عرض مسرحي لفرقة أبي الهيثم ببني ملال من تأليف غانيم قدمت فرقة أبي الهيثم، أخيرا، عرضها المسرحي "باراكا" بقاعة العروض بدار الثقافة ببني ملال، بحضور جماهيري غفير تفاعل مع تفاصيل العرض. المسرحية التي ألفها المصطفى غانيم، يتمحور موضوعها حول الهجرة السرية، وتدور أحداثها في فضاء رئيسي بمنزل خرب (التشابولا) وتتداخل فيه فضاءات متوهمة، كالمطبخ والمرحاض وغرفة النوم عبر إشارات مختزلة، وقطع ديكور وعلامات بصرية وتتحرك فيه شخصيتان، هما سعيد والعربي. واعتبر غانيم أن العمل يتخلله زمنان مغايران لكنهما متكاملان، زمن الحاضر، وهو لحظة آنية تتحكم في سيرورة أحداثه شخصيتان، الأولى سعيد وهو مجاز معطل، يتمتع بشخصية ثائرة متوترة وقلقة وتتمثل في سخريته وحركاته ونظراته، وطريقة لباسه الذي يبدو منه رجلا أنيقا مثقفا. أما الشخصية الثانية "العربي" فلاح ذو شخصية بدوية غير مبالية تتجسد في طريقة لباسه غير المنسجم من حيث الألوان. أما الزمن الماضي فهو لحظة ماضية تتأسس على استرجاع بعض المشاهد (فلاش باك) وتنبني أحداثه على استحضار العلاقة المأزومة بين سعيد والعامل وأبيه من جهة وبينه وبين مدينته من جهة أخرى، وبين العربي وأهل الدوار، وتقوم الشخصيتان بتشخيص هذه الحالات المشهدية السريعة والقصيرة التي تغذي الأحداث الرئيسية وتدفع بها إلى الأمام لتأخذ طابعا استرجاعيا. وعن التصور الإخراجي لهذا العرض يقول المخرج الفنان عبد الهادي الفلالي، إن أحداث العرض تقوم على الاختباء والمطاردة، مطاردة الشرطة للمهاجرين السريين، سعيد والعربي. باستغلال هذا المعطى لصالح العرض من خلال التركيز على إيماءات الخوف، وكذا الغوص في الأعماق النفسية للشخصيتين بالتركيز على لحظات الصمت والنظرات الخائفة. وتجدر الإشارة إلى أن إنجاز هذا العرض المسرحي أشرف عليه طاقم فني وتقني مكون من الفنان المسرحي والحكواتي المصطفى غانيم في التأليف، وفي الإخراج الفنان المسرحي والتلفزيوني والسينمائي عبد الهادي الفلالي، أما في السينوغرافيا فنجد السينوغراف والفنان التشكيلي خريج المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي الحسين الهوفي، وفي الإضاءة والمؤثرات الفنان حسن بلكبير، أما في التوثيق والمتابعة فنجد رضوان أكنكاي، وفي العلاقات العامة الفنان أيوب الوردي. سعيد فالق (بني ملال)