الصيف … ارتفاع وتيرة الحملات الأمنية لمحاصرة شبكات الدعارة
عودة الجالية ورحلات المصطافين من أسباب ارتفاع الظاهرة
ترتفع وتيرة الحملات الأمنية خلال فصل الصيف لمحاصرة شبكات الدعارة وجلب واستدراج الفتيات لممارسة البغاء وأخذ نصيب مما يتحصل عليه الغير والتحريض على الفساد، حيث تنتظر شبكات مختصة هذه الفترة للعودة بشكل كبير، نظرا لما تدره الظاهرة من أرباح مالية مهمة خلال هذه الفترة.
ويؤكد ضابط شرطة ممتاز متقاعد، في حديث مع «الصباح»، أن هناك ثلاثة محددات وراء ارتفاع حالات الدعارة، أولها عودة الجالية المغربية المقيمة بالخارج، التي يقبل أفرادها على الترويح عن النفس، والبحث عن وسيطات الدعارة لتوفير المومسات، مضيفا أن أغلب الملفات التي تعالجها الضابطة القضائية في إطار الحملات الأمنية القاضية بمحاربة الجريمة الأخلاقية، يكون موقوفوها من هؤلاء الشريحة.
أما المحدد الثاني، يؤكد المصدر نفسه، أن رحلات الاصطياف وإقبال الحاصلين على العطلة على الشواطئ والشقق المفروشة والقادمين من المدن الصغيرة والجماعات القروية والمراكز شبه الحضرية يقبلون على الدعارة، بسبب بعدهم عن مسقط رأسهم وأفراد عائلاتهم ويجدون الفرصة مواتية لممارسة الجنس بكل طمأنينة، عكس إثارتهم الانتباه بمسقط رؤوسهم.
وثالثا، تزايد الإقبال على الطلاق بشكل ملف للنظر، سيما من قبل أفراد الجالية المغربية، يؤكد المسؤول الأمني ذاته، إذ يكون سببا في دفع الأزواج المطلقين إلى البحث عن ممارسة البغاء، كما تلتحق المطلقات بركب هذه الموجة. ويضيف مصدر «الصباح» أن هناك وسيطات متخصصات في القوادة تجعل من المطلقات خلال فصل الصيف الفرصة المناسبة لاستدراجهن وقوادتهن، لأشخاص من جنسيات عربية.
وباتت بعض القضايا المرتبطة بالدعارة تخرج عن الإطار الجنحي بالمحاكم الابتدائية من جرائم إعداد أوكار للدعارة والوساطة فيها وجلب واستدراج الأشخاص لممارسة الفساد، وأخذ نصيب مما يتحصل عليه الغير من مبالغ مالية والفساد، والتحريض عليه إلى جرائم جنائية تعرض على غرف التحقيق بمحاكم الاستئناف وغرفة الجنايات الابتدائية بتهمة الاتجار في البشر، والتي تصل عقوبتها في بعض الأحيان إلى السجن المؤبد إذا ارتبطت هذه القضايا بوجود قاصرات يتم عرضهن لفائدة الراغبين في البحث عن قضاء الليالي الحمراء بالشواطئ المصنفة أو بفيلات الأحياء الراقية بمدن الرباط والبيضاء وطنجة وأكادير والجديدة والمحمدية.
وتشتغل فرق الأخلاق العامة بالمصالح الولائية للشرطة القضائية على مثل هذه النوازل خلال فترات الصيف، حيث يكثر عليها الطلب من قبل مسؤولي الأمن في تأطير هذه الحملات الأمنية، لأنها تتوفر على اختصاص موضوعي في هذا الإطار.
عبد الحليم لعريبي