الزودي: الطلب يتركز على مهندسي المعلوميات

أفاد محمد الزودي، مدير المعهد العالي للهندسة التطبيقية (IGA)، في حوار مع «الصباح»، أن الطلب متنام على تخصصات الهندسة، مشيرا إلى أن المغرب أطلق مجموعة من الأوراش توفر فرصا كبيرة للمهندسين. وأوضح الزودي أن هناك حاجيات كبيرة في تخصصات متنوعة، لكن الطلب يتركز على المهندسين في المعلوميات، خاصة بعد التوجه العام والحاجة الكبيرة للمقاولات للرقمنة. أجرى الحوار: عبد الواحد كنفاوي < يشهد المغرب، كما يلاحظ الجميع، تطورا على مختلف الأصعدة الاقتصادية والتكنولوجية ويعرف إطلاق مجموعة من الأوراش، التي تسعى إلى تحقيق نقلة نوعية في المسلسل التنموي. وتعد هذه الانتعاشة ثمرة رؤية ملكية متبصرة وإرادة راسخة لأعلى سلطة بالبلاد، لجعل المغرب في مصاف الدول المتقدمة. وتتجسد هذه الديناميكية في مشاريع استثمارية ضخمة توفر فرصا كبيرة للمهندسين المغاربة. وهناك حاجيات كبيرة في تخصصات متنوعة، لكن الطلب يتركز على المهندسين في المعلوميات، خاصة بعد التوجه العام والحاجة الكبيرة للمقاولات للرقمنة، وكذا نقل مقاولات متخصصة في خدمات الهندسة المعلوماتية نحو المغرب، ما جعل الطلب على هذه التخصصات يرتفع بشكل ملحوظ. كما ارتفع الطلب بشكل كبير على المهندسين المتخصصين في الأمن السيبيراني والذكاء الاصطناعي وعلوم البيانات، إذ أن هذه التخصصات أصبحت مطلوبة من قطاعات مختلفة، بفعل اتساع دائرة استعمالات الذكاء الاصطناعي. كما يكثر الطلب في سوق الشغل، خلال السنوات الأخيرة، على المهندسين في مجال الإلكترونيك والميكانيك والمعلوميات الصناعية من قبل مقاولات القطاع الصناعي، الذي عرف ولوج مجموعات صناعية كبرى في مجال صناعة السيارات والطيران. وارتفع الطلب، أيضا، على بعض التخصصات الأخرى، مثل الطاقات المتجددة والهندسة المدنية، بالنظر إلى المشاريع الكبرى التي يعرفها المغرب، خاصة تلك المتعلقة باحتضان التظاهرتين الدوليتين كأس إفريقيا وكأس العالم. وتجدر الإشارة إلى أن المغرب يتجه بخطى ثابتة نحو الرقمنة، التي أصبحت خيارا إستراتيجيا، سواء في ما يتعلق بالمساطر الإدارية أو في التعاملات التجارية والمالية، ما يتطلب تكوين مهندسين متخصصين في هذا المجال، ويجعل هذا التخصص من ضمن التخصصات التي ينصح بها، لأن فرص الإدماج في سوق الشغل تكون كبيرة، بالنسبة إلى الطلبة الذين يختارون التكوين في هذه المجالات. < هناك أسباب متعددة مرتبطة بجوانب تكنولوجية وإيكولوجية وبشرية، فمن الناحية التكنولوجية، فإن ارتفاع الهجمات السيبيرانية والبروز السريع للذكاء الصناعي جعل حاجيات المقاولات للأمن السيبيراني ترتفع بشكل ملحوظ، وكذا لاستغلال الذكاء الاصطناعي وتطوير النظم المعلوماتية. وتتمثل الأسباب الإيكولوجية في أن التوجه العالمي، حاليا، يسير نحو تقليص التأثير السلبي للنمو الاقتصادي على البيئة، ما دفع عددا من البلدان إلى تخفيض بصمتها من الكاربون، باعتماد مصادر طاقة نظيفة ومتجددة، واعتماد فلاحة أكثر حفاظا على البيئة. أما الأسباب البشرية، فتتمثل في أن هذه التحولات تتطلب كفاءات تقنية وعلمية يتعين العناية بها، من خلال تمكينها من التكوين والتدريب والمواكبة، من أجل إعداد الكفاءات المطلوبة لمواجهة التحديات. < على غرار باقي دول