البدوي : يؤسفني أن علاقتي بشقيقي سيئة

الممثل عبد الرزاق البدوي يتحدث عن مسرحيته الجديدة "باقي غير التوقيع" قال عبد الرزاق البدوي إن مسرحية "باقي غير التوقيع" التي قدمها أخيرا بمناسبة اليوم العالمي للمسرح ومن المرتقب أن تعرض في جولات مقبلة، هي في الأصل نص قديم من ريبرتوار مسرح البدوي أعاد الاشتغال عليها من جديد. عن خصائص هذا العمل المسرحي ومواطن التغيير فيها وعن علاقته بشقيقه الفنان عبد القادر البدوي ورأيه في واقع المسرح خص الفنان المغربي "الصباح" بهذا الحوار. عدت أخيرا إلى المشهد الفني من خلال مسرحية "باقي غير التوقيع" ما الذي يمكن أن تقول عن هذا العمل؟ أولا هذه المسرحية في الأصل مترجمة ومقتبسة عن عمل مسرحي للأديب الانجليزي الراحل "بن جونسون" هو "فولبون" (في نسخته الفرنسية)، وسبق أن اشتغلت على هذا النص المسرحي أواسط السبعينات رفقة شقيقي عبد القادر البدوي، وقدمناه بعنوان "وصية الثعلب" وعرضناه ضمن جولات فنية بالمغرب والجزائر. وبينما كنت في الفترة الأخيرة أراجع العديد من الأعمال الكبرى ضمن أرشيف تجربة "مسرح البدوي"، أثار انتباهي هذا النص بالعناصر الفنية القوية التي يشتمل عليها، وأن الموضوع الذي يعالجه ما زال محتفظا براهنيته إذا ما تم الاشتغال عليه مجددا بأسلوب مغاير، وهو ما أقدمت عليه، إذ أحدثت تغييرات كثيرة مست البنية العامة للمسرحية خاصة على مستوى النص وبعض الفصول، وكذلك البناء الدرامي، فضلا عن الممثلين منهم من شارك في نسختها الأولى كما هو الشأن بالنسبة إلى عبد ربه وعائشة ساجد وأمينة بركات، لكن هذه المرة بأدوار جديدة، وانضاف إلينا كل من الممثل محمد حراكة والبشيري برابح. لماذا أعدت الاشتغال على نص قديم، ألم يكن في الإمكان توفير نص جديد؟ من خلال تجربتي في المسرح والتي ناهزت نصف قرن، يمكنني أن أقول إن إعادة الاشتغال على نص قديم وتقديمه من جديد أصعب كثيرا من تأليف نص جديد، فمثلا موضوع الطمع الذي تعالجه هذه المسرحية، كان بإمكاني أن أقدم فيه نصا جديدا أستلهم فيه أفكار بن جونسون أو غيره، دون أن أكشف عن ذلك، أو دون العودة إليه، لكنني فضلت إعادة الاشتغال على نص سبق أن قدمناه قبل عقود، لأختبر مدى استفادتي من هذه التجربة وتقنياتها وإظهار التطور والتقدم الذي عرفته تجربة مسرح البدوي خلال هذه المدة، فرغم وفائي للمواضيع الاجتماعية التي درجت هذه التجربة المسرحية على معالجتها وهذه مسألة لم يعد لي فيها اختيار (ضاحكا)، فإن تناولها من جديد مختلف من الناحية التقنية والدراماتولوجية، كما أن هناك عنصرا مضافا إليها يتمثل في الموسيقى وهنا أنوه بالمجهود الذي قام به الشاعر والفنان مصطفى المفتي الذي وفر للمسرحية في صيغتها الجديدة مادة موسيقية غنية عبارة عن معزوفات موسيقية نادرة للموسيقار الراحل محمد عبد الوهاب عزفتها فرقة موسيقية روسية، الشيء الذي أضفى على المسرحية روحا جديدة. على ذكر تجربة مسرح البدوي كيف هي علاقتك بشقيقك الفنان عبد القادر البدوي؟ لا أخفيك هي علاقة سيئة جدا في الفترة الأخيرة، وأحمل المسؤولية لأبنائه الذين يحجبون عني أخباره حتى إنه اجتاز ظرفا صحيا صعبا، وكنت آخر من يعلم، كما أنه يحز في نفسي كثيرا أن أرى تجربتي مع شقيقي تتوقف وهو الذي أعتبره بمثابة الأخ والأب، لكن في الوقت نفسه أنا مطمئن عليه بعد أن كبر أبناؤه وأضحوا يحيطونه بعنايتهم، لكن لحد الساعة ما زلت أنتظر أن أرى أعمالا جديدة لهم يستثمرون فيها ما تلقوه من زاد معرفي وأكاديمي. بحكم أنك كنت ضمن لجنة دعم الأعمال المسرحية لموسمين، كيف ترى واقع المسرح المغربي وهل أتت سياسة الدعم بالنتائج المرجوة.؟ من غير المنصف أن أكرر ما يقال حاليا من أن المسرح المغربي، في أسوأ حالاته وأن وضعه لم يعد يسر أحدا، فالواقع غير ذلك، فمن خلال عضويتي في لجنة الدعم، رغم أن تعويضها كان هزيلا، فإنها مكنتني من القيام بجولات في مختلف ربوع المغرب ومعاينة العروض الجديدة والتي كشفت لي أن المغرب يزخر بطاقات لا حدود في مجال الفن المسرحي، لدرجة أننا كنا نجد صعوبة في إقصاء أي عرض مسرحي من الدعم لأن جل العروض تستحق، كما أن الدعم الوزاري ليس شرطا ضروريا لإنتاج الأعمال الجيدة، فمثلا في مسرحيتي الجديدة اضطررت إلى أن أبحث عن موارد مالية أخرى وأنتج المسرحية بنفسي بمساعدة بعض الأصدقاء منهم المدير الحالي للمسرح الوطني محمد الخامس، بحكم أنني لم أتمكن من توفير الوثائق المطلوبة للحصول على الدعم وربحا للوقت. في سطور - أحد رواد المسرح المغربي وأحد مؤسسي فرقة البدوي إلى جانب أخيه عبد القادر البدوي. - تعتبر تجربة مسرح البدوي الذي يجر وراءه أكثر من50 سنة من التجربة الفنية والمسرحية، مسرحا مناضلا ومجددا في المجال، وقد أثرى الريبرتوار المسرحي المغربي. اليوم ومنذ أن تفرق الإخوة يدير الأستاذ عبد الرزاق البدوي، الذي شارك في أعمال تلفزيونية وسينمائية من بينها الملائكة لا تحلق فوق الدارالبيضاء للمخرج محمد عسلي، فرقته المسرحية هو وزوجته الممثلة عائشة ساجد رفيقة دربه. أجرى الحوار: عزيز المجدوب

البدوي : يؤسفني أن علاقتي بشقيقي سيئة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

سكـــوب : عمرو دياب في "مازاغان"

المتصرفون يخرجون في مسيرة غضب

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات