معرض فردي للفنانة التشكيلية بمسرح محمد الخامس يحتضن بهو المسرح الوطني محمد الخامس بالرباط، غدا (الخميس) افتتاح معرض فردي تشكيلي للفنانة كاميليا الزرقاني، بمناسبة ذكرى عيد المسيرة. وتقدم الزرقاني في المعرض الذي يستمر إلى غاية 10 نونبر الجاري، ما يقارب ثلاثين لوحة فنية أنجزتها خلال السنوات الأخيرة، وواصلت فيها الاشتغال على تيمات متنوعة، تنصب بالأساس حول استعادة مشاهد من الحياة في الحواضر العتيقة، أو في البادية والصحراء، والتقاط جوانب خصوصية الحضارة المغربية من خلال الأزياء والوجوه والعمارة وغيرها. ويتراوح أسلوب الزرقاني في لوحاتها ما بين الواقعية والميل إلى التجريد في بعض الأحيان مع بعض اللمسات الانطباعية، فضلا عن تنويع مواضيع الاشتغال برؤية تتقاطع فيها مع تجارب استشراقية لرسامين من الغرب، افتتنوا بمظاهر الحياة المغربية، لكن الافتتان يمكن أن يكون أيضا بعيون وريشات مغربية. ويرى الناقد عزيز الصبار، في ورقة سابقة عن أعمال الزرقاني، بأن لمستها "متشبعة بخلفية الانتماء المكاني والمزيج الأندلسي، إذ تركز في إبداعاتها على الموضوعية وجعلت المنطق الموضوعي أكثر أهمية من الذات، وهذه سمات الحركة الواقعية". ويضيف الصبار أن "رسم الواقع كما هو دون زيادة أو نقصان يراه المتلقي في الطبيعة بكل صدق، وبالتالي تجردت الزرقاني من ذاتها لتمرير خطاب تواصلي مرن يثير فينا أحاسيس ومشاعر هي في الحقيقة منا، وذلك بسعيها تجسيد الواقع حيث المنطلق فالهاجس ثم الاختمار". ويتابع المتحدث نفسه أن "كاميليا الزرقاني ،شاعرة ألوان، أما الأشكال في أعمالها فوسيلة تعبير لا تحيد عن منطق التعبير عن محيطها في تعريه و صفاء ملامحه وبحث مستمر للوصول إلى الكمال رؤية و منهاجا في التزام تام منبثق من عمق مواضيعها". وتوقف الصبار عند إحدى اللوحات بعنوان "راقصة الفلامنجو" "اعتمدت فيها تقنية الكولاج بإدخال اكسسوارات على الموضوع أكسبتها واقعية و حميمية أكثر، فترجمت، بالتالي، واقعية مفرطة في حدتها بدءا من الحركة مرورا بالضوء، الذي يخفت كلما تراجعنا إلى الخلف، لتتقهقر الألوان وتترك مكانها للمسات لونية قاتمة تعبر بقوة وجرأة عن تغلغل الواقع الموضوعي في أعماقه مما أكسب اللوحة دلالات جديدة تجعل المتلقي مشدودا إليها". وجدير بالإشارة إلى أن كاميليا الزرقاني، التي تتحدر من وزان، سبق أن شاركت في العديد من المعارض الفردية والجماعية بالرباط والبيضاء، كما قدمت لوحاتها في معارض افتراضية دولية. عزيز المجدوب