هي أصغر كاتبة عربية أصدرت رواية ومجموعة قصصية وتطمح أن تكون طبيبة في المستقبل "أحتفي معكم بعيدين، عيد الفطر وعيد قرب صدور روايتي، أشكر كل من كانت له أياد بيضاء على الدفع بهذا العمل الإبداعي ليرى النور.. شكرا لأياديكم الطيبة كلكم وبلا استثناء"... هكذا زفت الكاتبة الواعدة عبير عزيم أصغر كاتبة بالمغرب وفي العالم العربي، خبر صدور روايتها الأولى "شمس بحجم الكف" عن منشورات النورس. عبير ابنة منطقة تاهلة بإقليم تازة، سهرت الليالي ليخرج هذا العمل إلى حيز الوجود وأهدته لروح الكاتب أحمد العراف المتوفى حديثا. وهي صغيرة اختارت الإبداع طريقا سالكا للنجاح موازاة مع استكمال دراستها التي تفوقت فيها بامتياز. ورغم أن التميز ليس سهلا وطريقه غير مفروش بالورود، فإنها تؤمن بقدراتها ومهاراتها في ترويض الحروف. وهي في عقدها الثاني، راكمت نجاحات متتالية. قبل شهور قليلة أصدرت مجموعتها القصصية "درع الوطن" نشرها مجلس الكتاب والأدباء والمثقفين العرب، قاست فيها درجة حبها للوطن والطفولة، وتوجت بها مسارا قصيرا، لكنه زاخر بالجوائز حازتها وطنيا وعربيا وعن جدارة واستحقاق وبين منافسين أقوياء وأكبر سنا منها. قبل أكثر من ثلاث سنوات وهي ما تزال تلميذة بمدرسة الإمام البخاري بتاهلة، فازت عبير بجائزة المغرب للقراءة في دورتها السادسة وتنظمها الشبكة المغربية للقراءة، متفوقة على ألفي قارئ وقارئة من مختلف أسلاك التعليم من الابتدائي إلى الجامعي، إذ قرأت 56 كتابا في هذه المسابقة، واستحقت جائزتها عن جدارة واستحقاق. وتفوقت عبير في تلك المسابقة وغيرها، بقدرتها على إعادة إنتاج مضامين ما قرأته من كتب، شفويا وبطريقة تفتقت فيها ملكتها في التعبير والمرافعة بلغة سليمة وسلسة. وليس ذلك بغريب عنها وهي التي نشرت عدة مقالات في مجلات مغربية وعربية ومهووسة بالقراءة التي تعتبرها "لقاحا ضد فيروس الأمية والجهل". تقرأ عبير النابغة التي تتقن أيضا الكتابة باللغة الفرنسية، كل يوم كتبا متنوعة المواضيع، بمعدل ساعتين، ولا تنام إلا بعدما تشفي غليلها في قراءة قصة، دون أن تغفل الاهتمام بالشعر الشغوفة به وبفطاحلة الشعراء سيما أبي القاسم الشابي، حتى أنها تعتبر واحدة من أشهر البارعين في فن إلقاء القصائد والأبيات الشعرية. وكي تكون قدوة لزميلاتها وزملائها، عادة ما تنشط ورشات قراءة لفائدة تلاميذ بمنطقة تاهلة، آخرها في لقاء نظمه قطاع الثقافة بالمديرية الإقليمية لوزارة الشباب والثقافة والتواصل، لفائدة تلاميذ مؤسسة عبد الله الشريف، استفاد منها 40 تلميذا وتلميذة خصصت لهم ساعة ونصف للقراءة وصياغة ملخص للكتاب. عبير التلميذة بالإعدادي، أدهشت كبار الأدباء وشهرتها فاقت حدود الوطن، إذ لم تكتف بالفوز بجوائز عربية في صنف القراءة والقصة والشعر، ولا حضور ملتقيات دولية كبرى، بل قدمت فقرة على قناة مصرية وكرمت من قبل مؤسسات اعترافا بجهودها في الدفاع عن الطفولة وحب الأوطان في كتاباتها إن القصصية أو الروائية. من بين أهم الجوائز التي فازت بها عبير، جائزة الديوان العربي بمصر لمنتدى بصمة للإبداع، وجائزة أحمد بوكماخ ونظيرتها "أميرة مجلة نحو القمة" والجائزة الدولية لمجلة "ماما هيام وجدو حاتم"، وجائزة الإبداع الشبابي المغربي وجائزة القصة القصيرة لجهة فاس مكناس، وجائزة "المبدع الصغير لملتقى تواصل" ومرتين بجائزة إبداع الثقافية. واستحقت بما راكمته أن تكون ضيفة حفل خاص لدعم البراعم الواعدة، تنظمه مؤسسة مسجد الحسن الثاني بالبيضاء بشراكة مع مجلة الرؤى العربية للإبداع والنقد، في الثانية من ظهر السبت 6 ماي المقبل بقاعة عبد الهادي بوطالب، يحتفي بروايتها الأولى بمشاركة مجموعة من الفعاليات والمثقفين والروائيين والشعراء. وقبل هذا الموعد ولمناسبة اليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف، نظمت مديرية الثقافة مساء أمس (الأربعاء) بقاعة العروض التابعة لمعهد الموسيقى والفن الكوريغرافي بتازة، حفلا لتقديم وتوقيع روايتها "شمس بحجم الكف"، بعدما أطرت ورشة للقراءة لفائدة التلاميذ اختير لها شعار "القراءة لقاح ضد فيروس الجهل والتخلف". وموازاة مع ما راكمته من نجاحات سيما على المستوى الإبداعي، تحرص عبير على الحفاظ على تفوقها في دراستها وتحلم أن تكون طبيبة في تخصص علم الفيروسات. وتدري أن المسار سيكون شاقا، لكنه ليس مستحيلا، طالما أنها مسلحة بعزيمة قوية على التفوق في كل ما تقبل عليه، زادها الاجتهاد والكد ونكران الذات. حميد الأبيض (فاس)