عمـى الألـوان… مزمـن بـلا عوائـق

تحديد الأسباب إذا ظهر بشكل مفاجئ ونصائح بفحص أعين الأطفال قبل ولوج المدرسة قد يجد بعض الأشخاص صعوبة في تمييز ألوان مثل الأزرق والأصفر أو الأحمر والأخضر، بسبب إصابتهم بما يعرف بـ"عمى الألوان". في هذه الورقة، نكشف أسباب الإصابة، علما أنه في بعض الحالات يظهر بشكل مفاجئ، بسبب التقدم في السن، أو تناول بعض الادوية، والعلاج في هذه الحالة يتوقف على علاج المشكل، فيما في حالات أخرى يكون المرض مزمنا ودون علاج، لكن بمكن التعايش معه. في ما يلي التفاصيل: تأثيـرات سلبيـة الأطباء يؤكدون على أهمية الفحص المبكر للأطفال يؤكد الأطباء أن الإصابة بعمى الألوان لا تؤدي إلى مشاكل خطيرة، بينما هناك بعض المضاعفات، منها ضعف الرؤية. ومن مضاعفات عمى الألوان عدم القدرة على أداء وظائف تتطلب رؤية دقيقة للألوان، مثل ربان الطائرة، وسائق القطارات، والكهربائيين، ومراقب الحركة الجوية، إلى جانب صعوبة في أداء المهام اليومية، مثل اختيار الملابس، والسياقة، وطهو الطعام، واستخدام الأجهزة الإلكترونية. وتنضاف إلى المضاعفات سالف ذكرها، مواجهة المصاب بعمى الألوان، صعوبة في معرفة التحذيرات، أو علامات السلامة الطرقية. ويقول الأطباء إنه لا توجد طرق وقائية من عمى الألوان الخلقي أو الوراثي، ولكن يمكن الوقاية من عمى الألوان المكتسب عن طريق عمل اختبارات للعين بانتظام، خاصة إذا كان التاريخ العائلي معروف بهذا المرض، أو في حال تناول أدوية، أو المعاناة بسبب حالة مرضية تؤثر على العين أو الرؤية. وفي ما يخص الأطفال، يقول الأطباء إنه يمكن اكتشاف الإصابة به عندما يشكو الطفل من صعوبة قراءة ما في السبورة، أو يواجه مشكلة في تعلم الألوان، أو الواجبات المدرسية التي تستخدم الألوان. وينصح بمساعدة الطفل الذي يعاني عمى الألوان، بالحرص على تشخيص الطبيب لحالته قبل بلوغه سن الدخول المدرسي، خاصة إذا كان هناك تاريخ عائلي للمرض. ومن جهة أخرى، يعتبر مهما إخبار المؤسسة التعليمية بالمشكل الذي يعانيه الطفل، حتى لا يؤثر ذلك سلبا على أدائه وعلاقته بالطاقم التربوي، إلى جانب الحرص على ربط أسماء الألوان بالأشياء، مثل الأصفر بالشمس، والضفدع بالأخضر. وأكدت العديد من الدراسات الطبيبة أن اضطراب عمى الألوان له تأثير كبير على حياة الشخص، خاصة الأطفال الذين يعانونه، إذ تتأثر لديهم قدرات التعلم وتطوير القراءة. ومن بين التأثيرات السلبية لعمى الألوان، أنه اضطراب يحد من الخيارات المهنية، التي تتطلب التمييز بدقة بين الألوان، كما يوصي معظم الأطباء بإجراء فحص الرؤية للأطفال، الذين تتراوح أعمارهم بين 3 و5 سنوات. ويمكن تقليل فرص الإصابة بعمى الألوان عن طريق المتابعة الدورية مع طبيب العيون وإجراء فحص سنوي للعين، إضافة إلى اتباع نمط حياة صحي. أمينة كندي لمعلوماتك < عمى الألوان، أو بشكل أدق ضعف رؤية الألوان أو القصور في رؤيتها، هو عدم القدرة على التمييز بين ألوان معينة، علما أن عمى الألوان التام نادر الحدوث، وفي هذه الحالة يرى المريض كل شيء بدرجات اللونين الأبيض والأسود. < لا يدرك بعض الأشخاص أنهم أو أطفالهم مصابون بعمى الألوان، إلا عندما يجيدون صعوبة في التمييز بين ألوان إشارات المرور أو فهم المواد التعليمية التي تعتمد على الألوان. < من المهم استشارة الطبيب إذا شك الشخص في وجود مشاكل في تمييز ألوان معينة أو تغييرات في رؤية الألوان، علما أنه من المهم أن يحصل الأطفال على فحوصات شاملة للعين، بما في ذلك اختبار رؤية الألوان. رقــــــــم : 5 أسباب قد يرجع عمى الألوان إلى العديد من الأسباب، منها الاضطراب الوراثي، إذ يشيع قصور رؤية الألوان الوراثي بصورة أكبر بين الذكور مقارنة مع الإناث، علما أن الأكثر شيوعا هو قصور مع اللون الأحمر والأخضر، فيما الأقل شيوعا هو القصور مع اللون الأزرق والأصفر. كما يمكن أن تتسبب بعض الأمراض، قصورا في رؤية الألوان، منها فقر الدم المنجلي والسكري وداء الزهايمر والغلوكوما ومرض باركنسون واللوكيميا، إذ قد تتأثر عين أكثر من الأخرى. ومن الأسباب أيضا، التعاطي لبعض الأدوية والتي قد تسبب تغيير رؤية الألوان، مثل بعض الأدوية التي تعالج أمراض المناعة الذاتية ومشاكل القلب وارتفاع ضغط الدم وضعف الانتصاب والعدوى والاضطرابات العصبية والمشاكل النفسية. كما أنه مع التقدم في السن، تتدهور قدرة الشخص على رؤية الألوان، وهو ما يجب أخذه بعين الاعتبار، علما أنه قد يتسبب التعرض لبعض المواد الكيميائية في مكان العمل مثل ثنائي كبريتيد الكربون والأسمدة في عدم رؤية الألوان. إ.ر ننــصــيـــحــة : صائح للتعايش رغم أن عمى الألوان لا شفاء منه، إلا أن المصابين يمكنهم التعايش مع المشكل الصحي. ومن الحلول التي تساعد على التعايش مع "العمى الألوان"، الاعتماد على عدسات خاصة، يعتبر أنها قادرة على تصحيح عمى الأحمر والأخضر. وتعتبر نظارات عمى الألوان وكذلك العدسات اللاصقة، آمنة جدا بالنسبة إلى الأطفال، ولكن رغم ارتفاع معدلات الأمان، إلا أن هناك بعض المخاطر الناتجة عن طريقة استخدامها، على سبيل المثال عدم خلع العدسات اللاصقة قبل الذهاب إلى النوم، أو عدم القيام بتنظيف العدسات بانتظام وتطهيرها بعد كل استخدام. ويبدأ العمر المناسب لارتداء العدسات اللاصقة للتعايش مع مشكل عمى الألوان من سن ثماني سنوات. ومن بين النصائح للتعايش معه، حفظ ترتيب ألوان الأشياء الضرورية مثل إشارة المرور، ووضع ملصقات على الملابس تخبر المريض عن لونها، وذلك من خلال مساعدة الآخرين، والقيام بترتيب الملابس والإكسسوارات الملونة التي تريد توفيقها مع بعضها. الاعتماد على الحواس الأخرى خاصة عند الطبخ واختيار الفواكه الطازجة، واستخدام التطبيقات الخاصة بالهاتف المحمول أو الكمبيوتر اللوحي للمساعدة في تمييز اللون أثناء مهام معينة. إ.ر وراثي ومكتسب الدكتور محمد شريف قال إن الإصابة تحدث في جميع مراحل العمر قال الدكتور محمد شريف خليفي، طبيب اختصاصي في أمراض وجراحة العيون، إن عمى الألوان ينقسم إلى صنفين، الأول وراثي والثاني مكتسب، مبرزا أن المكتسب يمكن أن يصيب الشخص في جميع مراحل العمر، مؤكدا أنه يتمثل في شيخوخة الشبكية وضعفها، وفي ما يلي نص الحوار: < يعرف عمى الألوان، أو ضعف التمييز بين الألوان، على أنه مرض يجعل الشخص المصاب، يجد صعوبة في التمييز بين اللون الأحمر والأخضر والأزرق. ويمكن تقسيم عمى الألوان إلى صنفين، الأول خلقي والثاني مكتسب. بالنسبة إلى النوع الأول يكون وراثيا، وغالبا