضويا بالقطاع الزراعي، الذي يمثل 15 في المائة من الناتج الإجمالي المحلي. كما يشغل القطاع قرابة 35 في المائة من القوة العاملة بالبلاد، ما جعل توقعات المهتمين بالقطاع بالنسبة إلى النمو تتزايد بشكل ملفت، حيث تسريع وتيرة الإصلاحات الهيكلية، وتفعيل مختلف الإستراتيجيات القطاعية، التي مكنت من تحقيق تغيير في البنية الاقتصادية وتحديث القاعدة الإنتاجية عبر التوجه نحو مهن جديدة ومحركة للنمو، تساهم بشكل فعال في إيجاد فرص عمل وتشجيع الصادرات للمنتجات المحلية كالحوامض، من خلال دراسات الأسواق الخارجية والمشاركة في الملتقيات والمعارض الفلاحية الدولية. ويعتبر خبراء في مجال الصناعات التحويلية أن تنمية قطاع التصنيع الغذائي بمشروع "أكروبوليس"، حققت نتائج إيجابية على سوق العمل بالمنطقة، مشددين على أن هذا التوجه يتطلب تكثيف التعاون بين المؤسسات المعنية، سيما بين وزارات التجارة والخارجية والزراعة والصيد البحري، والعاملين في قطاع الصناعات الغذائية للرفع من المردودية الإنتاجية ومواكبة التطورات التكنولوجية وتحسين التنافسية. حميد بن التهامي (مكناس) أول قطب للتنافسية أكد فرانسوا كزافيي، القنصل العام الفرنسي السابق بفاس، في تصريح سابق، من فضاء "أكروبوليس" بمكناس "إن الاقتصاد المغربي أصبح متموقعا بقوة على الصعيد الدولي، بفعل تزايد عدد مقاولاته التي تستثمر محليا ودوليا، موضحا غداة تدشين شركة فرنسية بفضاء "أكروبوليس"، التابعة لمجموعة "بيلينك" المتخصصة في صناعة الآليات والأدوات الفلاحية، أنه في سياق عولمة متصاعدة للمبادلات، نجح المغرب وفرنسا في تعزيز شراكتهما في مختلف المجالات ذات الطابع السوسيو- اقتصادي، على غرار قطاع الصناعة الغذائية الذي يعد من القطاعات الاستثمارية الهامة بالمنطقة، ما سيوفر فرص عمل للعديد من شباب المنطقة". وكشف للمناسبة أن مكناس بحكم موقعها الجغرافي المتميز تعد أول قطب للتنافسية بالمغرب، مخصص للصناعة الفلاحية، في مناخ جذاب وفي اتساع مستمر يسهم في تثمين مؤهلات جهة فاس- مكناس التي أصبحت بهذا القطب ، أرضية مرجعية في المجال، مبرزا أن فرنسا تعد المستثمر الأول بالمغرب، وأن الصناعة تظل هي المستفيد الأول من هذه الاستثمارات التي تتصدرها الصناعة الغذائية، موضحا أن المغرب انخرط منذ سنوات في سياسة فلاحية طموحة من خلال "مخطط المغرب الأخضر" الذي مكن فرنسا والمغرب من تعزيز تعاونهما، سيما في مجال الصناعة الغذائية".