مبادرات شبابية لجمع تبرعات لإسعاد الأسر المعوزة "نتضامنوا باش كلشي اعيد"، "فرح ليتيم بحولي العيد" "مبلغ صغير لإسعاد عائلة كبيرة من المعوزين"، "فرحة الدراوش هي فرحتنا"، "حتى اللي ما عندوش غادي اعيد بفضل تبرعاتنا"....من بين العبارات الرنانة التي تحولت إلى شعارات لحملة جمع تبرعات أضاحي عيد الأضحى، تم إطلاقها من قبل مجموعات فيسبوكية شبابية أو شباب اختاروا تجسيد مواطنتهم وإنسانيتهم على أرض الواقع. وعوض اختيار موقف المتفرج أو الاكتفاء بانتقاد الوضع الاجتماعي والاقتصادي للبلد في مواقع التواصل الاجتماعي كما يفعل عدد من هواة النقد الهدام، قرر عدد من الشباب إيجاد حلول مبتكرة، جعلتهم يدخلون نادي "قافزين" من بابه الواسع لما خلفوه من أثر طيب في نفوس المستفيدين من حملة التبرع لشراء الأضاحي أو عائلاتهم وجيرانهم وباقي أفراد المجتمع الذي تأكد أن الخير مازال قائما به وأن شباب اليوم في مستوى المسؤولية ويُعول عليه وليس كما يصفه البعض ب"شباب الزهو والموضة". قبل أسبوعين من عيد الأضحى المبارك، أطلقت مجموعات فيسبوكية وكذا نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" بعدد من المدن، حملة لمساعدة الأسر الفقيرة على الحصول على أضحية قبل حلول العيد، رسما لبسمة على ثغور الصغار، وتضامنا مع من حال بينه وبين فرحة العيد قصر ذات اليد والأزمة الاقتصادية التي أصبحت واقعا لا مفر منه، بسبب تداعيات جائحة كورونا وموجة غلاء الأسعار. وعوض انتظار عمليات التبرع التي يقوم بها سياسيون ساعون لاستغلال العيد في حملات انتخابات سابقة لأوانها وجعل المستفيدين من "الحولي" ورقة انتخابية ب"شوفوني راني كندير الخير"، اختار فيسبوكيون استغلال الفضاء الافتراضي وتحويله إلى فضاء للمبادرات الخيرية، إذ ما أن هلت تباشير العيد حتى جندت المجموعات الفيسبوكية أعضاءها وكذا قام شباب بشكل انفرادي، بتفعيل الحملة الخيرية على أرض الواقع. وحملت الإعلانات التي شكلت حدثا مهما في مواقع التواصل الاجتماعي، مضامين مهمة تحث على أهمية الحملة الخيرية في وضع البسمة على شفاه المساكين واليتامى والأرامل، مشيرة إلى أن المساهمة بمبلغ بسيط يمكن أن تكون سببا في توفير كبش العيد ومساعدة المعوزين على الاحتفال بالعيد كباقي الجيران وسكان الحي والمغاربة والمسلمين. ولجمع أكبر عدد من المتبرعين وإنجاح الحملة على أرض الواقع، حرص المنظمون لها على إرفاق إعلاناتهم بفضائل الخير والجزاء الذي ينتظر المتبرع عند الله، وكذا من الناحية النفسية التي تجعله يشعر بسعادة منقطعة النظير، حينما يرى كيف أفرح أسرا متعددة. ياسين القاديري واحد من الشباب المشرفين على الحملة الخيرية بالعاصمة الاقتصادية، حرص على بث إعلان على صفحته الرسمية يتضمن معطيات مشجعة من قبيل "أضحية العيد، دراهم قليلة من جيبك ترسم فرحة كبيرة على محيا أسرة فقيرة يوم العيد، شاركهم في صنع ابتسامتهم"، قبل أن يضع رقم هاتفه وأرقام هواتف المكلفين بالحملة. وكشف ياسين القاديري في حديث مع "الصباح"، أن المتطوعين انقسموا إلى مجموعات تكفل بعضها بجمع الأموال، وأخرى بشراء الأضاحي، والاتصال بالعائلات المستفيدة، مشيرا إلى أن قرار المجموعة استقر على أن تستفيد عائلات فقيرة تضم يتامى ومعوزين. وشدد المتحدث نفسه على أنه بفضل هذه المبادرات الشبابية، ستتمكن تلك العائلات البسيطة من الحصول على كبش العيد والاحتفال كباقي العائلات، رغم الظروف المادية الصعبة التي تعانيها في ظل غلاء الأسعار التي أنهكت جيوب المواطنين وأدت إلى ضرب القدرة الشرائية للأسر خاصة منها ذات الدخل المحدود والمعوزة. "الخير فالقليل" من بين الطرق الذكية التي ساهمت في تفاعل رواد "فيسبوك" مع الحملة الخيرية، اختيار القائمين على هذه المبادرات الاستعانة بعبارات رنانة تشجع الطلبة والتلاميذ على التكرم بما لديهم من دراهم قليلة، تتمثل في "الخير فالقليل"، فنشرت إعلانا لجمع التبرعات انطلاقا من 50 درهما، وتهدف إلى استفادة أكبر عدد من العائلات المعوزة، إذ ستستفيد الفئات المستهدفة من كبش يبلغ ثمنه 2000 درهم. وأجمعت المجموعات الفيسبوكية والنشطاء الشباب على أن الهدف من هذه المبادرات هو إدخال الفرحة على هذه الفئات المحرومة دون أي خلفيات سياسية أو غيرها، مشيرين إلى أن هدفهم الأول والأخير هو إدخال فرحة العيد على اليتامى والمحتاجين، حتى لا يشعروا بأي نقص وسط جيرانهم. محمد بها