الرئيس المنتدب ناشد المحامين بتغليب المصلحة العامة ومراعاة حقوق ومصالح موكليهم لم ينه محمد عبد النباوي، الرئيس المنتدب للمجلس الأعلى للسلطة القضائية، أول أمس (الخميس)، كلمته في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر 31 لجمعية هيآت المحامين بالمغرب، الذي نظم تحت شعار "المحاماة بالمغرب، نضال وطني مستمر، أمن مهني ملح ، وانتماء إفريقي دائم"، بعدما ارتفعت أصوات بعض المحامين رافضة لما قاله بشأن تفعيل المادة 39 من قانون المنظم للمهنة. وقال الرئيس المنتدب إن الفترة الحرجة، التي تعاني فيها المساطر القضائية صعوبات شتى جراء ما يحدث في الساحة المهنية، هي موضوع لا يمكن تجاهله وعدم التفاعل معه، ولو بالتزام الحياد الكامل والتحفظ الشديد، مذكرا المحامين بالواجبات المفروضة عليهم بمقتضى قانون المهنة، بمادته الأولى والتي تعتبر المحاماة مساعدة للقضاء، وتساهم في تحقيق العدالة، وتعتبر جزءا من أسرة القضاء، والتقييد بمبادئ الشرف والنزاهة والكرامة والأخلاق الحميدة وتقاليد المهنة. واعتبر الرئيس المنتدب أن احترام القضاء يعد فرضا واجبا على كافة الأشخاص، وأن المهنيين بأسرة العدالة هم أول المعنيين به، وهم من بين المسؤولين عن نشر هيبته والحفاظ على سلطته، مضيفا أن من يحترم مجالس القضاء ومقرراته، لا يحترم رجال ونساء القضاء فحسب، ولكنه يحترم رمز العدالة الأسمى، وصولجان السلطة الأعلى، ويكرس هيبة القضاء الذي وضع ليحكم بين الأطراف فيطاع حكمه. وأشار الرئيس المنتدب إلى أن ممارسة المهنة تتم وفقا لقانون المهنة وبالمساطر المقررة في القانون، وأنهم ملزمون بتقديم المساعدة للقضاء سواء بالنسبة للجلسات أو الإجراءات، طبقا لمقتضبات المادة 39، الشيء الذي يتطلب منهم تفهم أهمية دورهم في أداء القضاء لواجباته بحكم احتكارهم لمهنة الدفاع ووجودهم الإجباري في أغلب المساطر، مما يجعل مساهمتهم في تلك المساطر ركنا أساسيا لفعالية ونجاعة العدالة، فضلا عن أهميته بالنسبة لحقوق موكليهم ومؤازريهم. وناشد عبد النباوي رئيس جمعية هيآت المحامين وأعضاءها، ونقباء الهيآت ومجالسها، وكافة المحاميات والمحامين، تغليب المصلحة العامة، ومراعاة حقوق ومصالح موكليهم، ومعالجة الأزمة الحالية بالتعقل والحكمة والالتزام بأحكام القانون المتعلقة باستمرار الخدمات والمساهمة في الجلسات والإجراءات القضائية"، مضيفا، "أكيد أنكم ستجدون وسائل أخرى قانونية وشرعية للدفاع عن مصالح المنتسبين للمهنة دون الإضرار بمصالح الأطراف التي تمثلونها، أو الإضرار بسير نظام العدالة". الجو المشحون الذي رافق افتتاح مؤتمر المحامين بالداخلة دفع الرئيس المنتدب إلى القول إن "الأزمات ستنتهي، والمشاكل ستحل، ولكن الأثر سيبقى"، مضيفا "أرجو أن يسجل التاريخ غدا المواقف المشرفة لحكماء المهنة وقدمائها ونقبائها، وأن يذكر تعقل شباب المهنة وكافة المحامين والمحاميات في تدبير الأزمة باحترام للقانون، والحرص على السير السليم للمرفق القضائي، وعلى حقوق الأطراف، وليس ذلك بعزيز على محامين من طينة المحامي المغربي، المعروف بوطنيته، والتزامه بالقانون وبأخلاق المهنة". وفي ظل هذا الجو المكهرب، تدخل نقيب هيأة المحامين بأكادير، بصرامة، موجها خطابه للمحامين مذكرا إياهم بتقاليد المهنة، ملتمسا منهم ترك الرئيس المنتدب، يكمل كلمته، ومع ذلك اكتفى عبد النباوي، بتحيتهم، والعودة إلى مقعده. كريمة مصلي