fbpx
ملف الصباح

التخلي عن الذبح في 3 مناسبات … المنع لم يلغ العيد

مغاربة ذبحوا أضاحيهم رغم القرار الملكي بالتخلي عن هذا الطقس في ثلاث مناسبات

خرق جل المغاربة أمرا ملكيا بالامتناع عن ذبح أكباش عيد الأضحى في ثلاث مناسبات، رغم الحرب بداية الستينات، ووطأة توالي سنوات منتصف الثمانينات والتسعينات.

ولم يتردد الملك الراحل الحسن الثاني إبان حرب الرمال التي استنزفت إمكانيات البلاد الخارجة لتوها من عهد الاستعمار، إذ اشتدت الأزمة المالية وأثرت سلبا على القدرة الشرائية للمغاربة المتدنية أصلا، في إصدار قرار يمنع بموجبه المغاربة الأضحية خلال العيد.

ومع ذلك، اختار عدد مهم من المغاربة أداء هذه السنة المؤكدة في عز اندلاع الصراع المسلح مع الجزائر في أكتوبر 1963 بعد شهور من المناوشات على الشريط الحدودي من منطقة تندوف وحاسي بيضا إلى فكيك واستمرت لأيام معدودة.

واتخذ الحسن الثاني القرار نفسه بداية الثمانينات بسبب الجفاف الذي ضرب البلاد، وما نجم عن ذلك من نفوق الكثير من الأغنام، إضافة إلى تراكم الإكراهات الاقتصادية التي زاد من حدتها انفجار حجم الديون الخارجية، ورغم ذلك رفض كثيرون الامتثال للقرار الملكي، وذبح أغلبهم أضحيته سرا مخافة أن ترصدهم أعين المقدمين والشيوخ.

وتكررت الواقعة في الخطاب الملكي الشهير للحسن الثاني الذي خاطب المغاربة، في 1996، قائلا “نهيب بشعبنا العزيز ألا يقيم شعيرة ذبح أضحية العيد في هذه السنة للضرورة”، في رسالة تلاها وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية آنذاك الراحل عبد الكبير العلوي المدغري، معلنا إلغاء عيد الأضحى للمرة الثالثة، بسبب توالي سنوات الجفاف منذ بداية التسعينات ووصلت حدتها إلى الأقصى في 1995 التي أعلنت “سنة كارثة وطنية” بسبب ندرة التساقطات المطرية.

وبرر الحسن الثاني القرار أيضا بالإتلاف الذي كان سينال الماشية، وارتفاع سعر الأكباش الذي سيضر بالغالبية العظمى من المواطنين، إذ قال على لسان المدغري “معلوم أن ذبح الأضحية سُنّة مؤكدة، لكن إقامتها في هذه الظروف الصعبة من شأنه أن يتسبب في ضرر محقق، بسبب ما سينال الماشية من إتلاف وما سيطرأ على أسعارها من ارتفاع، يضر بالغالبية العظمى من أبناء شعبنا، سيما ذوي الدخل المحدود”.

ياسين قُطيب


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى