“الفيفا” وشبكة المصالح… “الكارت” الأصفر

يملك أرصدة مالية ضخمة تعادل ميزانيات دول وأجور خيالية للاعبين حين انشغل عشاق كرة القدم بمتابعة مونديال كأس العالم في قطر، توالت التقارير عن "امبراطوية" "الفيفا" وعلاقاتها وشبكات مصالحها الاقتصادية التي تتحكم في إدارة اللعبة. وكشف وثائقي عرضته منصة "نتفليكس"، ويحمل عنوان "كشف فيفا"، عن تداخل مصالح الاتحاد الدولي لكرة القدم، وفند تفاصيل الاتهامات التي تحول بعضها إلى إدانات حاسمة تتعلق بتلقي مسؤولين فيه رشاوي، خاصة أن عدة محاكم عاقبت عددا من مسؤولي الاتحاد الذي أنشئ في 1904 في العاصمة الفرنسية، بينما يقع المقر الأساس في زيورخ السويسرية. وألقى الوثائقي الضوء على كواليس الهيأة الأكبر للرياضة والأكثر جماهيرية في العالم، والبطل الرئيس هو جوزيف بلاتر، الرئيس السابق للمنظمة، الذي لاحقته اتهامات الفساد ، حتى أن وزارة العدل الأمريكية أقرت تقديم رشاو لمسؤولين في "فيفا" من أجل الفوز بدعمهم، سواء في ما يتعلق بتنظيم كأس العالم في روسيا أو في قطر. كما شهدت سنة 2015 إدانة 14 من كبار المسؤولين بالاتحاد الدولي من قبل وزارة العدل بتهمة غسل الأموال والابتزاز وتلقي الرشاوي. ورغم أن بلاتر لم يكن هو الرئيس الأكثر بقاء في المنصب، إذ استمر 17 عاما على رأس الاتحاد، لكنه الأكثر شهرة وإثارة للجدل في عالم إدارة مؤسسات كرة القدم، فيما كان الفرنسي جول ريميه الأكثر بقاء في المنصب، إذ استمرت رئاسته للاتحاد 33 عاماً بدأها في 1921 ليختتمها في 1954، أي قبل عامين فقط من وفاته في الـ 83 من عمره، يليه البرازيلي جواو هافيلانغ بنحو ربع قرن قضاها رئيساً للاتحاد، ليتغلب عليه في الانتخابات جوزيف بلاتر ثم يتولى الرئاسة في الثامن من يونيو 1998 ، وحتى ثاني يونيو 2015، ويبدأ معه العقد الأكثر تأزما وجدلا وسطوعا أيضا، إذ تم تسليط الضوء على أنشطة "فيفا" في تلك الفترة كما لم يحدث من قبل، وحقق بلاتر بدوره نجومية لم تتح لغيره ممن سبقوه أو حتى من لحق به. تفوق "الفيفا" على الحكومات، وتغلغلت عبر الحدود القومية، متاوزا البعد الديني أو العرقي أو القومي، بل حصد ولاءاتها، فأصبحت الشوارع تخلو من الناس بسبب مباراة لكرة قدم، في حين يعجز حدث وطني عن ذلك. وحسب عدد من الدراسات، فقد تعدى نمو هذا الكيان ليأخذ بعد الرياضة والسياسة نمط الاقتصاد، إذ أصبح يملك أرصدة مالية ضخمة تعادل ميزانيات دول نامية، إضافة إلى أجور اللاعبين وقيم مبادلاتهم التي أصبحت أرقاما خيالية، وأدركت الدول الغربية أهمية الاستثمار في هذه الإمبراطورية الناعمة، فجعلت من الفرق الرياضية شركات متعددة الجنسيات، تتربع على أرصدة مالية ضخمة، جاعلة منها قطاعا اقتصاديا، شأنه شأن قطاع الصناعة والزراعة والقطاعات المهمة الأخرى. وبقي العالم الثالث في موقع وعي متأخر لها، إذ مازالت في نظره مجرد لعبة وفضاء للترفيه، في وقت لم تعد هذه اللعبة مجرد كماليات، بل أصبحت آلية للتحكم في الشعوب وتوجيهها، ومؤججة