زيـت الزيتـون… الذهب الأخضر

تأخر التساقطات أثر على مردودية الغلة وسعر اللتر يقترب من 100 درهم أدى الجفاف وتأخر التساقطات المطرية إلى تأثر قطاع إنتاج زيت الزيتون بمختلف المناطق، ما أدى إلى ارتفاع سعره، إلى مستويات قياسية، لم يسبق أن سجلها في السنوات الماضية. وباتت الأسعار تتراوح ما بين 75 درهما و90 للتر، حسب جودة المنتوج، بسبب قلة العرض وكثرة الطلب، ونشاط الوسطاء والمضاربين، الذين يلهبون الأسعار، بمبرر ارتفاع كلفة الإنتاج، وغلاء سعر الكيلوغرام الواحد من الزيتون. وتمثل سلسلة الزيتون إحدى السلاسل الفلاحية المهمة، التي تنتشر في عشر جهات بالمملكة، إلا أن جهتي فاس-مكناس ومراكش-آسفي تضمان لوحدهما 54 في المائة من المساحات المغروسة بالزيتون. وسجلت أسعار الزيت ارتفاعا ملحوظا في مختلف المناطق، والمعاصر، لينتقل لهيبها إلى الزيوت التي تنتجها التعاونيات، والتي تسوق في المساحات الكبرى أو في مقرات التعاونيات والأسواق التضامنية، إذ بلغت اسعر بعض الأنواع 95 درهما للتر الواحد، بعد أن كانت في الموسم الماضي لا تتعدى خمسين درهما. وتلعب سلسلة الزيتون أدورا كبرى في نشاط سكان الوسط القروي، إذ تعتبر مصدرا لمناصب الشغل، بتوفيرها أزيد من 51 مليون يوم عمل في السنة، أي ما يعادل 13 في المائة من مجموع أيام العمل التي يوفرها القطاع الفلاحي. الكسـاد يضـرب معاصـر الشمـال تراجع المنتوج أدى إلى توقف بعض الوحدات وارتفاع سعر اللتر الواحد بـ 30 درهما دخلت معاصر دائرة العطالة، في عز مرحلة الإنتاج، فلم تفتح أبوابها لاستقبال أطنان الزيتون، التي كانت تفد عليها، لكي تستخرج منها زيت الزيتون . وضرب الكساد بعض المعاصر في أوج مرحلة الإنتاج، التي تنطلق في أكتوبر من كل عام، وتتواصل إلى غاية الأشهر الأولى من السنة الموالية. تعود أسباب تراجع إنتاج الزيتون إلى ضعف التساقطات، ما اضطر بعض أصحاب المعاصر بضواحي تطوان، إلى العزوف عن العمل، مفضلين عدم تحريك عجلة الإنتاج، لأن الاشتغال قد يكلف أصحابها مصاريف لا يستطيعون تغطيتها، في ظل عدم كفاية المنتوج الموجه لإنتاج زيت الزيتون. وخلال جولة بالمنطقة، نهاية الأسبوع الماضي، عاينت "الصباح" وضعية عدد من المعاصر المغلقة، مثل معصرة "الزينات"، في حين أن معصرة "بني حسان" التي تبعد عن تطوان بحوالي 30 كيلومترا، وبعد أن كانت تشتغل خلال الموسم الماضي بفوجين، الأول يشتغل نهارا، والثاني ليلا، حسب ما صرح به أحد الفلاحين بها، فإنها بالكاد تستطيع تشغيل فوج واحد، في ظل ضعف الإقبال وقلة منتوج الزيتون. وعزا مالك المعصرة في تصريح لـ "الصباح" الكساد الذي تعانيه المنشأة إلى "ضعف الإقبال على اقتناء الزيتون، الذي تضاعف ثمنه مقارنة مع السنة الماضية، بسبب قلة كميات المادة التي كان أصحابها يلجؤون إلى خدمات معصرة بني حسان، من أجل طحنها واستخراج الزيت البكر منها. وعند سؤاله عن السبب، لم يتردد لحظة في القول إن "قلة التساقطات المطرية، وضعف مياه الري، تعتبر من الأسباب وأوضح المصدر ذاته أن أثمنة زيت الزيتون عرفت ارتفاعا ملحوظا تراوح بين 25 و30 درهما للتر الواحد. بضواحي تطوان، أكد الحايك محمد رشيد، أمين مالية تعاونية "بني حزمار"، التابعة لقيادة بني قريش لـ "الصباح"، أن ضعف إنتاج الزيتون بلغ مستوى قياسيا، مشيرا إلى أن "التعاونية بعد أن تمكنت من جمع 998 طنا من الزيتون، خلال الفترة ذاتها من الموسم الماضي، لم تتمكن هذا الموسم من جمع سوى 168 طنا"، ذلك أن حجم التراجع في إنتاج الزيتون بالمنطقة فاق 800 طن مقارنة مع الفترة ذاتها من العام الماضي. وأضاف المتحدث ذاته أن التراجع في محصول الزيتون دفع المعصرة التي تستغلها التعاونية إلى تقليص فترات العمل، ذلك أن هذه المنشأة التي كانت تطحن كمية من الزيتون تتراوح ما بين 45 و50 طنا كل 24 ساعة، باتت في ظل تراجع الإنتاج "تنتظر مدة ثلاثة أيام حتى يتسنى لها تجميع كمية تتراوح ما بين 8 أو 9 أطنان لكي يشتغل محرك المعصرة، الذي لا يمكن أن يدور من أجل طحن أقل من هذه الكمية من الزيتون". وحسب معطيات رسمية توصلت بها "الصباح" من المديرية الإقليمية للفلاحة بتطوان، التي تشمل نفوذ إقليم تطوان وعمالة المضيق- الفنيدق، فإن "المساحة المغروسة من الزيتون تصل إلى 36 ألف هكتار، تبلغ منها مساحات الأشجار المنتجة للزيتون 22 ألف هكتار، تسجل مردودية سنوية من الزيتون تبلغ 0.8 طن في الهكتار الواحد، بينما تتراوح مردودية كل قنطار ما بين 15 و 18 لترا من الزيت". وتبعا للمعطيات الرسمية، فإن "أثمنة الزيتون تتراوح هذا الموسم ما بين 9 و10 دراهم للكيلوغرام الواحد"، فيما فاق سعر اللتر الواحد من زيت الزيتون 70 درهما". وعن سبب الارتفاع في ثمن زيت الزيتون، قال التاجر في حديث لـ"الصباح" إن "إنتاج الزيتون كان ضعيفا بدرجة كبيرة، مشيرا إلى أن إحدى الاستغلاليات الفلاحية المزروعة بقرابة 60 شجرة، لم يتعد إنتاج الزيتون بها 16 كيلوغراما"، مؤكدا أن "ضعف التساقطات المطرية الموسم الماضي، أثر بشكل كبير على منتوج الزيتون، خاصة الأشجار البورية". وأضاف التاجر أن المناطق التابعة لإقليم شفشاون، من قبيل بني أحمد، وبريكشة، باعتبارها مناطق منتجة للزيتون، تراجعت مردودية إنتاجها، الأمر الذي جعل ثمن الزيت يرتفع بحوالي 50 في المائة عن سعر العام الماضي. كلفة الجني ساهمت في ارتفاع الأسعار عرفت أسعار زيت الزيتون بإقليم وزان ارتفاعا ملحوظا منذ انطلاق موسم الجني، رغم توقعات بارتفاع إنتاج المغرب بنسبة 25 في المائة بنهاية 2022، وفق البيانات التي أصدرتها المفوضية الأوربية، والتي توقعت خلالها زيادة قدرها 40 ألف طن. وعرفت أثمان بيع زيت الزيتون بوزان، وفق مصادر محلية، زيادة تتراوح بين 15 درهما و25 في اللتر الواحد، مقارنة بالموسم الماضي، ليصل بذلك سعر هذه المادة إلى ما بين 65 و75 درهما للتر الواحد. وذكر بعض المستهلكين بوزان، الذين اعتادوا اقتناء كميات من الزيتون لاستخلاص الزيوت منها، أن ثمن الكيلوغرام من الزيتون عرف بدوره ارتفاعا فاق الضعف، إذ انتقل من 5 دراهم السنة الماضية، ليصل مع بداية هذا الموسم إلى 12 درهما. ويربط مهنيو القطاع الفلاحي الزيادات بارتفاع تكلفة اليد العاملة المكلفة بعملية الجني، إضافة إلى تأخر التساقطات، مشددين على أن الأسعار قد تعود للتراجع والانخفاض في حال هطول المطر. يوسف الجوهري (تطوان)

زيـت الزيتـون… الذهب الأخضر

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

أرباب المعاصر ببني ملال قلقون

سائق مخمور يدهس شرطيا

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات