الغمازي جمعوية استثمرت في نباتات لإنتاج مواد تجميل وعلاج الفطريات وأنواع من الخل راكمت الجمعوية الشابة فاطمة الغمازي، تجربة محترمة في مجال إنتاج زيوت طبيعية ومواد تجميل ومراهم مختلفة من فواكه الغابة، مراهنة على تجهيز تعاونية ترأسها بوحدة خاصة، وتطوير المشروع بمسقط رأسها بجماعة عين مديونة بتاونات، تشجيعا للمرأة القروية على إقامة مبادرات تحتاج دعما وتشجيعا ممن يهمه الأمر. مراهم مختلفة لعلاج البواسير والفطريات و"الإكزيما" ومرض الأظافر، آخر ما أنتجته بعدما اهتدت لتركيبة مختلطة من فواكه الغابة وموادها ونبات "الدرو"، باستشارة مع مختصين. وتؤكد أن نجاعتها في العلاج تأكدت بعد تجريب ذلك. وتحدثت عن إقبال مهم عليها، وحاجة تعاونيتها للاعتراف بعلامتها التجارية. هذه المراهم تنتجها تعاونية "بيل دام" وتباع بأثمنة تختلف باختلاف حجم القنينة وتركيبتها، متراوحة بين 50 درهما و100، سعر بنظرها "بخس مقارنة مع أسعار المواد الحافظة والمجهود المبذول". وأوضحت أن البيع يتم حاليا اعتمادا على طلبيات مسبقة لأشخاص وثقوا في المنتوج وجربوه ووقفوا على نجاعته في العلاج. وتمنت أن تتعامل الجهات المختصة بمرونة أكبر مع مثل هذه المبادرات بالعالم القروي، خاصة في ما يتعلق بمنح العلامة التجارية من قبل وزارة الصحة والمكتب الوطني للسلامة الصحية، مؤكدة أن ظروف الاشتغال وإجراء التحاليل اللازمة، شبه مستحيلة مراعاة لمعاناة التعاونيات في المجال وللتنقل بعيدا لإجرائها. وقالت "في ظل ندرة الماء نضطر أحيانا للاستعانة بالماء المعدني لإنجاز التركيبة" و"تكاليف الإنتاج أغلى ويزيد في غلائها ارتفاع أثمنة المواد الحافظة"، متمنية تشجيع مثل مبادرتها وإنتاجها مثل هذه المراهم وغيرها من المواد، التي تؤكد أن تركيبتها لا تكون نهائية وناجعة إلا بإجراء تجارب مختلفة واستشارة المختصين في المجال. الأمر نفسه بالنسبة لأنواع مختلفة جديدة من "الشامبو" الطبيعي المنتج من الورد وأزير الذي "نقتصر في توزيعه على طلبيات خاصة" تقول هذه الشابة التي تستثمر في فواكه الغابة وثمار أشجارها المهملة، لتنتج مواد مختلفة بتعاون مع بنات دواوير جماعة عين مديونة المجاورة لجبال لقرع والكيل وتيزغوان المجاورة للجماعة. ومن تلك المواد التي تنتجها التعاونية المشكلة من بنات دواوير تيزغوان والمنعة والزريفية وبني سلمان، بينهن حاملات شهادات جامعية، أنواع من الخل والمربى والمحليات، تنتجها من فواكه الغابة استغلتها وحولتها إلى منتوج بشري، عوض أن تبقى عرضة للضياع في الغابة، أو أن تكون مأدبة للحيوانات في أحسن الأحوال. تعاونية "بيل دام" خرجت للوجود قبل أكثر من 4 سنوات، من رحم الغابة وتعيش منها، وفتحت في وجه نساء المنطقة فرصة للاعتماد على أنفسهن في البحث عن مدخول معقول ومشجع يعفيهن انتظار دعم أفراد أسرهن، بعد أن عقدن العزم على مواجهة واقعهن المر وإخراج هذا المشروع الواعد ولو في ظروف أصعب. تكوين نساء الدواوير فاطمة وبعدما أنهت دراستها الجامعية، فكرت في إشراك نساء دواوير مسقط رأسها، في مشروع يستثمر ثمار أشجار برية مختلفة وعشوائية المنبت، بعضها كان في فترات تاريخية انتشر فيها الجوع، مأكلا للسكان قبل أن تفكر في إعادة استثماره بطريقة أكثر دقة وعصرنة، مستثمرة في ذلك تجربة تعاونية هامة راكمتها سنين. وانكبت منذ إطلاق التعاونية على تكوين منخرطاتها في مجال الحلويات والتدبير المنزلي قبل الشروع في استخراج زيوت أساسية ونباتية وتقطير الأعشاب العطرية والطبية وإنتاج خل القطلب (ساسنو أو بوخنو) بعد تجارب عملية سهلت إنتاجه بطحنه وعصره دون تسخين إلى أن يصير خلا سائلا. وكذلك الأمر بالنسبة لإنتاج زيت البلوط المفيد للجسم والبشرة، زيت "البري" الشبيه المعد بالطريقة نفسها لعصر "علوانة" والزيت المحروقة، ومحلى الخروب المستعمل لتحلية الحليب، وسلو أو "زميتة" و"السفوف"، المنتج بعد طحن الدقيق وخلطه بمواد طبيعية، كما الفواكه المجففة، خاصة الموز والتفاح. حميد الأبيض (فاس)