لوموند أفريك : المياه العكرة لأحواض صحفيين دوليين

كشفت صحيفة “لوموند أفريك”، تواطؤ المنابر الصحفية الدولية، التي فجرت قضية بيغاسوس في وقت متفق عليه لاستهداف المغرب، مقدمة بالتفصيل أدلة عن زيف المعلومات التي اعتمدتها هذه المنابر لإكساب ادعاءاتها نوعا من المصداقية المفبركة.

وقالت الصحيفة، في مقال نشرته اليوم (الثلاثاء)، استرجعت فيه التسلسل المريب لأحداث الحملة الإعلامية المغرضة ضد المغرب، إن “17 منبرا إعلاميا  نشروا في نفس الوقت (18 يوليوز 2021) قضية برنامج التجسس الإسرائيلي بيغاسوس، وتبعتهم كل الصحف الدولية حينها، دون أن تتساءل عن سبب انتشار الفضيحة في تلك اللحظة بالتحديد، ولا عن أسباب استهداف المغرب دون غيره من الدول”.

وأضافت الصحيفة، في مقال باسم إيان حامل، “عندما تفجرت قضية بيغاسوس، كنا نتحدث عن 50000 هاتف تم التنصت عليها، مملوكة أساسا لرؤساء دول، أبرزهم إيمانويل ماكرون، ومعارضين سياسيين وصحفيين ورجال أعمال. والحقيقة أن المنابر الصحفية الدولية، التي تناولت القضية في بداية الأمر، لم تتمكن من إثبات صحة العدد المشار إليه، بل فقط من تحديد 1000 صحفي مستهدف، وهو رقم مبالغ فيه أيضا، لأن الأدلة الحقيقية المتوفرة تتعلق بحوالي ثلاثين هاتفا مصابا لا أكثر، لا تشمل اسم ماكرون قطعا”.

واستعرضت الصحيفة الفرنسية، بعض الأخطاء المثيرة للسخرية في الأدلة المعتمدة من قبل تلك المنابر، أبرزها الاستشهاد بأرقام خطوط أرضية ضمن لائحة المستهدفين، في حين أن برنامج بيغاسوس يستهدف الهواتف المحمولة فقط، ناهيك عن أرقام هواتف أمريكية، بينما اشترطت الولايات المتحدة الأمريكية على الشركة الإسرائيلية المالكة للبرنامج المذكور، عند إطلاقه، برمجته بنظام يستحيل من خلاله استهداف الأرقام الأمريكية.

وأضاف المصدر ذاته، أن السبب الذي دفع بالعديد من المنابر الإعلامية إلى نقل الخبر دون تحري مصداقيته، ودون أدنى تساؤل عن أصله وغرضه والأجندات التي يخدمها مقدموه، الذين غالبا ما يخفون أهداف أخرى، هو وضعها الاقتصادي.

وتابعت “لوموند أفريك” في مقالها أن “الصحف لم تعد تملك الوسائل لتمويل الخلايا الصحفية المسؤولة عن التحقيقات، لذلك أصبحت تتناول المواضيع الجاهزة التي لم تقم بتغطيتها، مادام عامة الناس لا يهتمون بمصدرها الحقيقي، مؤكدة أن الصحفيين هم أول ضحايا هذا الوضع.

يسرى عويفي