fbpx
خاص

الصافي: رقم أخضر يربطني بالسكان

رئيسة الحوزية قالت إن تجربتها بالقطاع الخاص ساعدتها في حسن تدبير شؤون الجماعة

بنهاية شتنبر الماضي، تكون هاجر الصافي (28 سنة)، أكملت عاما كاملا على ترؤسها الجماعة الترابية للحوزية، خلفا لوالدها المرحوم المصطفى الصافي، الذي كان يستعد لخوض غمار استحقاقات 8 شتنبر 2021، قبل أن يسلم الروح إلى خالقه متأثرا بوباء كورونا.
هي تجربة لم تكن تدور بخلدها، بل رفضتها مرارا، قبل أن ترضخ لرغبة القبيلة، مواصلة تسيير آل الصافي لهذه الجماعة الواعدة منذ أكتوبر 1992. تحدثت هاجر عن ظروف الترشيح وتسييرها للجماعة، موظفة تجربتها في القطاع الخاص، وعن أولوياتها وعلاقتها بالمعارضة والمجتمع المدني وطموحاتها ضمن الجيل الجديد المسير للجماعات الترابية بالإقليم، وتطرقت لأمور أخرى نتابعها في هذه الورقة.

عبد الله غيتومي (الجديدة)

لبيت رغبة القبيلة

صرحت هاجر الصافي أنها جاءت إلى عالم السياسة بإلحاح من السكان. وقالت في هذا الصدد “لقد حاول والدي مرارا إقناعي بالترشح، لكنني كنت دائما أواجهه بالرفض، لأنني كنت، ومنذ صغري، أعايش اللحظات الصعبة للوالد إبان الحملات الانتخابية طيلة 30 سنة، وتدبير صراعاته مع المعارضة، وهي أمور كنت أتفادى أن أعيشها يوما، فضلا عن أني أشتغل بالقطاع الخاص، وأنا بصدد تهييء الدكتوراه. كل ذلك جعلني لا أنصاع لرغبة الوالد، منذ بلغت السن القانوني للترشح، لكن قدرة الله كانت فوق كل شيء، إذ شاءت الصدف أن يرحل الوالد متأثرا بوباء كورونا، قبل خمسة أيام من محطة 8 شتنبر 2021، وبإلحاح شديد من القبيلة، ركبت التحدي فقط من أجل كسب العضوية.

صغر سني أوصلني للرئاسة

استطردت هاجر الصافي: “لقد نجح أخي الأكبر مني سنا هو الآخر في الانتخابات، وأعلن منذ البداية نيته في خلافة الوالد، وحصل معسكرنا بلواء التجمع على 12 مقعدا، عززناه بعضوين من الاتحاد الاشتراكي والاتحاد الدستوري، وحصل التساوي مع المعارضة التي حصلت على 15 مقعدا كذلك، وكانت تمتلك عضوا صغير السن، ما يؤهلها لسحب الرئاسة منا، وبحكم أنني كنت الأصغر سنا ضمن مجموعة الثلاثين برمتها، لم يكن هناك بد أمام أخي من التراجع، وتقديمي مرشحة الرئاسة، وبكل صراحة أعتقد أن أخي تراجع عن حلم الرئاسة لصالحي، وكان هذا القرار يريحه كثيرا بسبب انشغالاته، مديرا في أحد المنتجعات السياحية الكبيرة بالجديدة”.

لم يتفاعل معي المجتمع الذكوري في البداية


أكدت هاجر الصافي أنها كانت واعية بحجم الصعوبات التي قد تأتيها من المجتمع الذكوري، وأضافت، متحدثة إلى “الصباح”، “بطبيعة الحال لقد اعتاد سكان جماعة الحوزية الذين يبلغ عددهم، حسب الإحصاء الأخير ما يناهز 28 ألف نسمة، على تسيير الوالد منذ ما يزيد عن 30 سنة، وكان من الصعب أن يثقوا في وأنا الوافدة الجديدة على عالم السياسة، ولكن كنت متيقنة أن تجربتي في القطاع الخاص إطارا في إحدى الشركات بالبيضاء، ستسعفني بسرعة في كسب موطئ قدم وسط السكان، وإقناع المجتمع الذكوري بأن بلادنا قطعت شوطا هاما مع المناصفة ومقاربة النوع. لكن بسرعة، وقع التجاوب بيني وبين موظفي وأطر الجماعة، ومرد ذلك بالأساس إلى أنهم يعرفونني منذ نعومة أظافري وأعرفهم جيدا في التسيير إلى جانب الوالد، واليوم بعد مرور سنة، نجحت في تذويب النظرة الدونية تجاه المرأة، التي لها من المؤهلات ما يمكنها من تدبير أمور الشأن الجماعي بكل الفعالية الممكنة”.

