قال مهدي علوي أمراني، مختص في العلاج السلوكي المعرفي والعلاج الأسري النسقي في حديثه ل"الصباح"، إن طريقة التعامل مع الشخص المسيء تختلف بناء على العلاقة، التي تجمعه بالشخص الذي تعرض لذلك السلوك. "لابد أولا من التأكد من أن تعامل الشخص المسيء يتكرر أو عابر وجاء نتيجة ضغوطات أو مواقف معينة"، يقول علوي أمراني، مضيفا أن مواجهة الأمر باستمرار يكون مصدر إزعاج وألم نفسي لمن يتعرض له. وأوضح علوي أمراني أنه كلما كانت العلاقة قوية مع الشخص المسيء مثلا القرابة (زوج، أخ،...) كلما كان الأمر صعبا، إذ لا يمكن قطع الصلة بهم، بينما إذا تعلق الأمر بصديق أو جار فيمكن القيام بذلك. "تعتبر القطيعة هي الحل الوحيد مع أشخاص لا تجمعنا بهم علاقة قرابة، إذ لا يمكن تحمل الاستفزاز المستمر لهم من خلال ما يوجهونه من إساءة للغير"، يقول علوي أمراني. وأكد علوي أمراني أن من يوجهون إساءة إلى الغير يعانون نوعا من الغرور والتعالي، إلى جانب نقص التقدير الذاتي، ما يدفعهم إلى رد الفعل الرامي دائما إلى السيطرة على العلاقات مع المحيط. "ويعكس سلوك الشخص المسيء تأثير أسلوب التربية التي تلقاها في صغره على شخصيته مثل تعرضه للعنف أو فرض أمور معينة عليه ونقص مهارات اجتماعية أبرزها القدرة على التواصل مع الآخرين، وهو ما يعرف بالدارجة بالشخص الأخضر"، يقول علوي أمراني. وأكد علوي أمراني أن الشخص المسيء يمكن أن يغير من سلوكه ويتخلى عن طريقته في توجيه العبارات الجارحة إلى المحيطين به، إذا بدأت علاقته تتوتر مع الجميع وأغلبها يصل إلى القطيعة، موضحا "هذا سيساعده على تعديل سلوكه نحو الأفضل". أمينة كندي