أفادت مصادر محلية بإقليم العرائش، أن شخصين على الأقل، لقيا مصرعهما اختناقا، أول أمس (الاثنين)، جراء اندلاع حريق جديد اجتاح مناطق غابوية واسعة تابعة لجماعتي بني عروس وتازروت، وأصيب آخرون أثناء مشاركتهم في عملية إخماد ألسنة اللهب، نقلوا جميعا إلى مستشفى لالة مريم بالمدينة لتلقي العلاجات الضرورية. وفي ظل غياب أي بلاغ رسمي للسلطات المختصة، أكدت المصادر نفسها، في اتصال مع "الصباح"، أن الضحيتين، وهما امرأتان مسنتان يفوق عمرهما 80 سنة، لقيتا مصرعهما اختناقا، بعد أن حاصرتهما النيران داخل منزليهما، ولم تتمكنا من الفرار رغم كل المجهودات التي بدلها السكان لإنقاذهما، مؤكدة أن هناك احتمال ارتفاع حصيلة وفيات هذا الحريق، الذي يواصل انتشاره بشكل مهول بحقول الزيتون والمناطق الغابوية، رغم الجهود المبذولة من طرف مصالح الوقاية المدنية والمياه والغابات والسلطات المحلية وأبناء المنطقة. ونشب الحريق، بحسب المصادر ذاتها، بعد منتصف أول أمس (الاثنين)، بغابة جبل العلم وسط جماعة تازروت (حوالي 10 كيلومترات عن ضريح الولي الصالح مولاي عبد السلام بن مشيش)، لتمتد رقعته بسرعة فائقة لعدد من الغابات بفعل سرعة الرياح وموجة الحرارة المرتفعة، وأحاطت ألسنته بقرى آهلة بالسكان، الذين اضطروا لمغادرة منازلهم تحسبا لامتداد النيران إليها، خصوصا سكان مداشر "تازيا" و"أفارنو" و"دار الحيط" و"بوعلقمة". وتسابق السلطات العمومية الزمن للسيطرة على هذا الحريق المرعب، إذ تجندت للعملية طائرات من نوع "كنادير" تابعة للقوات الجوية، وطائرات أخرى من نوع "توربو تراش"، موازاة مع فرق الإخماد البرية، التي تتكون من عناصر الوقاية المدنية المعززة بشاحنات صهريجية، إلى جانب عناصر الدرك الملكي والقوات المساعدة وعناصر المياه والغابة، التي انتقلت إلى المنطقة وتعكف حاليا على محاصرة ألسنة النيران التي أججتها رياح الشرقي. وتناقل نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع توثق الوضع الخطير بالمنطقة، وذكروا أنه بات "في غاية الخطورة" في ظل الصعوبات التي تواجهها فرق التدخل المكلفة بإخماد الحرائق، نظرا لطبيعة التضاريس معقدة للمنطقة، إلى جانب ارتفاع درجات الحرارة والهبوب القوي للرياح، التي تعقد من صعوبة التدخلات البرية على وجه الخصوص. وخلفت حرائق إقليم العرائش لحد الساعة، بالإضافة إلى وفاة شخصين، أضرارا جسيمة في عدد من المنازل الواقعة بجماعتي بني عروس وتازرورت، وخسائر كبيرة على مستوى الغطاء الغابوي، ليضاف ذلك إلى الخسائر السابقة التي همت، الأسبوع الماضي، دائرة القصر الكبير وأقاليم وزان وشفشاون وتطوان وتازة والحسيمة، وشردت سكان عدد من القرى وأحرقت منازلهم، وأتت على مساحات إجمالية من الغابات تفوق 10 آلاف هكتار، قبل أن تتمكن فرق الإنقاذ من السيطرة عليها بشكل تام خلال الأيام الماضية. المختار الرمشي (طنجة)