انتقده بسبب خسارة 1600 مليار في مشروع «نور ميدلت» هاجم التجمع الوطني للأحرار، بطريقة غير مباشرة، مصطفى الباكوري، القيادي في الأصالة والمعاصرة، وأمينه الأسبق، والرئيس المدير العام للوكالة المغربية للطاقة الشمسية، أو المستدامة، المعروفة اختصارا بـ "مازين"، بسبب فشل مشروع نور وكلفته الباهظة، والخسارة التي مني بها وقدرها الخبراء بنحو 16 مليار درهم. وانتقد مروان اشباعتو، من فريق التجمع الوطني للأحرار، في جلسة مساءلة الوزراء بمجلس النواب، مساء أول أمس (الاثنين)، سياسة مسؤولي "مازين"، مضيفا أن مشروع نور ميدلت عرف تأخرا كبيرا في الإنجاز بفعل اختيارات إستراتيجية خاطئة، ويمكن وصفها بالكارثية، كما أكد ذلك تقرير المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي. وأكد اشباعتو أن من بين الاختيارات الخاطئة لمسؤولي الوكالة المغربية للطاقة الشمسية، أو المستدامة، هو حجم المشاريع التي تصعب مسألة التمويل، وتعرقل عملية إدماج المقاولات المغربية لإحداث نسيج صناعي مغربي في هذا القطاع. وأوضح المتحدث نفسه، أن اختيار مؤسسة "مازين" لتكنولوجيا "إس بي إس" والتي لها عواقب وخيمة على الإنتاج وجودته، بسبب كلفة الإنتاج الباهظة مقارنة ببدائل أخرى مثل المحروقات، والطاقة الريحية، ما أثر أيضا على سعر البيع. وذكر المتحدث نفسه، أن هذا الاختيار أدى إلى حدوث عجز مالي هيكلي هدد إتمام عدد من المشاريع، مثل شراء أصول المكتب الوطني للماء والكهرباء، وكذا أصول "نور ميدلت". و تساءل البرلماني عن صحة ما راج، أخيرا، من قرار التخلي عن مشروع ميدلت، معتبرا أن مؤسسة "مازين" يجب أن تلتزم أيضا بما وعدت به ذوي الحقوق الذين منحوا لها الأرض بثمن رمزي، لإنجاح التصور الصائب للملك محمد السادس في إنتاج الطاقة المتجددة. كما اتهم البرلماني المذكور، المؤسسة ذاتها، بـعدم احترام التزاماتها السابقة إزاء ذوي الحقوق قصد توفير فرص الشغل، والمساهمة الاجتماعية التي يحتاجها إليها الإقليم تجاه الشباب، قصد تكوينهم لمساعدتهم على الاشتغال في المشروع نفسه الذي يقام على أرضهم. وردت ليلى بنعلي، وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، بأن القدرة الكهربائية المنشأة بالطاقة الشمسية تصل إلى حوالي 38 ميغاواط باستثمار يقارب 30 مليار درهم، مضيفة أن وزارتها تعمل على تسريع تنفيذ بعض المشاريع مثل "نور ميدلت"، ومنكبة حاليا بتنسيق مع الوكالة المغربية للطاقة المستدامة والمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب لتسريع إخراج هذا المشروع. وتطرقت المسؤولة الحكومية إلى تعثر مشروع "نور فوتو ضوئي 2" بقدرة إجمالية تناهز 400 ميغاواط ، بالإضافة إلى برنامج تزويد المناطق الصناعية بالطاقة الكهربائية النظيفة خاصة مصادر الطاقة الشمسية. والجدير بالذكر، أن الملك محمد السادس، أعفى الباكوري من مسؤولية الإشراف على الوكالة المغربية للطاقة الشمسية، وخضع لتحقيقات لوجود اختلالات تدبيرية شهدتها مشاريع إستراتيجية كبرى في مجال الطاقة، بعدما اعتمد على تقنيات ذات كلفة تزيد 12 مرة عن تقنية "الخلايا الكهروضوئية"، المستعملة من قبل دول كثيرة، إذ يكلف إنتاج 1 كيلواط بين 0.25 درهم و0.27، فيما الإنتاج بمحطات نور كلف بين 1.38 درهم و1.62، ما أدى إلى خسارة قدرت بنحو 16 مليار درهم. أ. أ