لمشاعرها، بل تعدى ذلك إلى أنه في بعض الدول أصبح إصلاح المنتخب القومي مطلبا شعبيا، وأحيانا ضربا من ضروب الأمن المجتمعي، إضافة إلى البعد الاقتصادي، وهو ما انتبه إليه الصينيون، فباشروا سياسة استقطاب نجوم الكرة، يقينا منهم أن ذلك ينعش قطاع السياحة والإشهار، ويسهم بطريقة تفاعلية مع القطاعات الأخرى في الارتقاء بالنمو الصيني، وابتكار مساحات جديدة تستوعب الحجم الهائل لنمو الاقتصاد الصيني. خالد العطاوي شهادات شيء غير الكرة لم يكن هذا الإنجاز الكبير للمنتخب المغربي بمونديال قطر، حدثا عاديا يمكن إغفاله. ولم يكن وصوله لنصف النهائي، مستساغا للبعض. وطبعا ما كان ليسمح له بالمرور لمنصة التتويج، ولا لأي بلد من العالم الثالث. هذا الإنجاز التاريخي كشف وجود شيء غير الكرة في هذه التظاهرة. لن نخوض في كل ما حدث وعثرات وعراقيل الوصول للنهائي، ولن نتحدث عن مؤامرة ولن نصف ما وقع بأي وصف، بقدر اهتمامنا بالإنجاز في حد ذاته الذي جعل الجميع فخورا بهذا المنتخب وليس فقط المغاربة. أسود الأطلس استحقوا تحية إجلال بحجم السماء فقد أفرحوا كل المغاربة والعالم. فخورون بمنتخبنا أيا كانت فئاتنا الاجتماعية، فقد رفعوا رؤوسنا عاليا وعلمونا أن من يطمح ويجتهد، يصل ولو بما توفر من قليل الإمكانيات أو كثيرها، طالما أن المنافسة وخوضها بالقلب ومنه لإسعاد كل القلوب. هذا ما يجب أن نعمل به في كل الميادين والقطاعات مستقبلا. سفيان الناصري (طالب مجاز في القانون) مؤامرة خبيثة "يحق لنا أن نفتخر بهذا الإنجاز غير المسبوق. لقد أصبح المنتخب من بين الأربعة الأوائل عالميا. وهذا ما يرفع رؤوسنا عاليا مهما كانت ظروف وحيثيات عدم التتويج. في نظري نحن فزنا بالعالم، فقد سكن حب المغرب في قلوب كل سكان الشعوب المقهورة أو ما تسمى دول العالم الثالث. كان بإمكاننا التتويج باللقب ولنا مؤهلات ذلك. لكن هذا الحلم تبخر بسبب ظلم تحكيمي تعرضنا له في مباراتي المغرب أمام فرنسا وكرواتيا، حتى لا أقول شيئا آخر ولو أن الأمور واضحة، فاللوبي السياسي والاقتصادي لا يمكن طبعا أن يسمح بتتويج بلد من العالم الثالث، بكأس العالم. بالنسبة إلي، وهذا رأيي الشخصي، فالمغرب أقصي بمؤامرة خبيثة والعالم يعلم ويعي ذلك. هناك مافيا عنصرية بمثابة حجر عثرة في وجه حلم المغرب وغيره من بلدان العالم الثالث. ومباراة النصف أمام فرنسا كانت سياسية مليئة بالدسائس والمؤامرات، ولم تكن مباراة كروية فقط. ومهما يكن، فالمنتخب المغربي صنع التاريخ بوقوفه أمام كل التحديات. نحن لم ننهزم، بل رفعنا رؤوس العرب والأفارقة بإنجاز تاريخي لا أحد منا حلم به، خاصة أن الناخب الوطني وليد الركراكي، علمنا أن تحقيق كل الأحلام، ممكن بالعزيمة والمثابرة. لبنى السلامي (موظفة بنك) استقاهما: حميد الأبيض(فاس)

“الفيفا” وشبكة المصالح… “الكارت” الأصفر

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

إدانة سارق بالزمامرة

موظفون ومقاولون في عصابة لتزوير السيارات

مقالات ذات صلة