العالم، فإن المهندسين الأكثر أجرا، هم الذين يشتغلون في قطاعات إستراتيجية. وكما لا يخفى عليكم، فإن البيانات أصبحت، حاليا، ذات قيمة عالية، وعليه، فإن المهن الأكثر أجرا هي تلك المرتبطة بشكل مباشر بهذه البيانات، مثل المهندسين المتخصصين في الأمن السيبيراني والذكاء الاصطناعي وعلوم البيانات، وكذا مهندسي تدبير النظم المعلوماتية. < بالفعل يجد عدد من الحاصلين على الباكلوريا صعوبة في اختيار المسار الذي سيسلكونه في تعليمهم العالي، ويجدون أنفسهم داخل متاهة يصعب فيها تلمس الطريق الصحيح الذي يجب سلكه. ويمثل التوجيه التربوي السليم بعد مرحلة الباكلوريا إشكالا، ليس فقط بالنسبة إلى التلاميذ، بل حتى إلى أسرهم، أيضا، إذ يجد آباء وأولياء التلاميذ صعوبة في اختيار المسالك، التي تضمن لأبنائهم ولوجا أيسر لسوق الشغل. وتجدر الإشارة، في هذا الباب، إلى أن التوجيه التربوي الجيد يمكن التلميذ من معرفة قدراته وإمكاناته وميولاته ومحيطه والفرص المتاحة أمامه، ليتمكن من اختيار التوجه الصحيح، الذي سيسلكه خلال مساره في التعليم العالي. وفي الحقيقة، فإن عملية التوجيه يجب أن تستمر طيلة المسار الدراسي للتلميذ، خاصة بعد المرحلة الإعدادية، لكن هناك خصاصا كبيرا في هذا المجال، بالنظر إلى العدد المحدود للموجهين، وغالبا ما يترك التلميذ لحاله، علما أن التوجيه الخاطئ يمكن أن يكون سببا مباشرا في فشله أو نجاحه. ونلامس في المعهد العالي للهندسة التطبيقية (IGA) هذه الإشكالية عند استقبالنا لأولياء وآباء التلاميذ الذين يرغبون في الالتحاق بالمعهد، إذ يتبين أن عددا منهم ليست له أي فكرة حول مختلف التخصصات وأهميتها والآفاق التي يمكن أن تفتحها للتلميذ. عبء المديونية < تشارك أطر المعهد في مؤسسات التعليم في محاولة للتخفيف من الصعوبات، التي يعانيها التلاميذ وأسرهم، في ما يتعلق بالتوجيه واختيار المسار الأنسب. ونعتمد على مقاربة واقعية، إذ نقدم، انطلاقا من الرغبة التي يعلن عنها التلميذ في ما يتعلق بالمهن التي يريد ممارستها، المسارات التي يتعين اتباعها ونوعية التكوينات التي يتطلبها الأمر. وتمثل السنتان الأوليان، داخل المعهد العالي للهندسة التطبيقية، جذعا مشتركا، يتم، خلالهما، تلقين الطالب التكوينات الأساسية، ما يسمح له بتدقيق الاختيار. ونستعين، خلال السنة الثالثة، بشركائنا وخريجي المعهد، الذين تمكنوا من الاندماج في سوق الشغل، بعد مسار موفق، إذ يقدم هؤلاء مختلف المعطيات الخاصة والضرورية لسلك المسار، الذي اتبعوه إلى أن انخرطوا في الحياة المهنية، وتكون السنة الرابعة والخامسة من التكوين سنتي التخصص الفعلي. في سطور: - مدير المعهد العالي للهندسة التطبيقية - من مواليد 1978 بطنجة، - خريج المعهد الوطني للعلوم التطبيقية بليون بفرنسا، - حاصل على دبلوم مهندس من جامعة التكنولوجيا بـ «Troyes»، وباكلوريا علوم رياضية، - متزوج وأب لطفلين.

الزودي: الطلب يتركز على مهندسي المعلوميات

مدير المعهد العالي للهندسة التطبيقية قال إن هناك طلبا متزايدا على المهن المرتبطة بالبيانات

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"الشريحة" على "الأولى"

رسالة ريـاضـيـة: مباريات للنسيان

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات