رئيس «أسبم» توقع تراجعه منتصف رمضان ودعا إلى تنظيم الأسواق الداخلية أكد محمد زاهيدي، رئيس جمعية منتجي ومصدري الخضر والبواكر بالمغرب "أسبم"، أن غلاء المنتوجات الفلاحية، خاصة الخضر التي تعد ضرورية في النظام الغذائي لعموم المغاربة، ليس حدثا مفاجئا، بل كان متوقعا، لمجموعة من العوامل المتداخلة، أضعفت العرض أمام الحاجيات الاستهلاكية المتزايدة، وهي العوامل التي عزاها إلى الجفاف الذي أضحى هيكليا، وأيضا في الارتفاع الحاد في كلفة الإنتاج، أخذا بعين الاعتبارالارتفاع الصاروخي في أثمنة المواد المسخرة في جميع مراحل الإنتاج، وأيضا سطوة الكثير من الأمراض الفلاحية، وتراكم الديون على عموم المنتجين. وتوقف رئيس جمعية "أسبم" عند غلاء أثمنة الخضر، وما يثيره من ردود أفعال متباينة، معتبرا أنه راجع إلى عوامل طبيعية أضحت ملازمة لنظامنا المناخي الميال بشكل كبير إلى المناخ المتوسطي الجاف، ومؤكدا أننا اليوم نجني ثمارا سلبية لمرحلة 4 سنوات من الجفاف وندرة التساقطات، وبالتالي أزمتنا الحقيقية في القطاع الفلاحي بصفة عامة، هي تراجع فادح في مخزون الفرشة المائية، وهو ما أثر على الآبار، كما أن الدورات في المناطق السقوية، خاصة بدكالة، اختفت منذ أربع سنوات بفعل الخصاص المهول في حقينات السدود المغذية للبرنامج السقوي بصفة عامة، في إشارة إلى حقينة المركب المائي المسيرة الحنصالي، الذي كان يؤمن مياه السقي للمنطقتين السفلى والعليا بدكالة وشطرا هاما من عبدة، قبل أن تصبح فارغة تماما من المياه، إذ لا يتعدى المخزون الحالي نسبة 6 في المائة. وربط زاهيدي، في لقاء مع "الصباح"، ضعف الموارد المائية بأثرها السلبي الواضح على المساحات المزروعة، وشدد على أن الماء هو الأساسي في كل الدورات الفلاحية الطبيعية، وبالتالي وأمام توالي الجفاف، قلص ذلك حتما بشكل واضح المساحات المزروعة للخضر التي تتطلب تغذية مائية متواصلة ومنضبطة خلال كل مراحل الفترة الإنباتية. واستدل على تراجع المساحات المزروعة، بأن دكالة كانت بها 96 ألف هكتار للخضر، تراجعت اليوم إلى 20 هكتارا فقط، وأن المنطقة الشمالية كانت بها 1000 هكتار من البيوت المغطاة التي تساهم في رفع الإنتاج والمردودية، تراجعت اليوم إلى 60 هكتارا فقط، وهذا وحده كفيل بأن يوضح صورة الخلل الكبير الذي يحدث اليوم بين العرض المتراجع والطلب المتزايد. وأثار رئيس "أسبم" الانتباه إلى أن التعاطي مع موضوع ارتفاع أثمنة الخضر وكل المواد الاستهلاكية الحيوية، يتعين ألا تحكمه العاطفة، وإنما منطق الأشياء، مبرزا أن الغلاء الفاحش في أثمنة عوامل الإنتاج، أضعف إلى حد كبير "القدرات الإنتاجية للفلاحين" الذين يعتقد البعض أنهم رابحون من هذه الوضعية الاستثنائية، موضحا أن كلفة الإنتاج تضاعفت، وأعطى مثالا على ذلك أن شحنة من غبار الدجاج كانت بثمن 3500 درهم أضحت اليوم بثمن 6000 درهم وشحنة من غبار "البيبي" انتقلت من 3500 درهم إلى 7000، ودواء المانيب انتقل من 16 درهما للكيلو إلى 160 درهما واليد العاملة ارتفع ثمنها من 80 درهما في اليوم إلى 150، إضافة إلى التكفل بإطعامها وتنقلاتها، دون الحديث عن غلاء "المازوط" الذي كان ضربة قاضية للمنتجين. ولم تفت زاهيدي المناسبة للتوقف عند منتوج البطاطس لدوره الكبير في نظامنا الغذائي، مؤكدا أن هناك خصاصا في هذا المنتوج نتيجة تراجع في المساحات المخصصة له بسبب غلاء "زريعة" البطاطس بجميع أنواعها وانتشار أمراض مثل "الميلديو" و"بوتريتيس"، إضافة إلى "الجريحة". وعرج زاهيدي على منطقة أكادير باعتبارها واحدة من خزانات الخضر ببلادنا، واستبعد أن تكون للتصدير مسؤولية في التأثير على النقص في العرض الداخلي، موضحا أن هذه المنطقة تعاني هي الأخرى نضوب الموارد المائية وأثر التقلبات في برودة الجو (نهارا 10 درجات وليلا إلى ناقص درجة)، وهذا لا يتيح للطماطم خاصة، الظروف المثالية لتنضج في وقتها. وختم محمد زاهيدي بأن غلاء البصل راجع لتراجع زراعته بالمناطق السقوية، وفي فاس ومكناس بيع منتوج البصل في مهده "بصلة خضارية"، وقال إن هناك تراجعا كبيرا في تنويع المنتوجات الفلاحية من "جلبان" واللفت بأنواعه، وتأسف لأن لا أحد استمع إلى شكايات منتجي الحليب ومعاناتهم مع "كوطا" المعامل، مضيفا "كل الكسابين اليوم باعوا أبقارهم والعديد من تعاونيات الحليب أغلقت أبوابها، ونحن أمام أزمة حليب ومشتقاته، علما أن مطالب الكسابين في إعفاء المنتوجات العلفية من الجمارك، لم يستمع لها أحد حتى وصلنا اليوم إلى خصاص في اللحوم الحمراء، ودخلنا منعطفا للاستيراد لا يستفيد منه حتما سوى الكساب الأوربي والوسطاء". عبد الله غيتومي (الجديدة)