يسود غضب كبير في أوساط مربي النحل بالمغرب، بسبب أموال الدعم المقدمة من قبل الدولة، لمساعدة هذه الفئة على تعويض خسائرها الفادحة، التي سجلت الموسم الماضي، إذ تبين لبعض الهيآت أن لوائح الاستفادة ضمت أشخاصا غير معنيين، مبرزة أن هناك غشا وتدليسا وتحايلا، سببه المشرفون على تسجيل أسماء المتضررين. وقال اتحاد مربي النحل بالمغرب، في رسالة تنبيه إلى وزير الفلاحة ووزيرة الاقتصاد والمالية، "نريد أن نعرف الطريقة التي ستتبع في إعمار خلايا المتضررين، لأن ما جاء في إحصائيات ما يسمى "فيماب" (الفدرالية البيومهنية المغربية لتربية النحل)، ليس صحيحا إطلاقا، فأغلب المسجلين لديها ليسوا نحالين، وبعضهم لم ينفق لهم النحل، أو لا يملكونه بالمرة، وقام هذا التنظيم بتسجيلهم ضمن المتضررين، بما يعتبر غشا وتدليسا وتحايلا للاستفادة من أموال الدولة المخصصة لدعم قطاع تربية النحل بالمغرب، وإننا ندعو إلى فتح تحقيق في الموضوع". ودعا الاتحاد إلى مراجعة لوائح المستفيدين، والضرب بيد من حديد على كل متلاعب في المال العام أيا كانت صفته. وفي السياق ذاته قال محمد الميلودي ستيتو، المنسق الوطني للتنظيمات المهنية لمربي النحل بالمغرب، "نحن في التنسيقية الوطنية للتنظيمات المهنية بالمغرب، نستغرب ونشجب ما جاء في تصريح الوزير الناطق الرسمي باسم الحكومة من كلام لا يمت لواقع تربية النحل بالمغرب بصلة، إذ صرح بقرب انطلاق حملة وطنية لمكافحة الفاروا، مع العلم أن هذه الحملة انطلقت فعلا منذ أزيد من ثلاثة أسابيع، بناء على مذكرة أصدرتها مديرية تنمية سلاسل الانتاج التابعة لوزارة الفلاحة". وأضاف المتحدث ذاته، أنه سرعان ما تم وقف هذه العملية، نظرا للتخبط العشوائي الحاصل مابين مديرية سلاسل الانتاج والمكتب الوطني للسلامة الصحية من جهة، وما يسمى "فيماب" من جهة أخرى، بسبب عدم ضبط العدد الإجمالي لخلايا النحل الموجودة على أرض الواقع، إذ ذكر الوزير 900 ألف خلية، أما مديرية سلاسل الإنتاج فحسب آخر تسجيل قامت به الشهر الماضي حددت الرقم في 1699196 خلية، مع العلم أن الإحصائيات الرسمية لوزارة الفلاحة سنة 2019 حصرت عدد خلايا النحل العصرية في 640 ألف خلية. وتساءل ستيتو "كيف ستتم معالجة هذه الخلايا بهذا الشكل، وعلى أي معطى سيعتمدون، وللعلم فإن أكثر من 70 في المائة من خلايا النحل ضاعت بسبب المرض الفتاك، فعن أي علاج نتحدث في غياب معطيات دقيقة، والكارثة الكبرى أن وزارة الفلاحة ستقوم بتوزيع الدواء الكيمياوي نفسه للسنة الثالثة على التوالي، خاصة أن طفيلي "الفاروا" يشكل مقاومة لمادته الفعالة الفلوفالينات، والمفارقة العجيبة هو أن المكتب الوطني للسلامة الصحية وكل طاقمها من خبراء و دكاترة بيطريين، يعلمون أن استعمال هذا الدواء كل سنة يولد مقاومة لدى هذه القرديات، علما أنه أصبح محظورا في الدول الأوربية". عصام الناصيري