ما تكون الأعراض معزولة في تمييز الألوان، وأما النوع الثاني، فيكتسبه الشخص في مرحلة من مراحل عمره، سواء في الطفولة أو في سن الرشد وحتى في الشيخوخة. وعادة ما يكون النوع المكتسب مصحوبا بأعراض أخرى، إضافة إلى صعوبة التمييز بين الألوان، ومنها عدم وضوح الرؤية، كما أن الصورة التي يراها المصاب تكون مشوهة، قياسا مع طبيعتها في الواقع. < العين البشرية مصممة على تحويل الضوء الذي يدخلها إلى معلومات كيميائية وكهربائية، التي ترسلها إلى الجهاز العصبي للإنسان أو المخ، وهذا النظام معقد جدا. من أجل الرؤية يملك الإنسان خلايا على مستوى العين، عبارة عن مستقبلات شبكية، بعض الخلايا مسؤولة عن رؤية الألوان موجودة وسط الشبكية، وخلايا أخرى توجد في باقي مناطق الشبكية، وهي المسؤولة عن رؤية اللونين الأبيض والأسود، في حين أن الخلايا وسط الشبكية مخصصة لرؤية الألوان، وهي الأحمر والأخضر والأزرق، وهذه الخلايا تعمل لتمكين الإنسان من رؤية كل الالوان. عندما يكون لدينا مرض يصيب الخلايا المسؤولة عن الألوان، وتكون بفعل عامل وراثي، ينقل المرض من الأب والأم إلى الإبن، وينقل بالكروموزومات، ويكون الطفل الذكر أكثر عرضة للإصابة، لأن المرض ينتقل عن طريق "الكروموزوم إكس". وأما بالنسبة إلى سبب عمى الألوان المكتسب، فيتعلق ببعض أمراض الشبكية، مثل مرض الضمور البقعي، إذ تصاب المنطقة المتوسطة من الشبكية، نتيجة شيخوختها وتضررها، وهو منتشر عند كبار السن، ويكون مصحوبا بأعراض أخرى، مثل اعوجاج الصورة. وهناك أيضا مرض عبارة عن إصابة في العصب البصري، ناتج عن التهاب أو تعفن في العصب البصري أو المناطق المسؤولة عن الرؤية، وبالتالي يصعب على المريض تمييز الألوان، مصاحبة بنقص النظر، أو احولال في العين. وعندما يكون المرض مكتسبا يمكن أن يصيب عينا واحدة، في حين أن الوراثي يصيب العينين. < بالنسبة إلى النوع الوراثي، فيكون بوضع زجاج في النظارات، والذي يقوي الألوان، ويرفع حساسية الشبكية، ويكون لون الزجاج أحمر أو أزرق أو أخضر، حسب نوعية الخلية المصابة، غير أننا نحتاج إلى الكثير من البحث العلمي، من أجل تمكين المرضى من تجاوز عمى الألوان الوراثي. وأما بخصوص النوع المكتسب، والذي تسببه ضعف الشبكية، بسبب نقص بعض الفيتامينات مثل "أ" و"س"، ومضادات الأكسدة، وجب على المرضى استهلاك بعض الأغذية مثل الجزر والبطاطس الحلوة، وفيتامين "س" الذي يوجد في البرتقال، ومضادات الأكسدة توجد في السردين وغيره، وتفادي الأغذية التي تنقص من قابلية الجسم لامتصاص هذه الفيتامينات. أجرى الحوار: عصام الناصيري في سطور: - خريج ‏كلية الطب والصيدلة بالبيضاء، - طبيب اختصاصي في أمراض وجراحة العيون في القطاع الخاص - عضو الجمعية المغربية والفرنسية لطب العيون - نائب رئيس جمعية الأطباء الداخليين بمستشفى ابن رشد سابقا - حاصل على دبلوم بكلية الطب والصيدلة في البحث العلمي - حاصل على شهادة التكوين في علاج الحول و"الجلالة" وجراحة الجفون - عضو في الجمعية الأوربية لأمراض الشبكية

عمـى الألـوان… مزمـن بـلا عوائـق

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

مكـالمة تـسقـط قـاتـل ستـة أشخـاص

جوائز وهمية لقرصنة البطائق البنكية

مقالات ذات صلة