fbpx
ملف عـــــــدالة

التحرش الجنسي … سرطان ينخر مدن الشمال

ظاهرة اجتماعية مشينة غزت المدارس والجامعات وأماكن العمل والنوادي الرياضية

تصاعدت بشكل مثير، خلال العقدين الأخيرين، وتيرة جرائم التحرش الجنسي بالمنطقة الشمالية من المملكة، بما فيها الحواضر الكبيرة والأرياف، التي أضحت تشهد، بشكل شبه يومي، وقائع تحرش ذات توصيف جرمي، تعانيها فئة عريضة من نساء وأطفال ورجال، وتتم في واضحة النهار في أماكن عمومية وخاصة، مثل المدارس التعليمية والجامعات وأماكن العمل والنوادي الرياضية وغيرها…

وشهدت عاصمة البوغاز (طنجة)، جرائم تحرش مثيرة ومتعددة، دمرت أسرا بالمدينة وحظيت باهتمام واسع من جمعيات حقوقية مهتمة، نظرا لوقائعها المذهلة وطريقة تنفيذها، لاسيما التي قامت بها شخصيات معروفة ومسؤولون من صناع القرار وأرباب العمل، الذين يستغلون الصلاحيات الممنوحة لهم للتحرش بالموظفات والمستخدمات اللواتي يشتغلن تحت إمرتهم، أو تلك التي لفقها عديمو الضمير لأشخاص أبرياء زج بهم في السجن، قبل أن يتبين أنهم أبرياء لفقت لهم التهمة بهدف الانتقام أو تصفية حسابات شخصية.

تلميذة تلفق تهمة التحرش لأستاذها

بدأت فصول هذه القضية، حينما ادعت تلميذة تبلغ من العمر 15 سنة، بأن أستاذها بمؤسسة خصوصية استغل فراغ القسم عند رجوعها لأخذ أغراض نسيتها، وقام بمحاصرتها وإغلاق الباب من ورائها للتحرش بها ومحاولة اغتصابها بالقوة، ليتم اعتقاله بشكل مهين من قبل عناصر الأمن، والزج به داخل السجن المحلي دون منحه فرصة للدفاع عن نفسه.

قرار الاعتقال، خلف ردود فعل غاضبة من قبل تلاميذ المؤسسة وأطرها الإدارية والتربوية، الذين توقفوا عن الدراسة ونظموا وقفات احتجاجية أمام المحكمة للتعبير عن تضامنهم مع الأستاذ المعتقل، والتأكيد على أن الاتهامات الموجهة إليه “ملفقة وكاذبة”، مبرزين أن والد التلميذة، وهو رجل أمن سابق، ووالدتها المحامية، قد استغلا نفوذهما وحرما الأستاذ من حقه في توكيل محام ينوب عنه.

وبعد أن قضى الأستاذ أسبوعا كاملا وراء القضبان، وأمام ضغط التلاميذ وبعض الجمعيات التي دخلت على الخط، أمر وكيل الملك بإطلاق سراح الأستاذ وإسقاط جميع التهم المنسوبة إليه، بعد أن تأكد أنها باطلة وملفقة، خاصة بعد أن استمع إلى عدد من الشهود الذين أشادوا بأخلاق الأستاذ وأكدوا أنه كان ضحية “خطة محكمة” نفذتها التلميذة بمساعدة أولياء أمرها بغرض الانتقام منه وتشويه مستقبله المهني والاجتماعي، إلا أن النيابة العامة لم تحرك مسطرة المتابعة في حق التلميذة المشتكية ووالديها، بسبب التبليغ عن جريمة خيالية يعلمون بعدم وقوعها، وإهانة الضابطة القضائية عن طريق الإدلاء بمعطيات كاذبة أدت إلى اعتقال بريء وسجنه.

مسؤول جمركي يتحرش بموظفة

من بين القضايا المثيرة التي شغلت الرأي العام المحلي والوطني، قضية موظفة بإدارة الجمارك والضرائب غير المباشرة بميناء طنجة المتوسط، التي تعرضت للتحرش والابتزاز من قبل رئيسها في العمل، وتقدمت بشكاية إلى الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بطنجة، مستدلة بعدة دلائل ملموسة، منها رسائل نصية وصوتية توصلت بها عبر تطبيق “الواتساب”، بعث بها المسؤول الجمركي بهدف الإيقاع بها وتحصيل منفعة جنسية، لاسيما بعد علمه بواقعة طلاقها.

وبناء عليه، استدعت السلطات القضائية المسؤول الجمركي، الذي يتقلد منصبا رفيعا بالإدارة الجهوية للجمارك في ميناء طنجة المتوسط، واستمعت إليه في محضر رسمي نفى فيه كل الاتهامات المنسوبة إليه، مؤكدا أنها مكيدة حبكت ضده للإطاحة به من منصبه، ليتم عرض الملف على قاضي التحقيق، الذي شرع في جلسات الاستنطاق قبل عرض القضية على الغرفة المختصة.

إدانة أستاذ تحرش بطالبته

تعتبر قضية الأستاذ الجامعي، الذي اتهمته طالبة بالتحرش ومحاولة الاغتصاب، من القضايا الشاذة التي أثارت جدلا واسعا في الوسط التعليمي بمدينة طنجة، سيما بعد أن قررت النيابة العامة اعتقاله وحكم عليه بعقوبة سالبة للحرية مدتها سنة حبسا نافذا.

وتفجرت الفضيحة الجنسية، في الأسبوع الأخير من السنة الماضية (2021)، حين تقدمت طالبة الماستر بسلك الترجمة التحريرية بمدرسة الملك فهد للترجمة، بشكاية تتهم فيها أستاذا بالمؤسسة ذاتها بابتزازها جنسيا في مرات متعددة، وعززت شكايتها بتسجيلات صوتية وشريط فيديو يظهر فيه الأستاذ وهو يطالعها على مقاطع إباحية بإحدى الحصص الدراسية، وكذا شهادة مجموعة من زملائها في الدراسة، الذين أكدوا، في محاضر رسمية، واقعة التحرش الجنسي داخل المؤسسة، إلا أن الأستاذ نفى كل التهم المنسوبة إليه جملة وتفصيلا، وأكد، في جميع مراحل التحقيق، بأن التهمة “كيدية” فبركها أستاذ آخر بالتعاون مع المشتكية وطلبة شهدوا زورا بغية إسقاطه.

المختار الرمشي (طنجة)


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى