هاجموا وزير النقل وانتقدوا سياسته في تدبير الموانئ وصفقات المطارات انتفض فريق التجمع الوطني للأحرار، في لجنة الداخلية والجهات، بمجلس المستشارين، ليلة أول أمس (الخميس)، وهاجم سياسة محمد عبد الجليل، وزير النقل واللوجستيك، أثناء مناقشة ميزانية وزارته. واستغرب الوزير للهجوم، ولانتقادات برلمانيين آخرين، وحاول صدهم بالرد السريع، رغم أن النظام الأساسي لا يسمح له بمقاطعة تدخل البرلمانيين، إذ عانى الانتقادات لأنه لا يتوفر على معطيات ميدانية، ويكتفي بما يتوصل به من مراسلات. وثار البرلماني كمال صبري، من فريق التجمع الوطني للأحرار بمجلس المستشارين، وقال إنه من العار أن المصدر المغربي لا يجد إلا بواخر أجنبية، بينها باخرة تركية لنقل بضاعته من ميناء طنجة في اتجاه إفريقيا، مع ما يترب عن ذلك من ارتفاع قيمة الشحن، والتأثير على التنافسية في بيع البضائع. وانتقد تضمين العرض الذي قدمه وزير النقل واللوجستيك أمام أنظار أعضاء اللجنة سبع صفحات فقط في ملف الملاحة التجارية البحرية، من أصل 98 صفحة، رغم توفر المغرب على 3600 كيلومتر من السواحل، وهذا ما يظهر عدم اهتمام المسؤولين بالاقتصاد الأزرق، خصوصا أن 96 في المائة من المبادلات التجارية تتم عن طريق البحر، مطالبا من الوزير إنجاز دراسة عن سبب عدم استطاعة المغرب تطوير قطاع الملاحة التجارية البحرية، متسائلا كذلك عن سبب عدم إمكانية توفر المغرب على أسطول بحري ضخم يحقق الاكتفاء الذاتي في تصدير واستيراد السلع المغربية، علما أن المغرب يصدر الفوسفاط، ويستورد الفحم الحجري إلى المحطة الحرارية بآسفي والقمح والمحروقات كذلك. وعبر البرلماني عن سخطه العارم، وقال إن عددا من الدول غير ساحلية تتوفر على أساطيل بحرية ضخمة مثل إثيوبيا، وسويسرا، ومالي وصربيا، مضيفا أن المغاربة يتهمون الحكومة برفع أسعار المحروقات، ولا يعرفون أن السبب راجع لارتفاع أسعار الشحن في البواخر التي تضاعفت. وعبر المستشار نفسه عن حالة الاستياء والتذمر لدى مرتادي مطارات المملكة من زيادة في تعريفات الخدمات المقدمة للمسافرين داخل مجموعة من المرافق، ما أساء إلى صورة المغرب السياحية ببيع قنينات ماء 5 دراهم، بـ 30 درهما، وكوب قهوة بالسعر نفسه تقريبا، على سبيل المثال، منتقدا كيفية إجراء صفقات الملايين بيع الخدمات في المطارات التي ترفع الأسعار على المسافرين، ورد الوزير بإن ارتفاع الأسعار موجود في كل مطارات العالم، بما فيها مطار أورلي بباريس، ليرد البرلماني بأن هذا غير صحيح لأن قنينة الماء تباع فقط بأورو واحد، أي 10 دراهم. وتجادل الطرفان، وقال الوزير ممكن للمسافر أن يضع قنينة ماء في محفظته قبل دخول المطار، إذا بدت له الأسعار مرتفعة، فغضب البرلماني من رده. وأثار البرلماني أيضا ارتفاع سعر ركن السيارات في المرأب، إذ يؤدي صاحبها 300 درهم خلال يومين، قائلا "هل يقدمون لها وجبات أكل؟"، فاستغرب الوزير لهذا التعبير. وانتفض البرلماني نفسه على حديث الوزير عن بواخر، وقال "السيد الوزير هذه "جيتسكي"، وليست بواخر كما تدعي، وعليك أن تحدد المصطلحات، وأن هناك 500 قارب ترفيهي ليست بواخر، وأن مالكيها لا يتوفرون على رخص السياقة، وتكوين ما رفع من حجم حوادث السير المميتة". أحمد الأرقام