مكـالمة تـسقـط قـاتـل ستـة أشخـاص

المعتقل اتهم بذبح أسرة ونحر كلبين للحراسة وخبرة تقنية أسقطته خارج الحدود هي مجزرة بشعة لم تسلم منها حتى رضيعة تبلغ من العمر 40 يوما وطفل عمره ست سنوات، شهدها حي الرحمة بسلا قبل سنتين. حيرت الجريمة مختلف المحققين، وجرى الاستماع إلى 27 شخصا دون جدوى، ليتعقب رجال الشرطة خبرات تقنية أجريت على هواتف مختلفة، أفرزت مكالمة تتضمن تهديد شخص لرب الأسرة المقتول. تبين أن المكالمة صادرة عن شقيقه من إسبانيا. وبعد مرور سنة وثلاثة أشهر سلمت سلطات مدريد المشتبه فيه إلى الأمن المغربي، ومازال قيد التحقيق بسجن العرجات 2. كانت الساعة تشير إلى الثامنة من صباح الخامس فبراير 2021، الذي تزامن مع يوم السبت، بعدما أخبرت مصالح أمن الديمومة بالمنطقة الأمنية الرابعة بسلا المدينة، بوجود حريق بالقطاع السكني «أ» بحي الرحمة بالمدينة، وانتقلت لمعاينته، وتزامن ذلك مع وصول عناصر الوقاية المدنية. اضطر أفراد التدخل إلى كسر الباب الحديدي، بعدما اشتبهوا أن أهله لفظوا أنفاسهم بسبب لهيب الحريق، ولما وصل المحققون الأولون، أثارت انتباههم جروح، يحملها الهالكون في أعناقهم، فتأكدوا أن الجريمة مدبرة، وبعدها طوقت عناصر الدائرة الأمنية المداومة محيط مسرح الجريمة. وصول مسؤولين كبار بعد عشر دقائق حضر مسؤولون أمنيون كبار إلى مسرح الجريمة يتقدمهم والي الأمن رئيس الأمن الإقليمي بالمدينة، ورئيس المنطقة الأمنية الرابعة ورئيس الهيأة الحضرية ورئيس مصلحة الشرطة القضائية والاستعلامات العامة، بعدما نودي عليهم وهم داخل بيوتهم، كما حضر فريق من الشرطة العلمية والتقنية، وعناصر تابعة لأجهزة أمنية مختلطة، كما ساعدت السلطات الترابية في تأمين مسرح الحادث رفقة أعوانها وأفراد القوات المساعدة. ولتفادي التقاط صور الموتى المذبوحين وجهت تعليمات بوضع باب سيارات إسعاف نقل الموتى على باب منزل الأسرة، وإغلاق الزقاق والمداخل المؤدية إلى المنزل. احتشاد الآلاف بمجرد حضور المسؤولين الأمنيين وشيوع خبر الجريمة حضر الآلاف من الأشخاص لمعاينة تدخل السلطات الأمنية ومعرفة ما جرى، وشرعت نسوة في الصراخ سيما من نساء عائلة زوجة بائع المتلاشيات التي وصلت من نواحي تيفلت إلى حي الرحمة، دون أن يتم إخبارها في بداية الأمر بالفاجعة. وأغمي على أفراد أسر المذبوحين وتدخل فضوليون لتقديم الإسعافات الأولية خصوصا لابني المتقاعد العسكري. تحديد لائحة المتوفين بعد المعاينة بدقائق حددت السلطات الأمنية بالتنسيق مع أعوان السلطات الترابية لائحة الموتى، ويتعلق الأمر بمتقاعد عسكري تجاوز الستين من عمره وزوجته إلى جانب حفيدها، وابنهما الثلاثيني الذي اعتبرت مصالح التحقيق التمهيدي أنه العقل المدبر للجريمة وهو بائع متلاشيات، وزوجته العشرينية وابنتهما الرضيعة البالغة من العمر 40 يوما. ووجدت الضابطة القضائية في بداية الأمر عراقيل في نقل الجثث إلى سيارات الإسعاف بسبب تأثير ألسنة اللهيب ورائحة البنزين المتسربة، وساعدت فرق أمنية مشتركة بالتعاون مع عناصر الوقاية المدينة في انتشال الجثث ونقلها إلى سيارة الإسعاف التي توجهت تباعا نحو مستودع الأموات من أجل إجراء تشريح طبي عليها. المطالبة بإجراء تشريح بعدما تأكد ضباط الشرطة القضائية من حقيقة ذبح الموتى وإضرام النار في أجسادهم، أمر الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالرباط بإجراء تشريح طبي لأفراد الأسرة الهالكة، كما وجه تعليمات فورية بوضع المراقبة على الثلاثيني الذي كان بين الحياة والموت أملا في الحصول على تصريح منه لتحديد ظروف وملابسات الفاجعة، لكن المصاب لفظ أنفاسه بعد ساعة من نقله نحو المؤسسة الصحية، تاركا المحققين أمام لغز محير. استدعاء حارس ليلي فتحت الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بالتنسيق مع الفرقة الجنائية بمصلحة الأمن الإقليمي بسلا، أبحاثا تمهيدية بدأت بوضع فرضيات قوية ضمنها دافع الجنس والانتقام، وبعدها استدعت حارسا ليليا كان بمحيط القطاع السكني لمسرح الجريمة قصد الحصول منه على معلومات تفيد في البحث الجاري، كما استدعى ضباط البحث أفرادا من عائلة الأسرة من أجل معرفة ما إذا كانت هناك خلافات سابقة للمتوفين. وجهت تعليمات من قبل النيابة العامة المشرفة على أبحاث الفرقة الوطنية للشرطة القضائية والفرقة الجنائية بأمن سلا، بإحالة نتائج مسح مسرح الجريمة على المختبر التقني والعلمي بالمديرية العامة للأمن الوطني، لتحليل عينات دم. وبعدما كانت النتيجة سلبية، سلك المحققون منحى آخر يتعلق بتوجيه انتدابات لشركات اتصالات لرصد الهواتف. تعقب آثار مكالمة هاتفية بعد أسابيع من الأبحاث الميدانية استدعت فيها الضابطة القضائية ما يزيد عن 27 شخصا للاستئناس بأقوالهم، أملا في الوصول إلى الخيط المؤدي إلى القاتل أو القتلة، لكن دون جدوى، قبل أن تظهر نتائج الخبرات التقنية المجراة على هواتف الهالكين، وجود مكالمة هاتفية مشتبه في مضمونها، دارت بين رب الأسرة وشقيقه الموجود بالديار الإسبانية، تضمنت تهديدات واضحة بتصفيتهم جسديا. استغل فريق البحث الجنائي مضمون هذه المكالمة الهاتفية للبحث في سر العلاقة التي كانت تربط الهالك الستيني بشقيقه، وبعد وضع التقارير الأولية فوق مكتب الوكيل العام للملك بالرباط، تفيد بوجود شبهات قوية في احتمال تورط شقيق رب الأسرة في المجزرة، فعل الوكيل العام للملك مضمون الاتفاقية القضائية التي تربط بين وزارتي العدل المغربية بنظريتها الإسبانية، لتعقب المشتبه فيه، قبل أن توقفه السلطات الأمنية هناك، وبعد مرور أشهر سلمته إلى الأمن المغربي. أبحاث رغم اتهام المشتبه فيه الرئيسي بالقتل، وأمر قاضي التحقيق في ماي الماضي بإيداعه سجن العرجات 2، إلا أنه ظل ينكر الاتهامات المنسوبة إليه جملة وتفصيلا، رغم وضع مضمون مكالمة التهديد أمامه، والذي اعتبرت النيابة العامة وقاضي التحقيق من وسائل الإثبات الأولية في قرار الإيداع. عبدالحليم لعريبي

مكـالمة تـسقـط قـاتـل ستـة أشخـاص

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

أخنوش: دعم إسبانيا للحكم الذاتي موقف شجاع

عمـى الألـوان... مزمـن بـلا عوائـق

مقالات ذات صلة