الأعلاف سبب أزمة الحليب واللحوم

خفضت الإنتاج بـ 50 في المائة ونتج عنها إجهاض الأبقار ومرضها في وقت تستعد فيه وزارة الفلاحة لتوزيع دفعة جديدة من الأعلاف على الفلاحين من منتجي اللحوم الحمراء والحليب، تمرد الفلاحون على جودة الأعلاف المدعمة من قبل الدولة، بعد أن سببت لهم خسائر فادحة، إذ أدت إلى انخفاض كبير في إنتاج الحليب والعجول يقدر بـ 50 في المائة، وإجهاض الأبقار ومرضها، وعجزها عن الحمل مجددا رغم تلقيحها مرات عديدة. وحصلت «الصباح» على معطيات دقيقة من رؤساء تعاونيات إنتاج الحليب والمنتجات الفلاحية، بمختلف مدن المملكة، والتي نسبت جميعها أزمة الحليب واللحوم الحمراء، وتراجع مقلق في عدد العجول المنتجة سنويا، إلى الأعلاف المدعمة من قبل الدولة، واتهام الجهة الموزعة للأعلاف في إطار صفقة مع الدولة، بأنها تقتني منتوجات ضعيفة الجودة ومغشوشة، أدت إلى آثار سلبية غير مسبوقة على قطيع الأبقار. وحسب المصدر ذاته، فإن العلف الذي تقدمه الدولة، والذي يتدخل فيه مكتب الحبوب، لا يفرض على الشركة توزيع نوعية جيدة منه، والذي يحتوي على القمح الطري و»الجلبانة» والصوجا، بل تقتني نوعية هجينة، وبعضها يتوفر على مواد كيماوية، وما يهمها فقط أن تشتمل على نسبة 17 في المائة من البروتين، علما أن الشركة تدعي أن كيلوغراما واحدا من العلف ينتج 2.5 لتر من الحليب، لكن في الواقع العلف المدعم لا ينتج حتى لترا واحدا. ويستعد الفلاحون ومنتجو الحليب واللحوم، إلى مقاطعة هذه الأعلاف لأنهم خائفون من تسببها في انقراض قطيعهم، إذ قرر عدد من رؤساء التعاونيات مقاطعة الأعلاف المدعمة، والتي تباع بـ 2.80 درهم للكيلوغرام الواحد، بعدما يئسوا من مراسلة وزارة الفلاحة ومكتب الحبوب بخصوص جودة الأعلاف، كما أنهم يستعدون لإجراء خبرة وتحاليل على تلك الأعلاف، والاستعانة بمختبرات أوربية، مهددين بمقاضاة الشركة الموزعة للأعلاف. وحسب معطيات «الصباح»، فإن بعض الفلاحين لاحظوا تغييرا في سلوك قطيعهم، إذ أن بعض الأبقار توقفت عن إنتاج الحليب، وبعضها أجهض، والبعض الآخر عاجز عن الحمل رغم تلقيحه مرات عديدة، ما أثار حفيظة الفلاحين، وقرروا مقاطعة الأعلاف. وفي السياق ذاته، توصلت بعض الأحزاب بشكايات الفلاحين بشأن الأعلاف، إذ تقدم الفريق الاستقلالي بسؤال كتابي لوزير الفلاحة، يقول فيه «يستفاد من مضامين الشكايات التي توصلنا بها، من قبل العديد من الكسابة والفلاحين، أن الاعلاف المدعومة من قبل الدولة في إطار البرنامج الاستعجالي الذي أطلقته الحكومة للحد من آثار الجفاف، وإنقاذ رؤوس الماشية تتسم بضعف شديد في جودتها وبالتالي انعكاسها السلبي على مردودية وإنتاجية الأبقار الحلوب، حيث تراجعت معدلات كميات الحليب التي تنتجها». وأضاف الفريق العضو في الأغلبية أن الانخفاض الحاد في إنتاج الحليب، يرجع حسب المصادر ذاتها، إلى طبيعة ونوعية المنتجات العلفية ومكوناتها، التي تم تكليف شركة معروفة في هذا المجال بعملية توزيعها وبيعها للفلاحين والكسابة. وأشار الفريق إلى تراجع الإنتاج اليومي للحليب لدى بعض الفلاحين على سبيل المثال بـ700 لتر، مما كبدهم خسائر تناهز 2975 درهما يوميا، مشيرا إلى أنهم يشعرون باستياء عميق إزاء هذه التلاعبات، التي قد تطول صنع وتركيبة هذه الأعلاف، والتي لم تحترم في إنتاجها أيا من الضمانات التي جاءت بها الحكومة ليصل دعم 10 ملايين درهم الى الفلاحين بشفافية. عصام الناصيري

الأعلاف سبب أزمة الحليب واللحوم

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

مرصد الأغنية يرفض الهيمنة السياسية

ضعاف المناعة مهددون بالإنعاش

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات