المضربون يشكلون خلايا يقظة للحالات الاستعجالية شلت نقابات وهيآت الصيادلة، أمس (الخميس)، قطاع بيع الأدوية بالتقسيط، بعد الاستجابة الواسعة لقرار الإضراب الوطني المعلن عنه منذ أيام ونفذ في اليوم نفسه في جميع الجهات والأقاليم، بنسب كبيرة. وتجاوزت نسبة المشاركة في الإضراب الوطني، 95 في المائة، ووصلت في جهة البيضاء-سطات 97 في المائة، بينما بلغت النسبة 100 في المائة في عدد من المدن والأقاليم. وطلب أرباب الصيدليات، أول أمس (الأربعاء) ،من المستخدمين عدم الحضور، بينما تخلت صيدليات أخرى عن دورية تنظيم الحراسة في النهار والليل، إلا باستثناءات قليلة. وشكلت تمثيليات الصيادلة، بتنسيق مع السلطات الإدارية في الجهات والعمالات والأقاليم، خلايا يقظة لتدبير الحالات الاستعجالية، إذ وضع أعضاء بالنقابات هواتفهم رهن إشارة الخلايا، من أجل الاتصال بهم لتوفير بعض الأدوية والمعدات في حالات الطوارئ. وقال عبد الرزاق منفلوطي، رئيس النقابة الوطنية للصيادلة في المغرب، إن اتفاقا تم بين الهيآت الداعية إلى الإضراب والسلطات العمومية، من أجل الإبقاء على صيدليات مفتوحة رهن الإشارة، تتكلف بالحالات الاستعجالية فقط، ولا تتعامل مباشرة مع المواطنين. وأكد منفلوطي أن مشاورات في البيضاء مثلا أسفرت عن السماح لصيدليتين بالحي الحسني بالاستمرار في العمل، وصيدلية أخرى في الحي المحمدي، مع التأكيد على عدم إغلاق الصيدلية المركزية الكبرى الواقعة أمام قسم المستعجلات بمستشفى ابن رشد. وأوضح منفلوطي، في تصريح لـ»الصباح»، أن هذه الصيدلية تلعب دورا مهما في توفير الأدوية الأساسية لأقسام الإنعاش، وبعض المعدات والمواد الحيوية، الخاصة بحالات الطوارئ، خصوصا المتعلق بحوادث السير. وقال منفلوطي إن فتح هذه الوحدات لم يؤثر على النسبة المرتفعة للمشاركة، إذ انخرط أكثر من 1300 صيدلي بالبيضاء في هذه الحركة الاحتجاجية، التي توجه رسالة تحذير إلى الحكومة بضرورة إيلاء الملف المطلبي لهذه الفئة الاهتمام اللازم، مؤكدا أن الصيادلة لن يتنازلوا عن مطالبهم المشروعة وحقهم في حماية المهنة. واستبقت جامعة جمعيات حماية المستهلك، التي تتشكل من تمثيليات جمعيات وهيآت مدنية في مختلف جهات المغرب، يوم الإضراب ببيان إلى الرأي العام أصدرته اول أمس (الأربعاء)، دعت فيه الهيآت الممثلة لقطاع الصيدلة أن تراجع قرارها وتنأى عن اعتبار المغاربة وصحتهم درعا يمكن استغلاله لقضاء مآربهم. وأكد البيان أن «الجامعة مستعدة لمواجهة أي معاملات أو ممارسات قد تمس بحقوق المستهلكين المغاربة»، مسجلا «أنه من المثير للانتباه أن ملصق الدعوة لهذا الإضراب يدعو المواطنين إلى اقتناء الأدوية قبل يوم الإضراب، كما يتضمن جميع صيدليات المغرب، بما في ذلك صيدليات الحراسة، معتبرا ذلك خرقا للميثاق الأخلاقي للصيدلي، و»يشكل خطرا على المستهلكين، قد ينعكس سلبا على صحتهم وسلامتهم، بل قد يؤدي إلى ما لا يحمد عقباه»، حسب تعبير الجامعة. يوسف الساكت