تصل إلى 500 درهم للساعة والآباء يعتبرونها شرا لابد منه بدأت طبول الامتحانات تدق، فمع اقتراب موعد الامتحانات الإشهادية، صار هم الكثير من الآباء والأمهات، استفادة أبنائهم من الساعات الإضافية رغم أنها تثقل كاهلهم، وتتطلب ميزانية كبيرة، لكنها شر لابد منه. ففي كل سنة، وقبل أسابيع قليلة من موعد الامتحانات، ينتعش سوق الساعات الإضافية، فلا مجال للاستغناء عنها رغم أنها مكلفة، سيما أن الكثير من الآباء صاروا على يقين أنه لا يمكن الحصول على الشهادة دون الخضوع لساعات طويلة من الدعم والتقوية، والاستسلام لشروط بعض أساتذة الدعم وطلباتهم الكثيرة. فإلى جانب مصاريف الدراسة في القطاع الخاص، يجد أغلب الآباء أنفسهم وسط دوامة أخرى بسبب الساعات الإضافية، علما أن الأمر لا يقتصر على تلاميذ القطاع الخاص فقط، بل يهم أيضا تلاميذ التعليم العمومي، والذين يدخلون بدورهم في أزمات بسبب الساعات الإضافية. ويضطر الآباء، مقابل استفادة أبنائهم من الدعم لمدة ساعة واحدة، إلى دفع ما بين 200 درهم و 500، حسب مادة الدعم، وهل الأمر يتعلق بمادة الرياضيات أو الفيزياء او بمواد أخرى. لكن إذا كانت ميزانية الأسرة لا تتحمل تلك الأسعار، فعلى التلميذ تحمل عناء التكدس في قاعة صغيرة وتتبع شرح أستاذ أمام عشرات التلاميذ. لكن ما يثير الانتباه أن الساعات الإضافية لا تقتصر فقط على تلاميذ السنة الثانية باكالوريا أو القسم الإشهادي الاعدادي، إنما حتى تلاميذ السنة السادسة ابتدائي دخلوا هذه الدوامة، وصار آباؤهم يبحثون عن أساتذة الدعم، لضمان الحصول على الشهادة الابتدائية، دون أي مشكل، وهو ما يطرح مجموعة من الأسئلة ويسائل دور أساتذة مؤسساتهم التعليمية، ويؤكد أن هناك خللا لابد من طرحه ومحاولة إصلاح ما يمكن إصلاحه. "لم أكن أعتقد أن متابعة ابني دراسته في المرحلة الثانوية وخاصة السنة الثانية باكلوريا سيكلفني ميزانية ضخمة من أجل متابعة دروس الدعم"، تقول أم تلميذ يدرس بإحدى المؤسسات الخاصة بالرباط، قبل أن تضيف أن اغلب الأساتذة، خاصة أساتذة المواد العلمية مثل الرياضيات، يستغلون الفرصة لمضاعفة مداخيلهم الشهرية، ويقدمون خدمة تحسب بالساعة، ما يعتبر أمرا مبالغا فيه. وتابعت المرأة حديثها بالقول " لا يمكن أن أصف هذا الأمر سوى بالجشع والطمع واستغلال مرحلة حرجة يمر منها طلبة الباكلوريا استعدادا لاجتياز الامتحانات الوطنية"، مشيرة "أتساءل ماذا يدرس التلاميذ سواء في القطاع الخاص أو العام داخل مؤسساتهم التعليمية، مادام أنهم في حاجة أيضا إلى دروس الدعم التي أصبحت حسب رأيي شرا لابد منه". وختمت بالقول "حان الوقت ليتدخل المسؤولون عن القطاع التربوي، حتى يتم وضع حد لهذا الجشع والأسعار الخيالية التي يتم فرضها على الآباء والأمهات، والذين غالبا ما يستسلمون للأمر الواقع لمصلحة أبنائهم". إيمان رضيف