هنا مراكش… هنا السينما العالمية

المهرجان الدولي للفيلم عاد بعد غياب اضطراري دام سنتين تتجه أنظار عشاق السينما العالمية، صوب مراكش، بعد انطلاق، فعاليات الدورة 19 للمهرجان الدولي للفيلم، مساء الجمعة الماضي، عقب غياب دام سنتين، بسبب جائحة فيروس كورونا. توقفت أنشطة المهرجان في تلك الفترة، لكنه عاد إلى الحياة ببرمجة مميزة ومتنوعة. فخلال حفل الافتتاح، حظي الممثل الهندي رانفير سينغ، بتكريم خاص. وخصصت الليلة الثانية من فعاليات المهرجان، مساء أول أمس (السبت)، للاحتفاء بالمخرج الأمريكي جيمس جراي، لتستمر، اليوم (الاثنين)، الفعاليات بعرض مجموعة من الأفلام، ضمن المسابقة الرسمية، وأخرى خارجها. إنجاز: إيمان رضيف ـ تصوير: عبدالمجيد بزيوات (موفدا «الصباح» إلى مراكش) السجادة الحمراء... رقص وغناء وأزياء الهندي رانفير سينغ أنعش أجواء الافتتاح بحضور فنانين مغاربة وأجانب توقفت الحياة، بعد إعلان حالة الطوارئ الصحية بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد، وغابت المهرجانات والجمهور، وكان المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، من أهم التظاهرات التي اضطرت إلى توقيف أنشطتها بسبب جائحة حالت دون تنظيم نسخة جديدة. لكن بعد العسر، جاء الفرج، وعادت الحياة إلى المهرجان، وعاد عشاق السينما من المغرب وخارجه، إلى قصر المؤتمرات لاكتشاف ومشاهدة أحدث وأهم الأفلام. استعدت مراكش، منذ أسابيع، للحظة مرور أشهر الأسماء السينمائية، على السجادة الحمراء للمهرجان الدولي للفيلم في دورته الجديدة. فقد كان الجمهور، مساء الجمعة الماضي، وقبل ساعات من انطلاق فعاليات المهرجان، في الموعد، وحضر لمشاهدة نجوم المهرجان، عن قرب واستقبالهم، وهي الأجواء التي تميز هذا المهرجان. ففي حدود السادسة والنصف مساء، الجمعة الماضي، بدأ نجوم المهرجان يتوافدون على قصر المؤتمرات، والوقوف أمام عدسات كاميرات المصورين الصحافيين، علما أن الكثير منهم لم يتردد في الادلاء بتصريحات لبعض المنابر الإعلامية، حول عودة المهرجان، وتفاصيل إطلالتهم. فمن بين أول الذين حضروا إلى حفل الافتتاح، الممثلة سارة برليس، التي وقفت بفستانها الرمادي، دقائق طويلة، أمام عدسات الكاميرات تلتقط الصور وتتحدث عن فستانها الذي تصل قيمته 30 مليون سنتيم، حسب تأكيدها، ليصل إلى المكان المخرج حسن بنجلون، ثم الممثل عز العرب العربي. وتضم لائحة الفنانين المغاربة الذين مروا على السجادة الحمراء للمهرجان، عبد الله فركوس وماجدولين الادريسي وفرح الفاسي وزوجها عمر لطفي، إلى جانب محمد الجم وكوثر بودراجة، والممثلة الشابة سلمى صلاح الدين، بالإضافة إلى التوأم كليلة ودمنة بونعيلات، وعزيز داداس، وياسين فنان ونفيسة بنشهيدة وفهد بنشمسي وآخرين. لكن وصول الممثل الهندي إلى قصر المؤتمرات، زاد من حماس الجمهور، سيما أنه اختار أن يرقص ويغني على إيقاع إحدى أشهر أغانيه، فوق السجادة الحمراء، وحرص على الاقتراب من الجمهور الذي استقبله بحرارة كبيرة. وعرف حفل الافتتاح تكريم رانفير سينغ، بالنجمة الذهبية للمهرجان، تقديرا لمساره الفني، الذي بصم خلاله عالم بوليود بأعمال اكتست صبغة عالمية. وأعرب سينغ، على هامش افتتاح المهرجان، عن سعادته البالغة بتكريمه في عاصمة النخيل للمرة الأولى اعترافا له بمسيرته الفنية، قبل أن يضيف أنه ممتن للجمهور المغربي على حفاوة الاستقبال والحب الذي تلقاه منه فور مروره على السجادة