الشراكة الطاقية المغربية النيجيرية تتوسع
تمددت إستراتيجية التعاون الطاقي بين المغرب ونيجيريا إلى مجال الكهرباء، إذ وقعت الهيأة الوطنية لضبط الكهرباء بالمملكة واللجنة النيجيرية لضبط الكهرباء أول أمس الاثنين الماضي مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون في مجال ضبط الكهرباء، في إطار العلاقات الودية والأخوية الإفريقية القوية التي توحد المملكة المغربية وجمهورية نيجيريا الاتحادية.
وكشفت الهيأة الوطنية لضبط الكهرباء أن التوقيع يأتي في إطار رؤية مشتركة بين المغرب ونيجيريا منذ زيارة جلالة الملك لنيجيريا في 2016، وزيارة محمد بوهاري الرئيس النيجيري، للمغرب سنة 2018، وما أظهره البلدان من عزم مشترك على مواصلة تعزيز علاقات التعاون المثمر وتعميقها في جميع المجالات لخدمة مصالح الشعبين الشقيقين والمساهمة في تنمية واستقرار القارة الإفريقية.
ووقع مذكرة التفاهم عبد اللطيف برضاش، رئيس الهيأة الوطنية لضبط الكهرباء، وسانوسي غاربا، رئيس اللجنة النيجيرية لضبط الكهرباء، خلال حفل رسمي أقيم في أبوجا، لتعزيز التعاون في تحقيق الأهداف المشتركة، سيما من خلال وتعزيز تبادل المعلومات والخبرات بين الطرفين.
وأكد برضاش في كلمته أن مذكرة التفاهم هذه تعزز العلاقات القائمة بين هيأتي الضبط، والتي تميزت بزيارة سابقة لوفد نيجيري مهم إلى مقر الهيأة الوطنية لضبط الكهرباء بالرباط في أكتوبر 2021، مسجلا أن مذكرة التفاهم تهدف إلى وضع إطار عمل واضح وملموس للتعاون يتمحور حول آليات الضبط والمشهد المؤسساتي والتنظيمي لقطاع الكهرباء المعزز لتحقيق الأهداف ذات الصلة بإستراتيجيات الطاقة للبلدين.
من جهته، أعرب غاربا عن سعادته بتوقيع مذكرة التفاهم التي تمثل تجسيدًا لعلاقة ثنائية متينة بين الهيأتين ودعما للتعاون المشترك بينهما لضمان حسن سير قطاع الكهرباء والتغلب على التحديات التي يواجهها هذا القطاع.
واتفق الجانبان في نهاية هذا الاجتماع على إتمام العمل بين الهيأتين من خلال عقد اجتماعات منتظمة لوضع جدول أعمال لتنفيذ المشاريع ذات الاهتمام المشترك وتعميق هذا التعاون الثنائي.
ومن جهته أكد موحي أو علي تاغما، سفير المغرب بأبوجا أن نيجيريا أصبحت شريكا إستراتيجيا مهما للغاية، مسجلا في مقابلة مع صحيفة «ديلي ترست» النيجيرية أن المغرب يقوم في نيجيريا بأكبر استثماراته الأجنبية، وأن الملك محمدا السادس والرئيس محمدو بوهاري رسما منذ عام 2016 مسار ما ينبغي أن تكون عليه العلاقات بين البلدين، اللذين يتوفران على كل المؤهلات ليكونا قاطرة لإفريقيا.
وأوضح الدبلوماسي المغربي أن البلدين قريبان جدا من الناحية التاريخية والجغرافية والثقافية، وتعود علاقاتهما إلى عدة قرون، حيث كانت مملكات بورنو وسوكوتو وكانو ترتبط بعلاقات عميقة جدا مع المغرب، خاصة مع مدينتي مراكش وفاس. وعلى هذا الأساس اليوم، بسبب الخيارات السياسية والاجتماعية المتشابهة وضرورات التنمية الاقتصادية والاجتماعية للبلدين، فقد أقاما شراكة نموذجية مربحة للجانبين.
وردا على سؤال حول خط أنابيب الغاز بين نيجيريا والمغرب، أشار علي تاغما إلى أن جلالة الملك أكد في خطابه الأخير بمناسبة الذكرى الـ 47 للمسيرة الخضراء أنه يعد مشروعا من أجل السلام، والاندماج الاقتصادي الإفريقي، والتنمية المشتركة، وكذا من أجل الحاضر، والأجيال القادمة، بالنظر إلى البعد القاري لأنبوب الغاز نيجيريا-المغرب واعتباره مشروعا مهيكلا، يربط بين إفريقيا وأوروبا.
ياسين قُطيب