قال إن القضايا الكبرى أكبر من البطاطس وفرنسا حرضت أوربا ضد المغرب هدد عبد الإله بنكيران، أمين عام العدالة والتنمية، بتنظيم عشر مسيرات كبرى ضد عبد اللطيف وهبي، وزير العدل، في حال إجرائه تعديلات جوهرية على مدونة الأسرة والقانون الجنائي، عبر تبني قيم تيار عالمي يسعى إلى تحطيم بنية الأسرة المغربية. واتهم زعيم الإسلاميين وزير العدل، في كلمة له خلال انعقاد المجالس الجهوية للحزب، أول أمس (الأحد)، بالتسرع في إصدار الأحكام، والتحدث "بلا فرانات"، ووعد بـ "إيقافه عند حده"، رغم أنه يعتبره صديقه، داعيا إياه للاستماع إلى الآراء المختلفة والمخالفة لتوجهه، عوض أن يطلب من المنظمات النسائية مساندته لتحقيق ما خططت له، وما يسعى إليه هو شخصيا. وبدا بنكيران منزعجا، رغم علمه اليقين أن وهبي لن يجري أي تعديل يروم تفكيك بنية الأسرة المغربية، وتبني نمط الدول الغربية مائة في المائة، خاصة ما يتعلق بزواج المثليين، الذي حذر منه بنكيران، لأنه يعد أول عامل يهدد الشعوب بالانقراض بعد توقف الإنجاب والنمو الديمغرافي، فيما النقاش المجتمعي سائد حول الإجهاض والشروط الواجب توفرها لإجرائه مثل حماية صحة الأم، أو بعد تعرضها للاغتصاب، وهو ما اجتهد فيه علماء المغرب. ورفض أمين عام "بيجيدي" الانتصار للحريات الفردية، داعيا أعضاء حزبه إلى مواجهة فكرية لآراء الحداثيين في ما يخص مثلا منع تجريم العلاقات الرضائية، مضيفا أنه سمع بأجنبية دخلت إلى المغرب لـ "شرعنة" الخيانة الزوجية بالنسبة إلى المرأة كما الرجل. وبخصوص الوضع الدولي، قال زعيم الإسلاميين إنه مرتبك ومفتوح على المجهول، خاصة كيفية تدبير تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، التي وصفها بالعالمية، مضيفا أن القضايا الكبرى أهم من ارتفاع أسعار البطاطس والطماطم. ودعا بنكيران أعضاء حزبه إلى التشبث بالإسلام وبالملكية، والدفاع عنهما مهما كانت الظروف، لأنه بهما استمرت الحضارة المغربية لقرون خلت، وأن الملك يعد حكما ويتدخل لإحقاق التوازن السياسي والمجتمعي ويقف إلى صف شعبه، وأن قرار العفو عن سجناء ممكن اللجوء إليه لتحقيق نوع من الانفراج، وأنه يعي جيدا أن شعبه مساند له في السراء والضراء، وأن أي تهديد للبلاد من قبل أي كان سيتصدى له المغاربة قاطبة. من جهة أخرى، اتهم بنكيران فرنسا، أو الدولة العميقة بهذا البلد، بتحريض الأوربيين ضد المغرب لإصدار توصيات في برلمانهم، مؤكدا أن القادة الجدد لبلاد الأنوار لا يفقهون في السياسة، وينظرون إلى المغرب بمنظور قديم، مثل مستعمرة، وأنه مطلوب منهم التعامل الإيجابي مع الرباط، الشريك الإستراتيجي، وتشجيع المغرب على ما يقوم به من منجزات داخل البلاد وفي القارة الإفريقية، خدمة لمصالح الشعوب التواقة إلى التنمية والازدهار. واستغرب زعيم الإسلاميين، لتصريحات مخبري نظام العسكر بالجزائر الذين يخرجون في مواقع التواصل الاجتماعي لتهديد المغرب بشن حرب، وهم يعلمون جيدا أن الصحراء مغربية وإلى الأبد، داعيا إياهم إلى التعقل ونبذ العداوة والكراهية. وعلى صعيد آخر، هاجم أمين عام "بيجيدي" الحكومة لفشلها في تحقيق التواصل وشرح أزمة غلاء المعيشة، داعيا الوزراء إلى التدخل لتخفيض الأسعار بإجراءات يعرفونها جيدا، واتهم الناطق الرسمي باسم الحكومة بـ "الكذب" في واقعة شراء كيلوغرام لحم من سوق بالبادية بالصخيرات بـ 75 درهما، وهو ما أكده مصطفى بايتاس، في ندوته الصحافية. أحمد الأرقام
