مؤامرات وتصفية حساب

خلل ذاتي في تنظيمات شبابية تعودت أن تكون تابعة لأشخاص عوض الحزب كشفت أصوات شبابية غاضبة النقاب عن مسببات أزمة التداول داخل الأحزاب، واضعة على رأسها خلل التنظيمات الشبابية الموازية، التي أصبحت حلبات لتصفية الحساب بين الكبار، في إشارة إلى اشتعال بؤر توتر بعدد من المحطات التنظيمية. وسجل الغاضبون أن وضعية الشبيبات الحزبية مرتبطة بعاملين أساسيين، أولهما وضعية الحزب التي تنتمي إليه الشبيبة وثانيا مكانة الشباب وقدرته على التأثير في صناعة قرارات داخل الحزب، على اعتبار أنه عندما يكون الحزب قويا وفاعلا في المجتمع تكبر قدرة شبيبته على إقناع الشباب بجدوى الانضمام إليها و النضال من داخلها، معتبرين أن قوة الشبيبة مرتبطة بقدرتها على تأطير الشباب والتأثير الايجابي على قرارات أحزابها، لكن الواقع يؤكد استغلال تنظيمات شبابية حزبية لممارسة المعارضة عندما يسير الحزب الحكومة، وأن قيادات أساءت كثيرا لشبيباتها التي تحولت إلى أداة في يد البعض لتصريف مواقف لا تملك الشجاعة الكافية لتعلنها. وهو أمر يتكرر حتى عندما تكون صراعات داخلية بين القيادات، حيث تكون الشبيبة طرفا فيه على حساب مصلحة ومستقبل الحزب. واتهم الشباب الغاضبون بعض القيادات بتعمدت كبح جماح الأجيال الصاعدة حتى لا تهدد مناصبها، معتبرة أن الخلل ذاتي في التنظيمات الفرعية، التي تعودت أن تكون تابعة لأشخاص عوض مؤسسة الحزب. وفي الوقت الذي أصبح فيه الشباب يهتم، بشكل لافت، بالوضع السياسي للبلد ولا يتردد في متابعته ونقده والتعبير عن مواقفه بشكل واضح في وسائل التواصل الاجتماعي، يعزف عن النضال الحزبي و الانتخابي، لعدة أسباب أهمها فشل معظم الأحزاب في تكريس ثقافة تجديد النخب والخطاب لتكون قاعدة أساسية للعمل السياسي، إضافة إلى أن تناقضات الخطاب والفعل السياسيين أدت إلى أن 99 في المائة من الشباب لا ينخرطون في الأحزاب السياسية، لكن ليس من مصلحة الأحزاب السياسية أن تستمر في اعتبار الشباب غير ناضج وغير مؤهل لتدبير الأمور السياسية والحزبية والتركيز على الشرعية التاريخية والتجربة الانتخابية فقط معيارا أساسيا لتولي مناصب المسؤولية الانتخابية والحزبية، والحزب الذي يقطع علاقته بالشباب كمن يقطع اليد التي تمده بالحياة، بالنظر إلى أن الشباب هو الضامن لاستمرار أي حزب حقيقي، لا يريد أن يتحول إلى مجموعة منتخبين فقط. وارتفعت مطالب شبابية بتقوية سبل جعل الشبيبات آلية للديمقراطية الداخلية وضمانة لدوران نخب حقيقية، شريط العمل على مراجعة المقاربة التي تنهجها لتأطير الشباب لتكون في المستوى المطلوب حتى لا تتحول إلى مجرد "غيتوات" للشباب، الراغب في مشاركة سياسية حقيقية، عوض مواكبة التطورات التي تعرفها السياسة في العالم، والتي تبرهن أن الحل يكمن في جيل جديد من النخب الحزبية و السياسية، القادرة على صناعة الأمل. ياسين قُطيب

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو

تفكيك شبكة لسرقة السيارات

"موكرو مافيا" تهدر دم 200 شخصية

مقالات ذات صلة