3 أسئلة إلى * مراد العبودي < الخيانة الزوجية ظاهرة قديمة، وحرمتها الديانات السماوية والقوانين الوضعية، وخصتها بعقوبات مختلفة على مر التاريخ، والمغرب، كسائر الدول، جرم المشرع الخيانة الزوجية، حيث نصت المادة 491 من القانون الجنائي على أنه : "يعاقب بالحبس من سنة إلى سنتين أحد الزوجين الذي يرتكب جريمة الخيانة الزوجية ولا تجوز المتابعة في هذه الحالة وإلا بناء على شكوى من الزوجة أو الزوج المجني عليه. إلا أنه في حال غياب الزوج خارج المملكة، فإن زوجته التي تتعاطى الفساد بصفة ظاهرة يمكن للنيابة العامة متابعتها". فمن خلال هذا الفصل، فإن الخيانة الزوجية لا يمكن للنيابة العامة، تحريكها إلا بناء على شكاية، والاستثناء أن يكون الزوج خارج أرض الوطن وزوجة تتعاطى الفساد، آنذاك يمكن للنيابة العامة تحريك المتابعة ضد الزوجة، والملاحظة في هذه الفقرة أنها ميزت بين الزوج والزوجة، فهي لم تتكلم عن وجود الزوجة خارج أرض الوطن وتعاطي الزوج للفساد بصفة ظاهرة، ما تكون معه هذه المادة مجحفة في حق النساء يجب إعادة النظر فيها. < جعل المشرع لجريمة الخيانة الزوجية، وضعا خاصا من حيث وسائل الإثبات، حيث خرج عن القاعدة، ونص في الفصل 493 من المجموعة الجنائية، على أن جريمتي الفساد والخيانة الزوجية " لا تثبت إلا بناء على محضر رسمي يحرره أحد ضباط الشرطة القضائية في حالة تلبس، أو بناء على اعتراف تضمنته مكاتب أو أوراق صادرة عن المتهم أو اعتراف قضائي". وهنا يطرح الإشكال، فمع التطور العلمي والتكنولوجي، وكثرة مواقع التواصل الاجتماعي، ظهر نوع آخر من جرائم الخيانة الزوجية، وهو الخيانة الزوجية الافتراضية عبر ممارسة الجنس عن بعد دون اتصال مادي، فأصبحنا نتكلم عن نوعين، الأول تقليدي وهو الاتصال الجنس المباشر، والنوع الثاني هو الاتصال الجنسي عن بعد، عبر مواقع التواصل الاجتماعي. < رغم أن هذا النوع من الجرائم يستدعي السرية عند القيام به حتى لا يكتشف أمر الطرف الخائن، إلا أنه عندما يصبح أحد الأزواج يشك في سلوك الطرف الآخر، فإنه يلجأ إلى كل الطرق والحيل والمكائد من أجل كشفه والإيقاع به، وهنا تختلف الطرق حسب نوع الخيانة، هل هي مادية أم افتراضية؟ فإذا كانت مادية، فالضحية يلجأ إلى الوسائل التقليدية، كالتتبع واقتفاء أثر الطرف الجاني إلى حين الإيقاع به عبر ضبطه مع العشيق في حالة تلبس، أو العثور على كتابات تتضمن اعترافا بالخيانة كالرسائل المكتوبة بخط اليد مثلا، أما إذا كانت الخيانة افتراضية عبر الاتصال الجنسي عن بعد، فحين ذاك يلجأ الطرف الضحية إلى وسائل متطورة، كوضع برامج معلوماتية للتجسس على هاتف الشريك أو حاسوبه، وهذه البرامج تختلف حسب الغاية منها، إما التنصت على الهاتف أو اختراق حساب "واتساب" و"فيسبوك" وغير من وسائل التواصل الاجتماعي. وقد أصبحت هذه البرامج متوفرة مما يساعد على اكتشاف الخيانة الزوجية بسهولة، الشيء الذي أصبح يهدد تماسك الأسرة، وبالتالي تماسك المجتمع، حيث أصبحت هذه الظاهرة تشكل أحد الأسباب الرئيسية في ارتفاع نسبة الطلاق الذي يكون ضحيته الأطفال، الذين يتربون في كنف أسرة متفككة. أجرى الحوار: مصطفى لطفي * محام بهيأة الرباط