تعيش منطقة الساحل في الأيام الأخيرة، تغيرا في الإستراتيجية الحربية للتنظيمات الإرهابية النشيطة بهذه المنطقة، التي تقع جنوب دول المغرب الكبير، بلغت حد إعلان القاعدة عن سيطرتها على مجموعة من النقط الحيوية وغنمها أسلحة وآليات، ما ينذر بتنامي المخاطر الإرهابية المحدقة بدول الجوار. ورغم التحالف العسكري للنيجر ومالي وبوركينافاسو، المعلن عنه منذ مارس الماضي، لمواجهة الخطر، فإن الفراغ الذي تركه الخروج الفرنسي، زاد من خطر مواجهة حركات إرهابية مسلحة مدعمة من "كبارانات" الجزائر، تتحرك في مساحات شاسعة، وتقوض جهود الاستقرار والسلام. الدعم الجزائري للحركات الإرهابية لم يعد خافيا، بل تفجر في يناير الماضي، عندما رفضت مالي تدخل جارتها الشمالية في شؤونها الداخلية، بل وجهت لها اتهامات صريحة بالتقارب مع الجماعات الإرهابية وتقديم الدعم والغطاء لها، كما أصدرت باماكو بلاغا ناريا أوضحت فيه أن خياراتها الإستراتيجية لمكافحة الجماعات المسلحة الإرهابية، المدعومة من قبل جهات دولية، هي من أعمال السيادة وقرارات اتحاد دول الساحل. التطور الجديد الذي عرفته مالي في الأيام القليلة الماضية، بعد سيطرة جماعات تنتمي إلى القاعدة أهمها جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، كشف مرة أخرى تورط ميلشيات "بوليساريو"، التي تسير من قبل نظام "الكابرانات"، في المشاركة الفعلية في أعمال العنف والتخريب التي نفذتها الجماعات الإرهابية بمالي، والتي أصبحت تشكل خطرا سيما أنها تقع بالحدود مع موريتانيا وتمتد مخاطرها إلى باقي دول المغرب الكبير. تورط "كابرانات" الجزائر في إثارة القلاقل خارج الجزائر، أصبح مكشوفا أمام العالم، ولا يقتصر فقط على منطقة الساحل جنوب الصحراء، بل امتد إلى سوريا وإيران وغيرهما، فالدولة التي تتشدق في خطابات مسؤوليها بالسيادة على شؤونها الداخلية وباحترام س يادة الدول، لا تحترم هذا المبدأ، والوقائع تفضحها يوما بعد آخر، وتوضح أنها تحشر أنفها في ما لا يخصها. المغرب، سبق أن عرى هذا النفاق الدبلوماسي، وكشف أكثر من مرة وبالملموس، عن تورط الجزائر في تذكية الصراعات، والإسهام فعليا عبر كراكيز "بوليساريو"، في تجنيد المقاتلين و"تأجيرهم" للقيام بمهمات قذرة، نظير ما وقع بسوريا وإيران، وكان يقع دائما في بؤر التوتر في منطقة الساحل جنوب الصحراء. ملحوظة لها علاقة بما سبق أيادي "بوليساريو" ملطخة بالإرهاب، سيما أن أكثر من 100 عنصر من ميليشياتها، ينشطون في صفوف التنظيمات المتطرفة بالساحل، كما ثبت أن تدريبات عسكرية جرت داخل مخيمات تندوف وازاها تلقين عقائدي متطرف، إذ سبق لحبوب الشرقاوي، مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية "بسيج"، أن اعتبر الأمر عاملا مربكا جعل منطقة الساحل على ما هي عليه اليوم، ما يهدد المغرب والدول الأخرى. للتفاعل مع هذه الزاوية: mayougal@assabah.press.ma