الحمراء. وانتقل نجم بوليود ذاته، بعد حصوله على النجمة الذهبية، إلى ساحة جامع الفنا، للقاء جمهور كان ينتظره منذ ساعات، فألهب حماس عشاقه وغنى مقاطع غنائية راقصة من أفلامه المشهورة، تجاوب معها الجمهور الحاضر بشكل كبير، قبل أن ينتقل للحديث عن فيلمه «باجيراو ماستاني» الذي تم عرضه مباشرة بعد التكريم. سورنتينو: سعيد بالعودة إلى المغرب قال باولو سورنتينو، رئيس لجنة تحكيم الدورة 19 ، إنه يشعر بالفرحة والتأثر وهو يعود من جديد إلى مراكش، «مدينة يشعر بأنها جزء من بلده ومكان يصعب تركه بسهولة». وأضاف سورنتينو في كلمة له، خلال حفل الافتتاح، أن المهرجان الدولي للفيلم بمراكش يعود بعد سنتين عاش فيهما العالم أحداثا غير متوقعة، غيرت أسلوب حياة الكثيرين، قبل أن يضيف «شيء جميل أن نلتقي هنا مجددا في هذا المكان الرائع، ونعود للاهتمام عن قرب بالأفلام، التي تحرك مشاعرنا، وتثير ضحكنا وتدفعنا إلى الحلم والتفكير». احتفاء بالراحلين اختارت إدارة المهرجان، في خطوة مفاجئة، تكريم مجموعة من الأسماء التي غادرتنا أخيرا. وبث خلال الحفل الافتتاحي، شريط فيديو يتضمن صور الراحلين عن عالمنا، ويتعلق الأمر بنورالدين الصايل، وعبدالعظيم الشناوي وثريا جبران وعزيز الفاضلي، وعزيز سعد الله وأنور الجندي ومحمد إسماعيل ونورالدين بكر وعبداللطيف هلال وفاطمة جوطان ورشيدة الحراق. ومن بين الذين اختارت إدارة المهرجان تكريمهم في ليلة الافتتاح، عبد اللطيف هلال، وفاطمة الركراكي، وعبد الجبار الوزير، وحمادي التونسي، بالإضافة إلى أسماء أخرى، علما أن الفيديو عرض على إيقاع موسيقي بيانو من أداء مروان بن عبد الله. ميليتا: علاقة المهرجان بالسينما الهندية قديمة قالت إنها كانت تجهل تفاصيلها واضطرت إلى مشاهدة أفلام بوليود بعدما اختير تكريمها في 2012 ذكرت ميليتا توسكان دوبلانتي، مستشارة رئيس المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، بالعلاقة التي تربط المهرجان، بالسينما الهندية، مشيرة إلى أنه في الوقت الذي كانت فيه بصدد التحضير للدورة الأولى من المهرجان، خلال 2001، كانت تجهل تفاصيل السينما الهندية وأضافت ميليتا في كلمة لها خلال حفل الافتتاح، أنه خلال 2002، طلب منها تكريم الممثل الهندي أمير خان، وتقديم فيلمه «لاكان»، قبل أن تضيف «كانت دهشتنا كبيرة، إذ حضر جمهور غفير لاستقبال الممثل الهندي، واكتشفنا حجم الشعبية التي يحظى بها من قبل المغاربة»، حسب تعبيرها. وتابعت توسكان دوبلانتي، حديثها بالقول «في سنة 2003، تم تكريم أميتاب باشان، بالنجمة الذهبية، كما تم تكريم، بعد سنة، الممثلة أشواريا راي، ثم تكريم شوبرا خلال 2005»، مضيفة أنه خلال 2011، جاء دور شاروخان ليحظى بتكريم في إطار فعاليات المهرجان «أثار حضوره حماس جمهور ساحة جامع الفنا". وفي سياق حديثها عن علاقة المهرجان بالسينما الهندية، قالت توسكان دوبلانتي، إنه خلال 2012، اختيرت السينما الهندية لتحظى بتكريم خاص «حينها اضطررت إلى قضاء الكثير من الوقت في بومباي، ومشاهدة العديد من الأفلام والتعرف عن قرب على هذا العالم الرائع، والفنانين الذين يشبهون الآلهة في بلدهم الكبير، وبالتالي فهم طريقتهم في العمل". وكشفت المتحدثة ذاتها في كلمتها، أنه في 2013، افتتح المهرجان فعالياته بعرض فيلم «رام ليلا» للمخرج سانجاي ليلا بهنسالي بحضور دييبيكا بادوكون «في 2019 حظيت بريانكا شوبرا، بتكريم خاص على خشبة ساحة جامع الفنا وكانت