صون الزمن الجماعي أهم أولوياتي

لم تتردد رئيسة جماعة الحوزية في التصريح بأنها ليست أبدا طيعة عندما يتعلق الأمر بصون الزمن الجماعي من الهدر. واسترسلت في حديثها لـ “الصباح”، “مباشرة بعد تقلدي مهام الرئاسة كنت أستشعر جسامة المسؤوليات الملقاة على عاتقي وضمنها، خلق النظام الضروري في التسيير اليومي للجماعة، من قناعاتي أن لا مكان لأي موظف لا يتفانى معنا طيلة ولايتي، في القيام بالمهام الموكولة إليه خدمة لسكان الحوزية. وأظن أن وجودي بالجماعة يوميا ابتداء من التاسعة، لم يزعجني طبعا لأنني تعلمت في القطاع الخاص احترام الوقت وسهر الليالي لإنجاز ما هو منوط بي من ملفات، ولا أخفيكم سرا أن البعض تضايق من إصراري المتواصل على صون الزمن الجماعي، ولكن أرددها مرة أخرى أنه لا مكان لأي متكاسل معي، وأود أن أثمن غاليا التفاني الكبير لأطر وموظفي الجماعة والعمال، على انسجامهم الكبير مع طريقتي في العمل، وهو ما يعود اليوم بآثار إيجابية على سكان الجماعة الذين يقضون أغراضهم في آجال معقولة”.

عمل متواصل لتجاوز مخلفات كورونا

لم تخف هاجر الصافي بأن البعض يعتقد خطأ بأن جماعة الحوزية تعد من أغنى جماعات إقليم الجديدة، وصرحت بهذا الخصوص “نحن اليوم في المجلس الجماعي ندبر الصعوبات المالية التي خلفتها جائحة كورونا، فمن أصل المداخيل التي كنا نحققها سنويا قبل الوباء، والتي كانت تصل إلى 60 مليون درهم، اليوم لا نحقق سوى 22 مليون درهم، وهذا مرده بالأساس إلى أن مداخيلنا المالية مبنية كلها على وجيبات نستخلصها من المؤسسات السياحية، وأنتم تعلمون الكساد الذي حل بالقطاع السياحي خلال فترة الطوارئ الصحية. وكان لا بد، على خلفية ذلك، من إلغاء بعض من المبرمج في حدود 8 ملايين درهم، وذلك لإحداث التوازن الضروري في الميزانية.
وواصلت الرئيسة “إن جائحة كورونا لقنتنا درسا هاما، وهو أن ننوع أنشطة الجماعة حتى تكون لنا مصادر دخل متعددة، لأن التعويل على مصدر واحد يعتبر مخاطرة غير محمودة العواقب، ولذلك نفكر اليوم في شراكة مع الجماعة المجاورة أولاد رحمون لإنشاء سوق أسبوعي قريب من أزمور كذلك، وفي حي صناعي لأنشطة من الدرجة الثالثة لتجميع الحرفيين والصناع”.

التعليم والصحة والطرق أهم المقاصد

يظل الهاجس الاجتماعي وتجويد البنية التحتية أهم مقاصد الولاية الانتخابية التي تقودها هاجر الصافي، التي لم تتردد في القول إنه “لا أحد ينكر أن المجالس المتعاقبة على الحوزية حققت مجموعة من المكتسبات لفائدة السكان، ولكن تبقى انتظاراتهم مشروعة في المزيد من المشاريع التي تهم التعليم والصحة والطرق، وفي هذا الاتجاه، وضعنا رهن إشارة المديرية الإقليمية للتعليم، وعاء عقاريا مع غلاف مالي قدره 5 ملايين درهم لبناء مدرسة ابتدائية وثانوية إعدادية وثانوية تأهيلية، للرفع من جودة العرض التربوي بالجماعة، كما أننا وضعنا رهن إشارة المندوبية الإقليمية للصحة، بناية نأمل أن تواكبنا في تجهيزها، بالشكل الذي يرفع من منسوب الخدمات العلاجية المقدمة لسكان الجماعة”.
واستطردت رئيسة الجماعة مؤكدة أن المجال الترابي للحوزية، بحاجة كبيرة لمشاريع تهم الطرق، بغرض فتح الجماعة على محيطها من جميع الواجهات، وفك العزلة عن عموم السكان، مشيرة في الوقت ذاته إلى وجود مجموعة من الدراسات لربط ثلاثة دواوير بالماء الشروب.

المرأة الحوزية في وجداني

“لأنني امرأة ولأول مرة تكون فيها رئاسة جماعة الحوزية بثاء التأنيث، فإنني أولي أهمية لمشاريع بطابع نسائي، يمكن أن تكون مدرة للدخل ووسيلة لتحسين المعيش اليومي للمرأة القروية التي تحتاج فعلا إلى إرادة سياسية قوية، لإدماجها ضمن البرامج الحكومية التنموية”.

لدينا مشاكل مع المياه والغابات

توقفت هاجر الصافي طويلا عند علاقة الجماعة مع إدارة المياه والغابات، بحكم أن الحوزية بها مجال غابوي كبير، وكشفت أن صبيب التواصل مع القيمين على الشأن الغابوي بالجديدة، وأيضا بالمصالح المركزية، ضعيف جدا، وهو ما ترجمته بالقول “لنا مشاكل متعددة مع المياه والغابات بخصوص عقد الاحتلال المؤقت، الذي بمقتضاه كانت الجماعة تستغل قرابة 5 هكتارات في وقت سابق، وعليها أقامت خمسين سكنية للاصطياف، كانت تشكل مداخيل إضافية لها. وبعد مجيئي للرئاسة، قمت بتحيين العقد وأضحت المساحة الحيوية في حدود 28 هكتارا، راسلنا بصددها كل المصالح المعنية بالقطاع الغابوي، بما في ذلك مستشارة الوزير الحالي الوصي على المياه والغابات، ولم نتلق أي رد لحد الساعة، في ظل هذه الوضعية أضحت الجماعة محرومة من كراء تلك السكنيات، التي استباحها غرباء ومنحرفون يعاقرون فيها الخمر ويأتون أفعالا منافية للقانون، علما أن الحفاظ على اللواء الأزرق الذي أحرزه شاطئ الجماعة لست عشرة سنة متتالية، أضحى مهددا بما يحدث بجواره من تخريب، وهو أمر يفرض على إدارة المياه والغابات أن تكون متعاونة معنا، والجماعة مستعدة للجلوس إلى طاولة الحوار حول بعض المتأخرات، وحول الاستغلال العشوائي لمواقف السيارات، التي نبتت كالفطر خلال الصيف الماضي.

الحوار مع المعارضة والمجتمع المدني

أكدت رئيسة الحوزية أنها قادمة من قطاع خاص كانت تدبر فيه حوارا يوميا مع مجموعة من الشركاء، لذلك لم يكن غريبا عنها أن تفتح مكتبها لكل المرتفقين والشركاء في تدبير الشأن الجماعي، وقالت بهذا الخصوص “لا يمكن أبدا أن نسير جماعة بآذان صماء، وفي هذا الصدد بادرت إلى إحداث رقم أخضر يربطني بسكان الجماعة، أتلقى من خلاله شكاواهم واقتراحاتهم وأتفاعل معها في حدود المتاح، كما أن علاقتي بالمعارضة يطبعها الاحترام، وجل النقط المدرجة بجداول أعمال الدورات يصوت عليها بالإجماع. وبخصوص علاقتي مع فعاليات المجتمع المدني فهي جيدة، وأؤمن به قوة اقتراحية متى كانت الانتقادات بناءة وليس لها هدف الابتزاز أو التشهير، وأقول لكل الذين يمارسون التغليط: أين كانوا طيلة 30 سنة الماضية؟، فالباب مفتوح أمامهم للترشح والقيام بالتغيير من الداخل.

الحاجة إلى مؤازرة الجميع

بوصولي إلى رئاسة الجماعة بدأ عهد جديد لتدبير أمورها يطبعه الانفتاح والوضوح، ذلك ما ينبغي أن يستوعبه الجميع بسرعة، لأن جماعة الحوزية بحكم موقعها الإستراتيجي الحيوي، امتدادا للجديدة وبحكم احتضانها لمنتجع “مازغان” والكولف الملكي والمعرض الدولي محمد السادس، والحرم الجامعي بكليات الحقوق والاقتصاد، والمدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية، والمدينة الجديدة الخضراء التي ستفتح أحضانها لأزيد من 134 ألف نسمة، أخذا بالاعتبار لكل هذه المعطيات، فهي بحاجة إلى مؤازرة من الجهة والمبادرات الحكومية، وبحاجة اليوم وبكيفية ملحة إلى وعاء عقاري بثمن تفضيلي بالقطب الحضري “مازغان” لأغراض مستقبلية.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات

نود أن نشكركم على زيارتكم لموقعنا. لكننا نود أيضًا تقديم تجربة مميزة ومثيرة لكم. لكن يبدو أن مانع الإعلانات الذي تستخدمونه يعيقنا في تقديم أفضل ما لدينا.