طوابير سيارات على بعد مئات الأمتار من المعبر ومعاناة انتظار لساعات طوابير طويلة للسيارات، بلغت في بعض الأحيان مشارف شاطئ الريفيين، بعد أن ضاقت بها شوارع كورنيش مدينة الفنيدق باتجاه معبر باب سبتة، وانتظار يصل إلى ساعات تجعل كل من يوجدون على ظهر المركبات الساعية إلى العبور نحو الوجهة الأخرى، يغادرونها بحثا عن لحظات راحة أو استرخاء، خارج الأجواء القائظة للسيارات التي تلفحها أشعة الشمس فتحولها إلى فضاءات أشبه بالأفرنة، وازدحام شديد من أجل استعمال المرافق الصحية، على قلتها، إذ يضطر كل راغب في استعمالها إلى الانتظار طويلا، متألما متحسرا على غياب أبسط وسائل الراحة، التي يفترض توفيرها في مثل هذه الفضاءات العمومية التي تعرف ذروة الإقبال عليها بالتزامن مع انتهاء عملية مرحبا للعام 2022 ، وشروع الآلاف من مغاربة العالم في العودة إلى مقرات إقامتهم في دول الضفة الأخرى من المتوسط... كانت هذه عينة من المشاهد التي التقطتها "الصباح" خلال جولة لها صباح أمس (الثلاثاء)، ذلك أن نهاية العطلة الصيفية بالنسبة لأفراد الجالية المغربية المقيمة بإسبانيا وإيطاليا وفرنسا... كانت بمثابة إيذان بالتوافد الكثيف للمسافرين عبر معبر سبتة المحتلة. ولأن الكثير من المغاربة المقيمين بالدول المذكورة أدركتهم الالتزامات المهنية والعائلية، وكذا مواعيد الدخول المدرسي، كان الإقبال كبيرا، الأمر الذي جعل بعض المسافرين يقضون ليلة أول أمس (الاثنين) منتظرين أدوارهم من أجل العبور من الجهة المغربية لاجتياز المرحلة الثانية في رحلتهم عند نقط التفتيش التي تشرف عليها سلطات مدينة سبتة السليبة. وسجل بعض المسافرين في تصريحاتهم لـ "الصباح"، ما وصفوه بـ "غياب العدد الكافي من المرافق الصحية"، ذلك أن "بعض الأشخاص الذين يعانون أمراضا مزمنة من قبيل داء السكري أو ضيق التنفس عانوا كثيرا خلال هذه الرحلة التي فاق الانتظار فيها مدة 12 ساعة"، "الأمر الذي جعل اضطرار بعض الأشخاص إلى قضاء حاجاتهم الطبيعية في الخلاء مشاهد متكررة"، خاصة من أعياهم الانتظار. وحسب ما صرح به مصدر مسؤول لـ "الصباح"، فإن "معبر باب سبتة عرف إقبالا كثيفا خلال رحلات العودة، بعد أن اختار الكثير من مغاربة العالم المقيمين بأوربا استعماله"، وهو "ما ضاعف من مهام المراقبة والتفتيش التي تخضع لها جميع المركبات، بحثا عن محاولات لتهريب بعض الممنوعات"، إذ "تستغرق عملية تفتيش كل مركبة حيزا زمنيا مهما وتشرف عليها عناصر من الجمارك والأمن الوطني"، خاصة بالنسبة للمركبات "المتعددة الأفراد، والتي تكون حمولة أمتعتها كبيرة". وأشار المتحدث ذاته إلى أن "عمليات التفتيش لا تقتصر على الجانب المغربي فقط، بل إن السلطات الإسبانية بمدينة سبتة تقوم بتفتيش دقيق لكل السيارات العابرة" ما يؤدي إلى طول فترات الانتظار والاكتظاظ، مضيفا أن "إقبال المسافرين على استعمال المعبر الحدودي باب سبتة عوض غيره من المنافذ الحدودية، يعود كذلك إلى ثمن تذاكر السفر عبر الباخرة، حيث يكون أقل مقارنة مع الأثمنة التي تفرضها الشركات التي تشتغل بميناء طنجة المدينة أو طنجة المتوسط"، وهو ما يفسر "الإقبال الكبير والازدحام الشديد الذي تعرفه "الديوانة" بتزامن مع رحلات العودة إلى الديار الأوربية. يوسف الجوهري (تطوان)