الأجواء استثنائية. ووصفت ميليتا توسكان دوبلانتيي ، الممثل رانفير سينغ بـ»النجم صاحب الشخصية القوية والمتميزة، له عشرون فيلما في عشرية واحدة، مساهما بذلك في تغيير السينما الهندية الشعبية برمتها»، مشيرة إلى أنه بعد أن «كون نفسه بنفسه، أصبح رمزا من الرموز الأكثر شعبية بالهند وشخصية تخطت شهرتها الحدود». وأضافت أن «جزءا كبيرا من شخصيته كممثل صقلها أمام المخرج الكبير سانجاي ليلا بهنسالي مخرج فيلم (ديفداس) الشهير، الذي من خلال ثلاثة أفلام جعل منه نجما في عالم السينما». جراي: النجمة الذهبية شرف عظيم استمرت فعاليات الدورة 19 للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، مساء أول أمس (السبت)، بتكريم المخرج جيمس جراي. وقال جراي، خلال حفل تكريمه المنظم بقصر المؤتمرات، إن النجمة الذهبية للمهرجان، شرف عظيم، قبل أن يعبر عن توتره بسبب التكريم، سيما أنه سيتسلم درعا من يد الممثلة ماريون كوتيار، التي يكن لها كل الاحترام والتقدير. وأضاف في كلمته، أن المغرب له مكانة خاصة في قلبه، إذ قام بزيارته أكثر من مرة رفقة عائلته، وفي كل مرة يتأثر بحرارة الاستقبال التي يحظى بها هنا وإنسانية المغاربة الراقية. وتابع حديثه بالقول إنه عندما تكلف برئاسة لجنة تحكيم المسابقة الرسمية للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش خلال 2018، شعر بالفخر وأيضا بالأمل بشأن السينما، مسترسلا «شاهدت العديد من الأفلام وأحببتها كثيرا، ومررنا بأوقات عصيبة خلال السنوات الأخيرة، لذلك أود أن أذكر جميع السينمائيين الكبار وأقول لهم، نحن في أمس الحاجة لكم، ولنتذكر أن أول فيلم بالصوت صدر خلال 1927، وخلال سنوات قليلة، أبدعت الإنسانية، سيلا من الروائع السينمائية، هذا يدل على أن أرواحنا كانت تتوق طيلة الوقت ومنذ البداية للسينما». وأوضح المتحدث ذاته في كلمته «السينما قريبة من أحلامنا، نحن في حاجة للسينما ولكم أيضا أنتم أيها الفنانون، لأنكم تفتحون أعيننا وترفعون من معنوياتنا من حيث لا ندري، وتهبون حياتكم لأرقى الفنون التي عرفتها الإنسانية، لا تتوقفوا أبدا». كواليس الشوبي لم يتردد الممثل محمد الشوبي، الذي حضر فعاليات افتتاح المهرجان، مرتديا ملابس تقليدية، في معانقة الممثل الهندي في الوقت الذي كان يحيي فيه جمهور المهرجان، قبل وصوله إلى السجادة الحمراء، إذ ظل الشوبي واقفا خلفه، حتى التفت إليه وعانقه بحرارة, وهو ما أثار انتباه الكثيرين. القفطان كان القفطان المغربي، خلال افتتاح المهرجان، أبرز الغائبين عن التظاهرة، إذ لم يكن اختيار الكثير من الفنانات اللواتي مررن فوق السجادة الحمراء، علما أن اللواتي حرصن على ارتدائه، لم يكن اختيارهن موفقا واعتمدن على تصاميم «قديمة». الجم حظي الفنان محمد الجم، بترحيب كبير خلال مروره على السجادة الحمراء للمهرجان، إذ سارع الكثيرون إلى التقاط الصور معه، ووجد صعوبة في مغادرة المكان، دون تدخل رجال الأمن الخاص. فنانون متأخرون تأخر عدد من الفنانين في الوصول إلى قصر المؤتمرات، وفوجئوا بمغادرة المصورين المكان، ليضطروا إلى المرور على السجادة الحمراء للمهرجان دون التقاط الصور واجراء الحوارات الصحافية، وهو ما أغضب بعضهم.

هنا مراكش… هنا السينما العالمية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"مغتصب معاقة" يرتكب جريمة قتل

الدروة... تنمية في مهب الريح

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات