منسق التحالف أكد دعمه لأي مبادرة ترتقي بدور المعارضة البرلمانية أكد عبد السلام لعزيز، أمين عام حزب المؤتمر الوطني الاتحادي ومنسق تحالف فدرالية اليسار، أن صيرورة الاندماج، يجب أن تكون منفتحة على كل اليساريين والديمقراطيين، الذين يتقاسم معهم قيم ومبادئ هذا المشروع السياسي. وأوضح لعزيز في حوار مع "الصباح" أنه بعد المؤتمر الاندماجي، ستكون مناسبات للحوار والنقاش مع التنظيمات اليسارية الأخرى للتعاون...في ما يلي نص الحوار: أجرى الحوار : برحو بوزياني قررتم أخيرا عقد المؤتمر الاندماجي في دجنبر المقبل. نود معرفة الأجندة التي حددتموها لبلوغ هذا الهدف، في ظل الصعوبات التي واكبت مشروع الفدرالية. بالفعل، قررت الهيأة التقريرية لفدرالية اليسار في آخر اجتماع لها يوم 8 ماي 2022 عقــد المؤتمــر الوطنــي الاندماجي منتصف دجنبر المقبل، وهو للتذكير تأكيد وتنفيذ لقرار سابق للهيأة التقريرية التي اتفقت على عقد المؤتمر الاندماجي ما بين سنة إلى ستة أشهر بعد الانتخابات، وذلك تحت إلحاح الرفاق، على ضرورة تأجيل الاندماج إلى ما بعد الانتخابــات، قبل أن يقــرروا الانسحاب من الفــدرالية. ولبلوغ هدف عقد المؤتمر الاندماجي، سيتم الإعلان عن اللجنة التحضيرية، التي ستضم بالإضافة إلى أطر التنظيمات المشكلة للفدرالية، عددا من المثقفين و الفعاليات من خارج هذه التنظيمات. كيف سيتم التحضير لمؤتمر يتعلق باندماج ثلاثة مكونات تختلف من حيث تجربتها التنظيمية وامتداداتها الوطنية؟. بالفعل، الأمر يتعلق بثلاثة مكونات راكمت من العمل المشترك الشيء الكثير، إذ أننا نشتغل بشكل جماعي، منذ ما يقارب 15 سنة، تأكدت من خلالها مساحة كبرى من المشترك في القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والدستورية، وكذا التوافق حد التطابق، في الممارسة السياسية والأولويات الوطنية. كما وصلنا على المستوى المرجعي والتنظيمي إلى الالتقاء حول خلاصات أساسية لمشروعنا السياسي، وذلك من خلال النقاش الذي تم داخل اللجان، التي شكلتها الهيأة التقريرية، واشتغلت لمدة سنة تقريبا (2020)، وهذه الخلاصات، ستشكل نقطة انطلاق بالنسبة إلى عمل اللجنة التحضيرية من أجل تطوير ما يمكن تطويره، والتدقيق في القضايا التي تحتاج ذلك. كما أن مساهمات الفعاليات والمثقفين، الذين سيشاركون في التحضير، ستشكل قيمة مضافة وأساسية. يظل مؤتمر الاندماج خطوة أولى في مسار بناء الحزب الاشتراكي الكبير. أين وصلتم في توسيع دائرة الانفتاح على باقي المكونات السياسية والمدنية والفكرية؟. لقد اعتبرنا في البيان العام للمؤتمر الوطني التاسع لحزب المؤتمر الوطني الاتحادي، أن اندماج الأحزاب الثلاثة المكونة لفدرالية اليسار يشكل لبنة أساسية نحو إعادة بناء اليسار، وتشكيل الحزب اليساري الكبير، لأننا كنا ومازلنا واعين بالحاجة والضرورة التاريخية لوحدة اليسار، حتى يكون قادرا على الفعل والتأثير في ميزان القوى، والتعبير عن الفئات ذات المصلحة في التغيير الديمقراطي الشامل. لكننا كنا نؤكد أيضا أن مسار وصيرورة الاندماج يجب أن يكونا منفتحين على كل اليساريين والديمقراطيين، الذين نتقاسم معهم قيم ومبادئ هذا المشروع السياسي. لهذا قمنا خلال هذه المرحلة، بالانفتاح على مجموعة من الفعاليات والمثقفين اليساريين، أفرادا أو تنظيمات، من خلال منتديات اليسار التي شكلت فضاء للنقاش معهم، والاستماع إلى مختلف الآراء والطروحات حول مجموعة من القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية. انتهت تجربة التحالف في الفدرالية بانسحاب الحزب الاشتراكي الموحد لخلافات في التقدير. ألم يحن الوقت بعد هذه العثرة لإنهاء القطيعة وإعادة جسور الحوار بين رفاق تقاسموا تجربة لحوالي عقدين؟ أولا شخصيا ولحد الآن، لم أفهم أسباب الانسحاب، هل هي لخلافات في التقدير أم لاعتبارات أخرى، كان مسكوتا عنها. فالاختلاف في التقدير المعلن، كان حول توقيت هذا الاندماج، وكنت أؤكد مع رفاق آخرين على ضرورة الاندماج، قبل الانتخابات باعتباره حدثا معبئا بناء على الإشعاع، الذي حققته الفدرالية في انتخابات 2016، كذلك وعيا منا بما قد تشكله هذه الانتخابات من احتكاك واصطدام بين المجموعات، وحتى بين الأفراد داخل التنظيم ذاته. وكان الرأي الآخر يقول بضرورة التركيز على الانتخابات على أن يكون الاندماج بعد ذلك، هذا النقاش أثير عدة مرات في الهيأة التنفيذية، وتم حسمه خلال الهيأة التقريرية التي قررت كما قلت سابقا أن الاندماج سيكون بعد الانتخابات في أجل أقصاه ستة أشهر إلى سنة، لكن يبدو أن وحدة اليسار واندماج أحزاب الفدرالية لم يكن ضمن أجندة الطرف الداعي إلى التأجيل. ما نؤكد عليه أننا لم نعتبر يوما رفاقنا في الاشتراكي الموحد أعداء أو خصوما، وليس هناك أي قرار لأي قطيعة، لكن أولويتنا إنجاح الاندماج، والتحضير الجيد لذلك. الا تفكرون في المبادرة إلى طلب التنسيق بين مكونات القوى الديمقراطية في البرلمان، في مواجهة التغول الحكومي؟. لا يختلف اثنان أن البرلمان يتسم بضعف المستوى في النقاش والمبادرة التشريعية وضعف القدرة على لعب أدواره كاملة في التشريع ومراقبة العمل الحكومي، وهو نتاج طبيعي لانتخابات شهدت كل أشكال الفساد والإفساد، ما أفرز مؤسسات لا تعبر بالفعل عن انتظارات وتطلعات مختلف الفئات والشرائح الاجتماعية. هذه الوضعية سمحت بتغول الجهاز التنفيذي ومن خلفه لوبيات الريع والاحتكار، في ظل ضعف المعارضة. ونحن في فدرالية اليسار لا يمكن إلا أن نكون مع أي مبادرة ترمي إلى الارتقاء بدور المعارضة البرلمانية والعمل البرلماني عموما، إلا أن التنسيق يتطلب حدا أدنى من القواسم المشتركة على المستوى السياسي. هل يمكن أن نعرف الطريقة التي اختارتها الفدرالية لتدبير المرحلة الانتقالية؟. ستبدأ المرحلة الانتقالية من المؤتمر الاندماجي إلى حين انعقاد المؤتمر الوطني الأول، وهي مرحلة تتطلب الكثير من الجهد والعمل، وتجاوز الذاتية والقبيلة الحزبية وانصهار الاختلافات بين الأفراد في القناعات الفكرية والتقدير السياسي، الذي يمكن أن يبرز في محطة من المحطات. في سطور < من مواليد القصر الكبير في7 شتنبر 1957 < دراسات عليا بالمعهد العالي للتجارة وإدارة المقاولات بالبيضاء. < تعرض للاعتقال سنة 1984 واختطف لمدة شهرين في 1985. < مناضل سابق في الاتحاد الاشتراكي. < ساهم في تأسيس حزب المؤتمر الوطني الاتحادي < انتخب عضوا في مكتبه السياسي منذ 2001 إلى أن أصبح أمينا عاما. < منسق تحالف فدرالية اليسار.