معرض يضم «أرشيفات» وأعمالا فنية ذات صلة بالعالم العربي اختارت المؤسسة الوطنية للمتاحف تكريم بولين دومازيير، مؤسسة رواق "لاتوليي" أو "المعمل" (1971، 1991) من خلال تنظيم معرض تكريمي للرواق يحتضنه متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر. وقال مهدي قطبي، رئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف إن المعرض ذو طابع وثائقي فهو يضم مجموعة مختارة من الأرشيفات والأعمال الفنية ذات الصلة بالعالم العربي. وتعتبر القطع التي يتضمنها المعرض بمثابة شهادات على الديناميكية الرؤيوية لرواق "لاتوليي"، الذي منذ بداياته عمل على وصل أطراف المساحة الجغرافية الشاسعة بخلقه جسورا للتبادل بين فناني الحداثة. وتعتبر بولين دومازيير مؤسسة رواق "لاتوليي" رائدة في عرض الفنانين المغاربة الذين أسسوا الحداثة وأبرزهم محمد المليحي ومحمد شبعة وفريد بلكاهية وميلود لبيض ومحمد القاسمي، إلى جانب شخصيات لامعة في عالم الفن التشكيلي المغاربي وأيضا بالمشرق مثل العراقيين ضياء عزاوي وصالح جمعي واللبنانية إتيل عدنان والمصري آم حنين والسوري غياث الأخرس والإيراني شارل حسين الزندلازدي والفلسطينيين سمير سلامة وكمال بلاطة والتونسي نجيب بلخوجة. ويرمي المعرض التكريمي تسليط الضوء على حيوية وثراء الفن والثقافة المغربيتين في فترة كانت حاسمة في ظهور الحداثة الفنية في المغرب على الساحة الدولية، سيما أن رواق "لاتوليي" كان فاعلا نشيطا ومتميزا. واختارت المؤسسة الوطنية للمتاحف الاحتفاء برواق "لاتوليي"، الذي حرص على مدار عشرين سنة على عرض أعمال لما يقارب مائة فنان، إلى جانب أنه أصبح فضاء رئيسيا في الرباط وفي المشهد الفني العربي الشاب. ويأتي تنظيم المعرض التكريمي لرواق "لاتوليي" بالموازاة مع احتضان متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر معرضا بعنوان "الحداثات العربية، مجموعة متحف معهد العالم العربي"، والذي يدعو الزوار إلى اكتشاف التاريخ المشترك للحداثات الفنية المتعددة. يذكر أن معرض "الحداثات العربية"، المنظم بتعاون بين المؤسسة الوطنية للمتاحف ومعهد العالم العربي بباريس، سيمكن زوار متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر، في حدث غير مسبوق، من اكتشاف قطع فريدة تعكس ما تتميز به الحداثة العربية في مجال الفنون البصرية. أمينة كندي