معارض دولية لتهريب الذهب

عارضون يقدمون تسهيلات وإغراءات للمتورطين وشبكات تتولى إدخاله إلى المغرب سرا استغلت شبكات انعقاد معارض للذهب، خصوصا بإيطاليا وتركيا، لعقد صفقات مشبوهة لإغراق السوق المغربية بكميات كبيرة من الذهب المهرب، تقدر قيمتها بالملايير، ما تسبب في حرمان الدولة من مبالغ مالية مهمة وانتشار العطالة في صفوف حرفيي هذا القطاع. وحسب مصادر "الصباح"، فإن إنزالا كبير شهده معرضان دوليان للذهب، الأول عقد بإيطاليا ما بين 9 شتنبر الماضي و13 منه، والثاني بتركيا انطلقت فعالياته في 9 أكتوبر الجاري لمدة أسبوع، مشيرة إلى أن الحضور لهذه المعارض لم يعد الهدف منه الاطلاع على آخر المنتوجات في هذا القطاع وطريقة صناعتها وتزيينها، وعقد صفقات لإدخالها إلى المغرب بطريقة قانونية، بل صارت قبلة لدى البعض لإنجاز صفقات سرية لاقتناء كميات مهمة من الذهب، على أن تتولى شبكات متخصصة تسليمها لهم بالمغرب بعد إدخالها سرا. وأوضحت المصادر أن بعض العارضين الدوليين كان لهم دور كبير في الأمر، إذ بحكم المنافسة والبحث عن زبناء جدد للرفع من مبيعاتهم، يقدمون عروضا مغرية للمتورطين، منها اختيار المنتوجات بكل حرية وبأسعار تفضيلية، مع وعود بتسليمها لهم بالمغرب، دون علم الجمارك وباقي المؤسسات المالية، ومن أجل كسب ثقة المتعاملين معهم، يقترحون عليهم أن يكون أداء الثمن كاملا لحظة تسلمهم المنتوجات بالمغرب، على نقيض ما كان في السابق، حيث كان على مهنيي الذهب تسديد الثمن أولا قبل تسلم أي منتوج. وأوضحت المصادر أن مهمة إدخال الذهب إلى المغرب تتولاه شبكة متخصصة، لها امتداد دولي ووطني وعلى علاقات مع نافذين يقدمون لأفرادها الحماية والتدخل عبر التلاعب بالقانون لإسقاط المتابعة عنهم، مشيرة إلى أن الأموال المتحصل عليها بالمغرب من الفاعلين في قطاع الذهب المتورطين، يتم تهريبها إلى الخارج، أو تبييضها في مشاريع تجارية أو عبر شراء عقارات. وشددت المصادر على أن تهريب الذهب إلى المغرب، لا يقتصر على فترة انعقاد المعارض الدولية، بل يستمر طيلة السنة، بحكم أن المعارض ليست لدى المتورطين، سوى مناسبة للبحث عن زبناء جدد، إذ يظل إبرام الصفقات وعمليات التهريب متواصلة بين الطرفين. وتسببت عمليات التهريب في خسائر كبيرة للدولة، إذ تحرم من رسوم جمركية وضريبية تقدر بمئات الملايين، كما حرمت العديد من الحرفيين من فرص الشغل، بحكم أن بعض المنتجات المهربة، أغلبها مصنع ويعرض مباشرة للبيع في غياب مراقبة السلطات المختصة، ما تسبب في المزيد من الكساد في قطاع الذهب ومعاناة العاملين فيه. مصطفى لطفي

معارض دولية لتهريب الذهب

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

نصف الثروة بيد المقاولات الكبرى

دور السنديك في مسطرة التصفية

مقالات ذات صلة